الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

ميلود الحبشي يفتح دولاب "أمجاد" الملوك العلويين على خشبة المسرح

ميلود الحبشي يفتح دولاب "أمجاد" الملوك العلويين على خشبة المسرح

"أمجاد الأجداد" عمل مسرحي من إبداع قيدوم المسرحيين ميلود الحبشي استند إلى تاريخ الدولة العلوية، وانطلق من محطات الملوك العلويين بدءا من المؤسس ومواكبة للكرونولوجية التي تمضي مع البيعة من ملك إلى ملك ومن خلاله من إسهام وبناء إلى آخر، عبر توظيف فضاء سينوغرافي يوحي بأننا في ضيافة التاريخ ومن خلاله تخرج الحكاية وتسرد موظفين النهج الواقعي والفني والترميزي في طرح مكونات التاريخ من شخصيات وأحداث ووقائع

أسس مسرح الشعب تواصل بإدارة الممثل والمؤلف والمخرج ميلود الحبشي، لتقاليد فنية خلال مسيرته وتجربته الإبداعية في المسرح والتلفزيون والسينما، حيث جال على معظم المدارس الفنية والاتجاهات الجمالية، من خلال مواضيع لها علاقة مباشرة مع المواطن المغربي اجتماعيا وإنسانيا وبالتالي فنيا وتقنيا.

في هذه التجربة الجديدة والمغامرة الفنية، ينطلق مسرح الشعب تواصل من فرضية أساسية مبناها أنه من لم يتعامل مع تاريخه يبقى تائها في تاريخ الآخرين، وبالتالي يضيع هويته وخصوصيته وكان القبض على موضوع هام من سجل التاريخ المعاصر متمثلا في تاريخ الدولة العلوية التي تعتبر رمز الاستمرارية لمغرب بناه الأجداد وساهموا في نهضته وركيزته التي ترسخت في زمن تاريخي هام في تاريخ الأمم، عمره خمسة قرون، من الاستقرار والبناء ومواجهة الأطماع الداخلية والخارجية وبفضل ذلك نعيش حاليا هذه اللحظات من الاستقرار، اخترنا أن نتناول سيرة ملوك العلوين عوض ملوك ويلم سيكسبير.

هي معطيات كونت رؤية المؤلف والمخرج، ميلود الحبشي، حيث تواصل مع مراجع تخص سيرة الدولة العلوية، وبنى نصا من معطيات ومحطات تاريخية يربطها خيط ناظم عنوانه البناء المستمر في الزمان والمكان، وبالفعل هي مغامرة كما أسلفنا، لأن التعامل مع التاريخ تعامل مباشر مع وثيقة المؤرخ، من خلال ثلاثية: الحقبة الزمنية، الحدث والوثيقة، وبهذا يضعنا النص المستنبط من تاريخ عمره 5 قرون، بدءا من مولاي علي الشريف إلى الملك محمد السادس أمام تاريخ يوظف الوثيقة التاريخية كماض يخاطب الحاضر، وكحاضر يخاطب الماض، من هذه الزاوية نلتقي مع عبارة جاءت في مرجع عبد الله العروي، مجمل تاريخ المغرب، "التاريخ فن قبل أن يكون علما، ورواية قبل أن يكون مقالة تحليلية"

"أمجاد الأجداد" عمل مسرحي استند إلى تاريخ الدولة العلوية، وانطلق من محطات الملوك العلويين بدءا من المؤسس ومواكبة للكرونولوجية التي تمضي مع البيعة من ملك إلى ملك ومن خلاله من إسهام وبناء إلى آخر، لجأنا في بنائنا الإبداعي والفني والدراماتولوجي إلى توظيف فضاء سينوغرافي يوحي أننا في ضيافة التاريخ ومن خلاله تخرج الحكاية وتسرد موظفين النهج الواقعي والفني والترميزي في طرح مكونات التاريخ من شخصيات وأحداث ووقائع، لأننا نعلم قداسة والقيمة الاعتبارية لموضوعنا الذي نلتزم فيه بالوثيقة المحكية من طرف المؤرخ الوطني الذي كان يمارس مهمته بشروط تعرف بمسؤولية المؤرخ وهي القرب من الحدث والحياد والصدق، خلاف وثيقة المؤرخ الاستعماري المليئة بالأحكام السلبية، ولغرض المصداقية وضعنا نصنا بين يدي مؤرخين متخصصين في تاريخ العلويين يشهد لهم بالمصداقية، كما استند توضيفنا اللغوي للنص على العربية المغربية والأمازيغية، باعتبارهما لغتا حكي وتلاقح ثقافي وتاريخي.

كما أجبنا المؤرخ الاستعماري الذي يأخذ الأحداث مجردة من إيديولوجيتها، ويسقط عليها قراءاته وتأويله المغرض، نموذج الممارسة الدنيئة لبوحمارة الذي ادعى أخوته مع الأسرة العلوية وفطن للعبته مولاي عبد الحفيظ وأجابه بمرافعة تاريخية نعتبرها جوابا لكل من يقرأ الوثيقة التاريخية بتأويل سطحي لغرض الإساءة، هذا الجواب الذي كان كالتالي: أنت يا بوحمارة تدعي أنك أخي سيدي محمد بالحسن وتخوض معنا حربا من منطلق خيانة الوطن والدين موهم لمن معك أنك تتصارع مع إخوتك الذين يحاربون بعضهم البعض، وإن قتلت في المعركة ستكون شهيد الأسرة زورا، وسيكتب علينا أننا حاربنا دمنا وأسلناه ظلما. وهذا ما يعتبر تدنيسا للتاريخ، لذا سأضعك في القفص ويطوف بك في أركان المدينة لتكون عبرة للتاريخ وبأنك لست منا وما أنت إلا عميل لأعدائنا.

أمجاد الأجداد، عمل مسرحي، فرجته أن نرى أنفسنا من ماضينا إلى حاضرنا، وهو سفر فني إبداعي، يقوده طاقم فني وتقني مكون من مجايلة فنية توافقت فيما بينها للدخول إلى هذه المغامرة الفنية الجديدة في الإبداع الفني المغربي، وسيقدم العرض الأول تكريما لهذه السيرة بمدينة سجلماسة مهد الأسرة العلوية..