الاثنين 7 إبريل 2025
مجتمع

وزان.. الطفولة الشعبية ومديرية التعليم يضخان منسوبا عاليا من الأوكسجين في شرايين شراكتهما

وزان.. الطفولة الشعبية ومديرية التعليم يضخان منسوبا عاليا من الأوكسجين في شرايين شراكتهما المديرة الإقليمية خديجة بنعبد السلام تشرف على تفعيل اتفاقية الشراكة مع أم الجمعيات
مد المدرسة العمومية لجسور التواصل مع محيطها، والعمل على مأسسة التواصل مع هذا المحيط الموزع  بين الفاعل المدني والفاعل العمومي، اختيار عززه "مبدأ التشاركية" الذي تصدر دستور 2011، بعد عقود من محاولات عزل المدرسة عن المجتمع.
 
في هذا الإطار، شهدت المدرسة العمومية في العقدين الأخيرين، طفرة كمية ونوعية في انفتاحها على محيطها، وذلك بإبرام حزمة من اتفاقيات الشراكة تتصدرها جمعيات المجتمع المدني التي تلعب باقة منها أدورا ريادية في تنشيط الحياة المدرسية، في زمن لا يختلف حوله اثنان بأن دور التنشئة الاجتماعية الذي لعبته المدرسة لم يعد بالحجم الذي كان بعد دخول لاعب جديد، وهو التكنولوجيا الحديثة.
 
مناسبة هذا الكلام المكثفة جمله، الحضور اللافت لحركة الطفولة الشعبية، خلال شهر فبراير الجاري ، في الحياة المدرسية لأكثر من مؤسسة تعليمية منتشرة بإقليم وزان. حضور ما كان سيكون بهذا الكم النوعي من الأنشطة المتنوعة التي جمعت بين اللقاءات التواصلية، والتفاعلية، وتنشيط ورشات باعتماد آلية " المقهى العالمي" ، وتحفيز المتعلمات والمتعلمين على اختبار مواهبهم في أشكال التعبير المتعددة في أفق صقلها .
 
الجديد في هذه اللمسة الجمعوية هو أن أم الجمعيات عددت في الفئات المستهدفة من أنشطتها ( التلاميذ، أمهات وآباء التلاميذ، أطر الدعم الاجتماعي)، أظف إلى هذا الجديد كذلك ، استقطابها لفاعل مدني آخر يوجد في وضعية احتكاك بالمجتمع التعليمي بالإقليم، وهو الفدرالية الإقليمية لجمعيات أمهات وآباء التلاميذ.

هل كانت هذه الدينامية ستحصل لو لم ينخرط بمنسوب عال من الوعي، الفاعل العمومي والشريك الأساسي لأم الجمعيات، الذي ليس غير المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مجسدة في شخص خديجة بنعبد السلام، السيدة الأولى على رأس قطاع التعليم بدار الضمانة الكبرى، (انخرطت) بكل قوة في تنزيل برنامج مدني متفاعل مع شعار " من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع ". والجودة هنا لا يمكن أن تتحقق إلا في بيئة مدرسية آمنة، وحيث المدارس مفعمة بالحياة. ولكي يحصل ذلك، لابد من الانتصار للشراكة الهادفة مع المجتمع المدني، مع حقن بنود اتفاقيات الشراكة المبرمة مع مختلف الفاعلين بجرعات من الفعلية، ومراجعة تلك الاتفاقيات التي لم تتجاوز التقاط الصور يوم التوقيع، وظلت سجينة الرفوف.

يذكر بأن رزنامة الفعاليات التربوية والترفيهية والتكوينية التي سهرت جمعية حركة الطفولة الشعبية بمعية المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، وفدرالية جمعيات أمهات وآباء التلاميذ، استهدف تنزيلها مجموعة من المؤسسات التعليمية بالمدينة كما بالعالم القروي، وباقة من المحاور. فعلى سبيل الذكر لا الحصر فقد كانت الثانوية التأهيلية العرفان بجماعة مصمودة، على موعد مع لقاء تواصلي من تأطير الإطار الوطني بأم الجمعيات والفاعل الحقوقي الأستاذ محمد حمضي، سلط الضوء على موضوع " أدوار جمعيات أمهات وآباء التلاميذ في تنشيط الحياة المدرسية". كما استقبلت ذات الثانوية الأستاذة فاطمة الزهراء المهدون (أستاذة الفلسفة بالعرائش)، المعروفة بالمعلمة الدولية بعد حصولها على جائزة تسلمتها في حفل بهيج بالعاصمة الهندية، التي نشطت ورشة تفاعلية حول التنمر أطرها عنوان "كونوا نورا لا نارا، لنوقف التنمر ...". ورشة أخرى ستجمع "المعلمة الدولية" ولكن هذه المرة بثانوية ابن زهر ، ومع فئة أطر الدعم الاجتماعي، وباعتماد آلية جديدة في التنشيط يطلق عليها "المقهى العالمي" تمحورت حول موضوع " دعم الصحة النفسية داخل المؤسسة التعليمية". ولأن برنامج تنشيط الحياة المدرسية الثلاثي الشركاء تزامن مع تخليد المغرب لليوم الوطني للسلامة الطرقية، فقد فتحت مجموعة من المؤسسات التعليمية أبوابها في وجه فرق التنشيط التربوي والترفيهي التابعة لحركة الطفولة الشعبية انتقلت بالمتعلمات والمتعلمين من خطاب البرج العاجي عن قانون السير، لتحط  بهم فرق التنشيط المذكورة وبأشكال التعبير المختلفة على الجمرة الحارقة لهذا القانون حين لم يتم احترامه والتقيد به... ولم تكن الخلاصة غير أن كل عدم احترام لقانون السير فهو اعتداء صارخ على الحق في الحياة.