الأربعاء 5 فبراير 2025
اقتصاد

ترتبط بزلزال 1960.. رصد 16 مليون درهم لبعث الروح في الساحات القديمة بأكادير

ترتبط بزلزال 1960.. رصد 16 مليون درهم لبعث الروح في الساحات القديمة بأكادير شهدت الفترة بين 1963 و1973 بناء العديد من المباني في وسط المدينة
 يُرتقب إعادة تأهيل الساحات التذكارية التي أُنشئت بعد الزلزال الذي ضرب اكادير عام1960، قُدرت تكلفة هذه الأشغال بحوالي 16.8 مليون درهم.

وفي الوقت الذي يظل فيه الساحل الوجهة المفضلة للسياح في أكادير، فإن تثمين التراث المعماري للمدينة قبل وبعد الزلزال المأساوي الذي وقع يوم الاثنين 29 فبراير 1960، من شأنه أن يعزز جاذبيتها. يأتي ذلك ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024.
 
ويشمل المشروع الذي تبلغ تكلفته 16.8 مليون درهم إعادة تأهيل الساحات التذكارية، من قبيل ساحة سينما ريالتو بجوار مبنى "A"، وساحة ولي العهد، وساحة مقر البلدية أمام فندق المدينة، والسوق المركزي.

وبحسب الإفادات التي تلقتها "أنفاس بريس"، فقد جرى اعتماد خطة لحماية وسط المدينة والمنطقة السياحية الساحلية بهدف التصدي للتشوهات المعمارية التي لحقت بالمباني التي أنشأها المفوض السامي لإعادة إعمار أكادير (HCRA) بعد الزلزال.
 
ووفق المصدر ذاته، فهذه الخطّة تروم إلى حماية التراث المعماري الأساسي للمدينة، حيث تم حصر المباني ذات القيمة التاريخية والثقافية والمعمارية لتسجيلها ضمن التراث الوطني، ليشمل أكثر من 80 موقعًا مقسمة إلى فئتين،  الأولى، تهم المباني التي نجت من زلزال 1960، مثل موقع أكادير أوفلا، وسينما السلام، ومبنى البلدية (الذي أصبح مقر ولاية سوس ماسة)، ومبنى "سيبرا" المعروف بـ"سبعة طوابق"، وثانوية يوسف بن تاشفين، ومبنى "Paternelle"، وسلالم "ساتاس". أما الفئة الثانية، فتشمل المباني التي أُنشئت بعد تأسيس المفوض السامي لإعادة الإعمار، حيث تمثل هذه المباني فترة إعادة بناء أكادير وتشمل أعمال معمارية حديثة.
 
وشهدت الفترة بين 1963 و1973 بناء العديد من المباني في وسط المدينة، مثل "جدار الذكرى" المخصص لضحايا الزلزال، والذي نُقشت عليه مقولة الملك محمد الخامس: "لئن حكمت الأقدار بخراب  أكادير، فإن إعادة إعمارها موكول لارادتنا وقوة إيماننا".
 
ومن بين المباني البارزة الأخرى المعتمدة ضمن هذا المشروع، مبنى "A"، مبنى "D"، البريد المركزي، السوق البلدي، وثكنة رجال الإطفاء، وإعدادية سوس العالمة.
 
وعلى الرغم من أن المهندس المعماري الشهير "لو كوربوزييه" لم يشارك في إعادة بناء أكادير، إلا أن تلاميذه طبقوا العديد من نظرياته على الهندسة المعمارية للمدينة. فقد كان ذلك واضحًا في المباني الإدارية والمدينة الجديدة التي تميزت باستخدام الخرسانة الخام وتصميمات تركز على الإضاءة والتهوية.
 
ومن أبرز المعماريين الذين ساهموا في هذه المشاريع، جان فرانسوا زيفاكو: مبنى البريد وثكنة الإطفاء والمدارس،  ولويس ريو وهينري تاستمين في مبنى "A"، وإميل دوهون في مبنى البلدية، وإيلي أزاغوري، في مقر الصحة في تالبرجت والمحكمة الإدارية الحالية، وكلود فيردوغو في السوق البلدي وسوق الجملة وقبته.

 وبحسب مراقبين، فقد أصبحت أكادير نموذجًا للتجارب المعمارية الحديثة، حيث اعتمدت الدولة على أسلوب عمراني عملي يركز على الوظائف الأساسية، مما جعلها مركزًا للتجارب الرائدة في الهندسة المعمارية.