قال خالد العماري، فلاح بجماعة أيت ولال بعمالة مكناس، إن الموسم الفلاحي الحالي يعد أصعب موسم فلاحي عرفه المغرب خلال 40 سنة الأخيرة، مشيرا بأن الجفاف الذي يعاني منه المغرب حاليا تفوق حدته الجفاف الذي عرفه خلال الثمانينيات، علما أنه خلال فترة الثمانينيات ورغم الجفاف ظلت الوديان تجري، كما أن الفرشاة الباطنية لم تتأثر، بينما حاليا يجري استنزاف المياه الجوفية والفرشاة المائية من طرف الفلاحة الموجهة نحو التصدير.
وأوضح العماري أن جميع المناطق المغربية تعاني من قلة التساقطات المطرية سواء تعلق الأمر بالغرب أو سايس أو دكالة – عبدة وغيرها، مضيفا بأن الوضع سيء جدا وكارثي.
وأشار محاورنا أن التساقطات المطرية الأخيرة ستكون لها آثار محدودة وسيعرف انتعاشا طفيفا ولكنها تبقى غير كافية، مضيفا بأن الفلاحة الخريفية ستستفيد بالنزر اليسير كما ستستفيد قليلا الفلاحة الربيعية ( النوارة والكولزا ) لكنها بحاجة الى مزيد من التساقطات المطرية، فهي بحاجة الى نسبة من التساقطات المطرية تتجاوز 400 ملم، مضيفا بأن تأخر التساقطات المطرية سيكون لها آثار بالغة على إنتاج الحبوب وعلى القطيع الحيواني وعلى إنتاج الأعلاف وغيرها.
وأكد العماري أن التساقطات الأخيرة ستكون غير كافية لإنقاذ الموسم الفلاحي، علما أن الفلاحين الذي يمارسون الفلاحة المعيشية لازالوا يعانون بسبب تضرر قطيعهم الحيواني، بينما لازالت وزارة الفلاحة تراهن على استيراد القمح واستيراد الأكباش في عيد الأضحى واستيراد اللحوم المجمدة، الأمر الذي يطرح سؤالا للمستقبل : هل سيكون لزاما علينا استيراد الفلاحين ؟ مع العلم أن الفلاح الصغير له دور كبير في تحريك عجلة الاقتصاد .
كما تطرق الى احتمال تضرر الفلاحين المنتجين للقطاني وخاصة من قاموا بزراعة " الفول العلفي " والتي تتطلب احتياجات كبيرة من الماء، داعيا الفلاحين المتعاقدين مع وكالة التأمين الفلاحي الى إجراء الخبرة على قطعهم الزراعية من أجل الحصول على التعويضات الضرورية والتي من شأنها التخفيف من معاناة الفلاحين، مؤكدا حاجة الفلاحة البورية والفلاحة المعيشية الى مزيد من الدعم، علما أن وزارة الفلاحة تقوم بمجهودات جبارة لدعم الفلاحة السقوية وسلسة البطاطس وسلسلة البصل واللحوم الحمراء وغيرها، الى جانب التسقيف المتعلق بالمواد الأزوتية والذي يدخل في إطار البرنامج الملكي الساعي الى الحد من العجز في التساقطات المطرية، لكن بالنسبة للمحروقات يتساءل محاورنا ألا تستحق هي الأخرى دعم الدولة لإنعاش الفلاحين الصغار والمتوسطين ؟ على أساس أن يبنى هذا الدعم على سند الملكية أو عقود الكراء من أجل ضمان استفادة الفلاحة البورية ولو بنزر يسير على غرار الفلاحة السقوية، خصوصا أن توالي ثلاث سنوات من الجفاف ليس بالأمر الهين على الفلاحين وقد تكون له تداعيات وخيمة على فئة الفلاحين الصغار والمتوسطين والذين قد يدخلون الى دائرة الانقراض، اذا استمر الوضع على حاله، داعيا الوزارة الوصية الى التدخل العاجل من أجل دعم سلسلة الفلاحة البورية بدل الوقوف موقف المتفرج .