الجمعة 21 فبراير 2025
اقتصاد

حمو جديوي: تكوين أسطول قوي وتنافسي يتطلب تمكين الكفاءات المناسبة

حمو جديوي: تكوين أسطول قوي وتنافسي يتطلب تمكين الكفاءات المناسبة حمو جديوي، رئيس جمعية خريجي المعهد العالي للدراسات البحرية
يوضح،‭ ‬حمو‭ ‬جديوي،‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬خريجي‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للدراسات‭ ‬البحرية،‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ "‬أنفاس بريس‭" ‬الأولويات‭ ‬التي‭ ‬سيشتغل‭ ‬عليها‭ ‬المكتب‭ ‬الجديد‭ ‬وعلى‭ ‬رهانات‭ ‬القطاع‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬التكوين‭ ‬وإنشاء‭ ‬الأسطول‭ ‬الوطني‭.‬

 
تم‭ ‬مؤخرا‭ ‬انتخابك‭ ‬رئيسا‭ ‬لجمعية‭ ‬خريجي‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للدراسات‭ ‬البحرية‭. ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الأولويات‭ ‬التي‭ ‬لديكم‭ ‬في‭ ‬البرنامج؟
الأولويات‭ ‬طرحناها‭ ‬خلال‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬ألقيناها‭ ‬في‭ ‬الجمع‭ ‬العام،‭ ‬قلنا‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬تثبيت‭ ‬الجمعية،‭ ‬وتثمين‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلها‭ ‬من‭ ‬سبقونا،‭ ‬بضم‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأطياف،‭ ‬ونتقدم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنجاز‭ ‬ما‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬أهداف‭ ‬الجمعية،‭ ‬وكله‭ ‬متعلق‭ ‬بمصلحة‭ ‬الخريجين‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬ومصلحة‭ ‬المعهد،‭ ‬والملاحة‭ ‬التجارية‭.‬
نتقدم‭ ‬بطموح‭ ‬كبير‭ ‬وبجرأة،‭ ‬لكن‭ ‬بواقعية‭ ‬أيضا‭. ‬فلا‭ ‬نسوق‭ ‬للوهم،‭ ‬ولا‭ ‬نقفز‭ ‬على‭ ‬المراحل‭. ‬بل‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬وترفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭.‬
والحمد‭ ‬الله‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬لدينا‭ ‬الكفاءات،‭ ‬ويوجد‭ ‬من‭ ‬بيننا‭ ‬نساء‭ ‬ورجال‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ينجحوا‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭.‬
 
ما‭ ‬هي‭ ‬رهانات‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬ذكرت؟
بالنسبة‭ ‬للخريجين،‭ ‬الرهان‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬تكوينهم‭ ‬النظري‭ ‬بالمعهد‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬وتحيين‭ ‬المواد‭ ‬وفقا‭ ‬المقتضيات‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬بهذا‭ ‬المجال‭ ‬(STCW)‭ ‬ووفقا‭ ‬للتطورات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬الملاحة‭ ‬التجارية‭. ‬ويتم‭ ‬تكوينهم‭ ‬التطبيقي‭ ‬بتوفير‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬حتى‭ ‬استكمالهم‭ ‬أشهر‭ ‬الإبحار‭ ‬الضرورية‭ ‬لكل‭ ‬شهادة‭.‬
بالنسبة‭ ‬للمعهد‭ ‬الرهان‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬أطر‭ ‬التدريس‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أساس‭ ‬التكوين‭.‬
أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإدارة‭ ‬الملاحة‭ ‬التجارية،‭ ‬فالرهان‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬إنشاء‭ ‬أسطول‭ ‬تجاري‭ ‬وطني‭.‬
 
تقول‭ ‬إن‭ ‬توفير‭ ‬أطر‭ ‬التدريس‭ ‬هو‭ ‬رهان‭ ‬المعهد‭ ‬الأهم؟‭ ‬أليس‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬البديهيات؟
أتفهم‭ ‬استغرابك‭. ‬ولكن‭ ‬دعني‭ ‬أوضح‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ماضية‭ ‬تم‭ ‬تغيير‭ ‬وضع‭ ‬المعهد‭ ‬كي‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الجامعي‭ ‬"إجازة‭ ‬ماستر/‭ ‬دكتوراه"‭.‬

وهكذا‭ ‬لم‭ ‬بعد‭ ‬بإمكان‭ ‬الربابئة‭ ‬والمهندسين‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تدرس‭ ‬بالمعهد‭ ‬أن‭ ‬يلتحقوا‭ ‬بهيئة‭ ‬التدريس!‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬السنوات،‭ ‬بدأ‭ ‬الأساتذة‭ ‬الأوائل‭ ‬يحالون‭ ‬على‭ ‬التقاعد‭ ‬تباعا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تعويضهم!
والآن‭ ‬يتم‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬بواسطة‭ ‬تعاقدات‭ ‬مؤقتة‭ ‬مع‭ ‬ربابنة‭ ‬ومهندسين‭ ‬بحريين‭ ‬ذوي‭ ‬خبرة‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬حلا‭ ‬مستداما!.
 
