في الخامس من أبريل ستعود الساعة الإضافية إلى دورانها، بعد أن تم تعليق العمل بها بمناسبة شهر رمضان.
وعلى الرغم من كل الاحتجاجات التي رافقت هذه الساعة اللعينة، إلا أن مدبري الشأن العام صموا آدانهم وواصلوا تنزيلها ضد على جميع الأصوات التي نادت بإسقاطها.
ستعيد ظلمة الصباح، التي يضطر التلاميذ والعمال والموظفون إلى مواجهتها كل يوم بسبب هذه الساعة الإضافية التي تحولت إلى ساعة دائمة، النقاش مجددا حول الجدوى منها، وحول رفض الحكومة الإستماع لأنين المغاربة وهم متذمرون منها، فيما يشبه رهان قوة لا يريد أي طرف أن يخسره!! لذلك لا يجد المغاربة اليوم غير الفضاء الأزرق لكي يصرفوا من خلاله غضبهم مما يحدث، من خلال النكت والقفشات وصور الكاريكاتور.
لم تقدم حكومة العثماني التي جاءتنا بهذه الساعة الإضافية اللعينة، ولا التي جاءت بعدها، المبررات التي كان يمكن أن تقنع عاملا أو موظفا يستيقظ فجرا لكي يتوجه إلى عمله. أو تلميذا يصل إلى حجرة الدرس، إن هو وجد وسيلة نقل تقله إلى هناك، وهو شبه نائم!! ولم تجد ما تقوله وقتها غير أنها كانت بين اختيار أن تبقي على ساعتها الأصلية الموافقة لغرينيتش، أو الإبقاء على هذه الساعة الإضافية وليس تغييرها على مدار السنة أربع مرات. لذلك فضلت الاختيار الثاني الذي تبرره بالحفاظ على الطاقة!!
لقد علق الكثيرون بسخرية لاذعة على أن حكومة العثماني غير المأسوف على رحيلها، التي لم تقو على الزيادة في أجور الموطفين والعمال، فضلت أن تزيهم ساعة من وقتها!! تماما كما تصنع اليوم حكومة أخنوش.
فيما قال آخرون إنه مع هذه الحكومات المتعاقبة، لا يجب أن يعيش الواحد منا غير ساعته، عملا بالقول المأثور "ما مضى فات، والمؤمل غيب، ولك الساعة التي أنت فيها"، لأنك لن تضمن أن يكون غدك أفضل وأحسن.
لكن المثير فيما حدث هو أن يعلق البعض على أن قرار الإبقاء على الساعة الإضافية نزل على رأس العثماني، رغم أنه كان وقتها رئيس الحكومة، في آخر لحظة!! بل إنه كان آخر من يعلم من اتخذ القرار، ومن حسم في أمره. ولذلك كان طبيعيا أن تخرج الجموع لكي تحتج على هذا القرار الذي من سرعته، نشرته الجريدة الرسمية في اليوم الموالي بمفرده!!
غير أن الأكثر إثارة في كل ما حدث، هو أن يعلق سكان الفضاء الأزرق على أن الإبقاء على الساعة الإضافية، فرضته دراسة تقول بالجدوى الاقتصادية لهذه الساعة العجيبة والتي بشرنا بها وزير الوظيفة العمومية وقتها، وغير المأسوف على رحيله، دون أن نطلع على فحوى هذه الدراسة!! وظهر أن الكثير من القرارات الكبرى التي يتم اتخاذها، لا تعني الحكومة التي علينا أن نلتمس لها العذر. هذا على الرغم من أن ما حدث ترك خلفه الكثير من الإكراهات والمشاكل ذات البعد الأمني واللوجيستيكي. فخروج التلاميذ والعمال والموظفين في ساعة مبكرة من منازلهم، والعودة إليها في ساعة متأخرة ليلا، كان ولا يزال يحتاج لظروف أمنية أفضل مما هو كائن اليوم. ويحتاج لوسائل نقل تفي بالغرض في الوقت والمكان المناسبين. أما الإبقاء على هذا الوضع، فلن يزيد المواطن المغلوب على أمره إلا تعبا وتحملا لم يعد قادرا عليه.
اليوم، ورغم كل النداءات التي تجمع على ضرورة إعادة النظر في هذه الساعة اللعينة، إلا أن الحكومة الجديدة مثل سابقتها اختارت الصمت الذي يشبه هروبا إلى الأمام فقط لأنها لا تملك ما تقدمه من شروحات وتفسيرات يمكن أن تبرر المحافظة على هذه الساعة العجيبة.
فهل تحسب لحكومة عزيز اخنوش أنها امتلكت الشجاعة السياسية لإطلاق سراح المغاربة من هذا الاعتقال الذي طالهم منذ تم إقرار الساعة الإضافية والتي بدأ رواد الفضاء الأزرق يهددون بمقاطعتها وعدم العمل بها ما يعني أننا قد ندخل ما يشبه العصيان بشأن قرارات تفرضها السلطة التنفيذية. إلا إذا تشجعت هذه الحكومة وبسطت أمام المغاربة نتائج الأثر، الذي تقول إنه إيجابي، على اقتصاد البلد بفضر هذه الساعة. هذا على الرغم من أن مدة تنزيلها إلى اليوم لم يرافقها أي تقييم أو دراسة جدوى.