الجمعة 11 إبريل 2025
اقتصاد

لماذا "أقبر" مشروع المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة اليوسفية؟

لماذا "أقبر" مشروع المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة اليوسفية؟ تأخير مشروع المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية باليوسفية يثير تساؤلات
السؤال الذي يؤرق المراقبين والمتتبعين للشأن التعليمي باليوسفية وخصوصا على مستوى تعزيز البنية الإستقبالية ذات الصلة بمعاهد التكوين هذه الأيام، هو: هل تم احترام الجدول الزمني المحدد المتعلق بإطلاق صفقة مشروع المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة اليوسفية - شهر أبريل من العام 2024-؟؟ ولماذا لم يتم احترام الموعد المحدد لتنفيذه من لدن الجهات الوصية - أكتوبر  2024 - بداية لانطلاقة ورش أشغال البناء؟؟.
 
لتذكير من يعنيه الأمر، فقد كانت جريدة "أنفاس بريس" قد تطرقت لهذا الملف/المشروع حرصا منها على تنوير الرأي المحلي والإقليمي حيث أشارت مصادرنا في حينه إلى أن هناك "متابعة وحرص شديدين من طرف مؤسسة جهة مراكش أسفي والمدير الجهوي للتكوين المهني من أجل تنفيذ كل خطوات ومراحل تقدم مشروع المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة اليوسفية الذي حدد له اعتماد مالي يقدر بـ 50 مليون درهم أي 5 مليار سم".
 
ومن المعلوم أن موقع ومكان إحداث المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بعاصمة الفوسفاط، كان سيتم تشييده على أنقاض بناية التكوين المهني السابقة ـ بعد عملية الهدم ـ وهي الموجودة بالقرب من ثانوية كاشكاط، حيث تتقابل أبوابهما.
 
وحسب المعلومات التي توفرت لجريدة "أنفاس بريس" في السنة الماضية فإنه "سيتم تشييد المعهد العالي بموصفات معمارية وهندسية تلبي تطلعات وانتظارات ساكنة الإقليم، وتعكس شروط هذه المؤسسة المهنية والتعليمية والتقنية، حيث ستضم في أول الأمر خمسة عشر شعبة تدريسية، موزعة ما بين التجارة والإقتصاد والمالية ثم المحاسبة والاعلاميات، فضلا عن شعب الكهرباء والميكانيك بأنواعه والنسيج وغيرها".
 
في سياق متصل كانت مصادرنا قد تحدثت وقتئذ عن الطاقة الاستيعابية للمعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بمدينة اليوسفية والتي يمكن أن تصل في السنة الأولى إلى 600 طالب (ة) مع إمكانية "أن تتضاعف خلال السنوات الموالية". حيث يحتوي المعهد العالي على "عدة مرافق وأقسام إدارية وتعليمية وتقنية فضلا عن فضاءات بيئية ومرافق صحية وملاعب رياضية، إضافة إلى داخلية بمواصفات عصرية تضم 200 سرير".
 
اليوم انصرمت سنة بالتمام والكمال على هذا الملف/المشروع الذي ظل حلما يتطلع إلى تحقيقه على أرض الواقع سكان الإقليم دون أن تكلف الجهات الوصية نفسها وضميرها المهني والإداري تنوير الرأي العام المحلي ولو ببلاغ على مستوى التواصل واحترام التعهدات والالتزامات، في الوقت الذي طفت على السطح أخبار تؤكد استبعاد إحداث نواة جامعية بالمدن الصغرى والمتوسطة ومن بينها مدينة اليوسفية.
 
في هذا السياق لابد من طرح هذا السؤال الآني والمستعجل: ما موقف مجلس جماعة اليوسفية من هذا التأخير وهذا التعثر في تنفيذ مشروع المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية بعاصمة الفوسفاط؟ وأين هو دور نواب الأمة ومن يمثل إقليم اليوسفية في البرلمان؟
ألم تستحيي الجهات المعنية من رسائل التذكير التي توجهها عمالة اليوسفية في هذا الشأن؟
 
ملاحظة:
ينطبق على هذا المشروع المتعثر المثل القائل: "كم من حاجة قضيناها بتركها" على اعتبار أن لا شيء تحقق على أرض الواقع، ولم يتم الشروع في هدم بناية التكوين المهني التي سيعوضها المعهد العالي، والأمور عادية بالنسبة لم يتحمل تدبير الشأن المحلي، في حين تكتوي أسر التلميذات والتلاميذ الراغبين في ولوج شعب وتخصصات تستقطب مئات الشباب نظرا لغياب معاهد تعليمية وتقنية.