الجمعة 28 مارس 2025
سياسة

الطيب دكار: الصحراء المغربية.. مجلس الأمن يتمتع بالسلطة والتجربة الكافيتين من أجل فرض الحكم الذاتي على الجميع

الطيب دكار: الصحراء المغربية.. مجلس الأمن يتمتع بالسلطة والتجربة الكافيتين من أجل فرض الحكم الذاتي على الجميع الطيب دكار
ينهي مبدئيا ستيفان دي ميستورا ولايته كممثل شخصي للأمين العام للأمم المتحدة في قضية الصحراء المغربية خلال الأسابيع المقبلة (شهر أبريل).
أعتقد أنه لن يأتي بأي اقتراح جديد أمام مجلس الأمن لتسوية قضية الصحراء المغربية أو على الأكثر سوف يتمسك بتحليلات تجاوزها الزمن ، أو سيتعرف بعجزه، وحتى بفشله الفادح، في معالجة هذه القضية.
ولن يشعر دي ميستورا بالندم، إذ إن أعداء المغرب يعدونه ويوفرون له تقاعدا ذهبيا، شرط أن تفضي مهمته إلى الطريق المسدود، كما يرغب خصوم المملكة المغربية. وهذا دليل ،حسب رأيهم، على تعقيد الملف وانسداده المستمر، ما دام المجتمع الدولي لم يأخذ بعين الاعتبار رؤى الجزائر لتسوية هذا الملف. إن الانسداد يخدم مصالح الجزائر، في ظل العزلة الدبلوماسية الحالية للجزائر على الساحتين الإقليمية والدولية.
الجزائر في صراع مع المغرب وإسبانيا ومالي والنيجر وفرنسا والإمارات العربية المتحدة... على سبيل المثال لا الحصر. أن الجزائر تعيش حالة من العزلة المطلقة على الساحة العربية، وأن أطماعها الإقليمية في الصحراء المغربية موضع رفض إجماعي داخل العالم العربي. لقد فقدت الجزائر للتو حليفها العربي الأخير، بشار الأسد، لكنها تحافظ على صداقة قوية مع إيران والحوثيين وحماس وحزب الله في لبنان...
وتبقى أمام الجزائر ورقة واحدة فقط لتلعبها : وهي محاولة إغراء الولايات المتحدة التي اعترفت في عام 2020 بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه. ولا شك أن الجزائريين يأملون في أن يتراجع ترامب عن موقفه، من خلال تقديم فرص تجارية جذابة له في الجزائر، في جميع المجالات. وما لم ينجحوا فيه مع الديمقراطيين، سيسعون إلى تحقيقه مع من وقع على وثيقة الاعتراف بالسيادة المغربية على صحرائه.
ويعتقد الجزائريون أنه سيكون من الضروري التعامل مع الرئيس ترامب بلغة "الأعمال"، معتقدين اعتقادا راسخا أن الإدارة الجديدة تنجذب أكثر للأعمال التجارية بدل التحالفات التاريخية وقيم المعسكر الغربي الممتدة منذ قرون. وفي الأسابيع الأخيرة، شهدنا الصدع الذي أحدثته واشنطن مع إحدى حلفائها، جنوب أفريقيا، ليس فقط بسبب الفصل العنصري ضد البيض، بل بسبب تزعم حركة أمام المحكمة الجنائية الدولية لإدانة نتنياهو.
وفي رأيي أن مجلس الأمن، الذي يتعامل مع هذه القضية منذ خمسين عاما، يمتلك من السلطة والخبرة في هذه القضية ما يمكنه من إفتاء الحل بشكل رسمي، وفرض الحكم الذاتي على الجميع، مع العلم أن قوتين استعماريتين سابقتين والولايات المتحدة تعترف بالحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد لتسوية هذا النزاع. من المؤكد أن روسيا تنظر بعين غير راضية إلى التحول الذي تديره حليفتها التاريخية في شمال إفريقيا، مع العلم أن العلاقات بين البلدين ليست على أحسن ما يرام بسبب انتشار مجموعة فاغنر العسكرية الروسية في دول الساحل والحركة المناهضة للجزائر في هذه الدول.
 

الطيب دكار، صحفي وكاتب