بالنسبة‭ ‬لرهان‭ ‬الملاحة‭ ‬التجارية،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬الأسطول‭ ‬الوطني؟
تراجع‭ ‬الأسطول‭ ‬الوطني‭ ‬عددا‭ ‬وحمولة‭ ‬منذ‭ ‬العشرية‭ ‬الأولى‭ ‬للألفية‭ ‬بسبب‭ ‬تحرير‭ ‬القطاع‭ ‬وفتحه‭ ‬أمام‭ ‬المنافسة‭ ‬الأجنبية‭ ‬دون‭ ‬إعداد‭ ‬وتأهيل‭ ‬الفاعلين‭ ‬الوطنيين‭ ‬لهذا‭ ‬الانفتاح‭. ‬ووصل‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬ذروته‭ ‬بإفلاس‭ ‬معظم‭ ‬شركات‭ ‬الملاحة‭ ‬الوطنية‭ ‬الخاصة‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العشرية‭ ‬الثانية‭.‬
لقد‭ ‬مررنا‭ ‬بمرحلة‭ ‬تقهقر‭ ‬أثرت‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬جوانب‭ ‬قطاع‭ ‬الملاحة‭ ‬التجارية‭. ‬لكن‭ ‬لنترك‭ ‬ذلك‭ ‬الآن‭ ‬ولنتفاءل‭ ‬بالمستقبل‭.‬
 
ما‭ ‬هي‭ ‬دواعي‭ ‬هذا‭ ‬التفاؤل؟
الداعي‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬الرغبة‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬أسطول‭ ‬تجاري‭ ‬وطني‭ ‬قوي‭ ‬وتنافسي‭ ‬والتي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬الذكرى‭ ‬الـ‭ ‬48‭ ‬للمسيرة‭ ‬الخضراء‭.‬

والسبب‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المؤشرات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الضباط‭ ‬والمهندسين‭ ‬البحريين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬والوطني‭ ‬أيضا‭. ‬إذ‭ ‬ساهمت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المينائية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬المعهد‭ ‬لشغل‭ ‬وظائف‭ ‬في‭ ‬السلطات‭ ‬المينائية‭ ‬والإرشاد‭ ‬البحري‭ ‬والمحطات‭ ‬المينائية‭ ‬عبر‭ ‬موانئ‭ ‬المملكة‭. ‬وسوف‭ ‬تحتاج‭ ‬المشاريع‭ ‬الجديدة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭.‬
 
بالنسبة‭ ‬لجمعيتكم،‭ ‬كيف‭ ‬ستواكبون‭ ‬هذه‭ ‬الرهانات؟
أول‭ ‬شيء‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأصحاب‭ ‬القرار،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬المقترحات‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬قيمة،‭ ‬والمشورة‭ ‬الصادقة‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭. ‬وهنا‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬نحس‭ ‬برغبة‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية‭ ‬منذ‭ ‬مجيء‭ ‬الوزير،‭ ‬عبد‭ ‬الصمد‭ ‬قيوح،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الترشح‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناصب‭ ‬المفتاحية‭ ‬في‭ ‬الملاحة‭ ‬التجارية‭ ‬والتكوين‭. ‬ونريد‭ ‬أن‭ ‬نثمن‭ ‬هذه‭ ‬الإرادة‭ ‬الإيجابية‭.‬

ثانيا،‭ ‬نعتبر‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬دقيقة‭. ‬فبرغم‭ ‬التفاؤل‭ ‬والروح‭ ‬الإيجابية‭ ‬الموجودة،‭ ‬نذكر‭ ‬بقيمة‭ ‬اختيار‭ ‬الكفاءات‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬المجال،‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬الرهانات‭ ‬التي‭ ‬ذكرناها‭. ‬

عندنا‭ ‬فرصة‭ ‬لإنشاء‭ ‬أسطول‭ ‬وفق‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬(وطني‭ ‬قوي‭ ‬وتنافسي)،‭ ‬فلتكن‭ ‬الكفاءات‭ ‬المختارة‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬(قوية‭ ‬وتنافسية‭ ‬أيضا)‭.‬
وليتم‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الكفاءة‭ ‬والأحقية‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭.‬
 
هل‭ ‬يكفي‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬نظركم؟
ورش‭ ‬الملاحة‭ ‬التجارية‭ ‬ورش‭ ‬كبير‭ ‬جدا،‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تحدي‭ ‬تطوير‭ ‬قطب‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحري‭ ‬بكل‭ ‬فروعه‭. ‬ويتقاطع‭ ‬هذا‭ ‬الورش‭ ‬مع‭ ‬قطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة،‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تهييء‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭. ‬فإذا‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬أعددنا‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬البنى‭ ‬التحتية،‭ ‬تبقى‭ ‬أوراش‭ ‬أخرى‭ ‬مهمة‭ ‬لإنجاح‭ ‬الرؤية‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬ورش‭ ‬الترسانة‭ ‬القانونية‭.‬