احتمال تكرار المواجهة الكروية بين نادي نهضة بركان والفائز في المواجهة الجزائرية أظهر مسار قرعة كأس الكونفدرالية الإفريقية، التي سحبت في 20 فبراير 2025، عن مواجهة محتملة لممثل كرة القدم المغربية نادي نهضة بركان، مع أحد الأندية الجزائرية: إما اتحاد العاصمة أو شباب قسنطينة. أما قرعة كأس عصبة الأبطال الإفريقية فقد تحيل المتتبعين على مواجهة مغربية جزائرية حارقة في حالة تجاوز فريقي الجيش الملكي المغربي ومولودية الجزائر مرحلة الربع.
“أنفاس بريس” ترصد مضاعفات القرعة وانعكاساتها على العلاقات المغربية الجزائرية التي تعيش على إيقاع التوتر.
اتحاد العاصمة أو شبيبة القبائل.. من يشعل فتيل الصراع من جديد؟
مع احتمال تكرار المواجهة الكروية بين نادي نهضة بركان والفائز في المواجهة الجزائرية، التي ستجمع اتحاد العاصمة بشباب قسنطينة عاد إلى الواجهة مجددا السيناريو المثير للجدل الذي شهدته حدث النسخة الماضية بعد أن اختار فريق اتحاد العاصمة الجزائري، الانسحاب من نصف النهائي في الموسم الماضي، بسبب خريطة المغرب التي كانت تزين قميص فريق نهضة بركان، في قرار أثار استغراب الكثيرين، ومنح الفريق المغربي تأهلا مباشرا إلى النهائي، بعد أن رفض اتحاد العاصمة الجزائري مواجهة فريق يحمل لاعبوه خريطة المملكة المغربية، وفضلوا الإقصاء على خوض المباراة في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المنافسات الكروية على مستوى القارة.
بدأت بوادر جدل جديد في نونبر 2024 حين اعتمدت لجنة المسابقات للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بشكل رسمي، قميص نادي نهضة بركان واعتمدته في دور المجموعات لكأس عصبة الأبطال الإفريقية، قبل أن يعبر الفريق البركاني إلى دور الربع الذي أفرزت قرعته احتمال تجدد حكاية الخريطة التي قضت مضجع الجزائريين ودفعتهم إلى تفضيل الخسارة بالقلم على مواجهة فريق مغربي تزين الخريطة قمصانه.
احتمال تكرار سيناريو الموسم الماضي يلوح في الأفق
وضعت قرعة ربع نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية فريق نهضة بركان، الممثل الوحيد للكرة المغربية في المسابقة، في مواجهة صعبة أمام أسيك ميموزا الإيفواري. وبينما يستعد الفريق البركاني لهذه المواجهة الحاسمة، يلوح في الأفق احتمال تكرار سيناريو الموسم الماضي، الذي شهد تأهلا مثيرا للجدل إلى النهائي.
ففي حال تمكن الفريق البرتقالي من تجاوز عقبة أسيك ميموزا الإيفواري، سيجد نفسه في الدور نصف النهائي أمام أحد ممثلي الكرة الجزائرية، إما اتحاد العاصمة أو شباب قسنطينة،وهو سيناريو مشابه لما حدث في النسخة الماضية.
ويبقى فريق نهضة بركان، كمرشح بارز لتجاوز عقبة أسيك ميموزا في ربع نهائي كأس “الكاف”، غير أن هذا السيناريو يفتح الباب أمام مواجهة مثيرة في نصف النهائي ضد أحد ممثلي الكرة الجزائرية.
مباشرة بعد الإعلان عن نتائج القرعة التي جرت في الدوحة، لم يتأخر الإعلام الجزائري في إعادة إحياء الجدل حول قميص نهضة بركان، الذي يحمل خريطة المغرب كاملة، حيث سارعت العديد من المنابر الصحفية إلى إثارة القضية من جديد، وأصبحت موضوع نقاش المحللين الرياضيين.
