الاثنين 25 نوفمبر 2024
خارج الحدود

شاعر عراقي يسأل: ما الغاية من البكاء على الحسين بعد 1400 عام؟

شاعر عراقي يسأل: ما الغاية من البكاء على الحسين بعد 1400 عام؟

أثار شاعر عراقي مغترب في كندا -وفقا لموقع "المدينة نيوز"- ضجة كبيرة وموجة من الانتقادات والتأييد على الفيسبوك بسبب نشره آراء اعتبرها البعض مسيئة إلى الحسين بن علي رضي الله عنه في ذكرى عاشوراء.

ورغم أن الشاعر هــــادي ياسين قــــد اعتذر بعد ساعات من نشره تعليقه، إلا أن موجة هجوم عنيـــفة تلقاها من الشيعة. ووصـــل الأمـــر إلى إصــدار الاتحـــاد العام للأدباء والكـــتاب في العراق الأربعاء الماضي قرارا بتعليق عضوية الشاعر، بعدما نشر على حسابه في فيسبوك كلاما اعتبره انه يقلل من شأن حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرى عاشوراء.

وقال الاتحاد في بيان نشره على موقعه الرسمي «ندين ما نشره الشاعر هادي ياسين علي المقيم في كندا من تعليقات مسيئة تمس كرامة الرموز الدينية الإسلامية بطريقة فجة وغير مسؤولة أثارت استياء جميع الأدباء والمثقفين العراقيين الذين يكنون الاحترام والتبجيل لجميع الرموز والشخصيات الدينية والتاريخية الإسلامية».

وتابع الاتحاد أن «هذه الحالة هي حالة نشاز ومرفوضة وإننا قررنا ترقين قيد الشاعر هادي ياسين علي في سجل الاتحاد».

وبسبب إثارته جدلا واسعا اقدم ياسين على الاعتذار، مؤكدا أنه اخطأ بالفعل في كلامه. وقال «أقدم اعتذاري الشديد بخصوص البوست الذي نشرته (وقد حذفته). وأضاف ياسين ان بعض (الأصدقاء) حذفني من قائمته والآخرون أنا حظرت عليهم حظراً نهائياً رغم معرفتي الشخصية بهم ، فقد تكشفت لي معادنهم و ما يزعمونه من وعي».

وقال «إنني أشكر الذين كتبوا اليّ رسائل تضامن أو نصح ، و أشكر من علّق بأدب وتهذيب ، فأثبتوا أنهم أهل للتحاور والتسامح وقبول الاختلاف».

وتابع «أما أغرب ما وصلني في رسالة من صديقي سابقاً وزميلي سابقاً د. طاهر علوان (وهو متخصص بالسينما) تهديده لي بالقول: (وستتلقى جزاء ما اقترفته ان عاجلا او اجلا)» معتبرا أن (الطاهر) سيكون المسؤول الأول إذا ما حصل عليه اعتداء.

وكان ياسين قد تساءل «ما الغاية من البكاء على الامام الحسين منذ 1400 سنة ؟»، واستخدم ايضا عبارات اعتبرها البعض غير لائقة. كما اتهمه البعض أنه سبق ان تجاوز وشتم يوم الغدير الذي يحتفل فيه الشيعة بأحقية الامام علي بالخلافة بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

يذكر أن هادي ياسين علي، هو شاعر عراقي من البصرة وكان عضوا في اتحاد الأدباء قبل يناير 2003، وبعد سقوط النظام طلب اللجوء إلى كندا واستقر فيها.

ومن أبرز التعليقات قول السياسي سليمان الفهد «إن ياسين لا يعنيني الحاده اطلاقا ولا تعنيني شخصيته وثقافته التافهة، ولم امر يوما على صفحته وحتى من باب الفضول، ولكني قبل ساعة شاهدت منشوره المرفق على صفحة الاصدقاء وقد صعقت حقا لما يحمله من وقاحة ما بعدها وقاحة».

وتابع «أطالب اولا اتحاد الادباء والفنانين العراقيين بمعاقبته وسحب البطاقة منه، وأطالب أصدقائي المشتركين معي بصداقته والبالغ عددهم 276 من المثقفين بمقاطعته وعلى أقل تقدير حجبه وإلغاء صداقته خلال مدة أقصاها أسبوع من تاريخ نشر هذا الموضوع وبعكسه سأقوم بحذفهم جميعا».

وكتب حميد العقابي من الدنمارك «إن كل إنسان معرض للخطأ، فالغضب الذي يتأجج في النفس قد ينفجر في لحظة ما على شكل صراخٍ أو شتائم أو أعراض مرضية، لكن حينما يعترف المخطئ بما ارتكبه ويعتذر، ينبغي أن تطوى الصفحة. آخر مهزلة هو البيان الذي أصدره اليوم اتحاد الكتاب العراقيين بإدانة الشاعر هادي ياسين، وهنا يحق لنا أن نوجه سؤالاً لأعضاء الاتحاد، أين كانت رجولتكم من الاحتلال الأمريكي للعراق؟ أين موقفكم من اللصوص والفاسدين؟ أين أنتم من سطوة رجال الدين الذين أعادوا البلد إلى عصور الظلام؟ ان العراق الآن نقطة سوداء في خارطة العالم، فبدلاً من أن تنتفض غيرتكم من أجله، انشغلتم بقضية تافهة، منقادين بإرادة مراهقين ومتخلفين».