سيناريو “الخريطة” قد يتجدد بين المغرب والجزائر
احتمال مواجهة أحد الأندية الجزائرية، يعيد إلى الأذهان سيناريو النسخة الماضي، حينما سافرت بعثة نهضة بركان إلى الجزائر عبر طائرة خاصة، لتتفاجأ بمنع السلطات الجزائرية الترخيص لعبور أمتعة الفريق المغربي، بسبب قمصان تحمل خريطة المملكة الكاملة. أدى ذلك إلى احتجاز البعثة داخل بهو مطار هواري بومدين طوال يوم كامل. وفي اليوم الموالي قام الاتحاد الجزائري لكرة القدم بخطوة غريبة بطبع قمصان مستنسخة لا تتضمن الخريطة المغربية، مما حال دون إجراء المباراة، وبالتالي تم اعتبار نهضة بركان فائزا.
وفي مباراة الإياب، سافرت بعثة اتحاد العاصمة الجزائري، إلى المغرب ولقيت الترحيب بمدينة بركان، لكنها قررت رفض خوض المباراة بعد تأكيد “الكاف“ أحقية نهضة بركان في ارتداء قميصه المعتاد والمعتمد منذ دور المجموعات. ونتيجة لذلك، تم اعتبار نهضة بركان فائزا بستة أهداف دون رد في مجموع المباراتين، تطبيقًا للوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
ودخل “الكاف“ على خط الواقعة عند حدود إعلان نهضة بركان، فائزًا بالمباراتين، مشيرًا إلى أن لجنة مسابقات البطولة ومنظمي المباراة رأوا أن قمصان نهضة بركان التي تحمل خريطة المغرب لا تتضمن أي مخالفة، إذ إنها مسجلة في لوائح “الكاف“ منذ بداية النسخة، وخاض بها الفريق ثماني مباريات، من دور المجموعات إلى ربع النهائي أمام أبو سليم الليبي.
ورفض الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الاستئناف الجزائري ضد قراره القاضي بأحقية نهضة بركان في ارتداء قميصه الرسمي.
باسم السيادة.. الاتحاد الجزائري يخلط الكرة بالسياسة
شكل موضوع خريطة المغرب التي يحملها قميص نهضة بركان محور اهتمام الاعلام الجزائري، بعد سحب قرعة الدور ما قبل النهائي والمفترض إجراؤه في بداية شهر أبريل القادم. وكتبت صحيفة الجزائر الجديدة مقالا بعنوان: “نحو تكرار سيناريو قميص بركان مع الأندية الجزائرية“ وجاء فيه “بات من المحتمل جداً أن تتكرر، في شهر أبريل 2025 أزمة قميص نادي نهضة بركان المغربي مع الأندية الجزائرية، التي صنعت الحدث في ربيع العام الماضي، بعد أن أسفرت عملية القرعة عن مواجهة محتملة بين فريق جزائري ونادي نهضة بركان“.
وخصصت “بلاطوهات“ التحليل الرياضي الجزائرية،حيزا زمنيا كبيرا للموضوع مشيرة وفق مصادرها إلى أن محكمة التحكيم الرياضي الدولية، المعروفة اختصارا بـ “طاس“، حددت مارس 2025 موعدا للحسم في مشروعية وضع خريطة المغرب على قمصان نهضة بركان، مشيرة إلى أن القرار سيصدر قبل المواجهة المرتقبة بين نهضة بركان وأحد الأندية الجزائرية.
وذهب كثير من المحللين الرياضيين الجزائريين إلى تبني خيار الانسحاب في حالة إصرار الهيئات الرياضية والقضائية على اعتماد “قميص الخريطة“ في المباراة المرتقبة، بل إن أغلب المحللين يعزفون على وتر “السيادة الوطنية“ وكأن خريطة المغرب تشكل تهديدا للطرح الجزائري.
النهج الجزائري في التعامل مع نهضة بركان لم يكن موقفا معزولا، بل جاء في سياق متصل بقرارات سابقة، مثل الانسحاب من المشاركة في بطولة إفريقيا للجمباز أو رفض لعب بطولة إفريقيا لكرة اليد في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، ورفض المشاركة في مسابقات قارية بالعيون أو التحريض على مقاطعتها.
