في سياق تعميم المعلومة وتقاسمها مع فرسان التبوريدة ومع المهتمين والمتتبعين وكافة جمهور فن الفروسية المغربية التقليدية المدرج كتراث عالمي إنساني لا مادي في قوائم منظمة اليونيسكو، وبحكم أن الشركة الملكية لتشجيع الفرس وتحت رعاية الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية قد عملتا مع شركائهم على تقديم واعتماد قوانين جديدة لإقصائيات ومسابقات نسخة 2025، تحدد من خلالها شروط المشاركة وطرق التقييم والتحكيم، إلى جانب التنصيص على القواعد العامة لتراث فنون التبوريدة، سواء تعلق الأمر بشرط انتماء لَمْقَدَّمْ ومن ينوب عنه للمجال الجغرافي، أو تعلق بكيفية ومدرسة طريقة الركوب، واللباس التقليدي، ومستلزمات الصناعة التقليدية ذات الصلة.
في هذا السياق تقدم جريدة "أنفاس بريس" رزمة من القوانين والشروط اللازمة المرتبطة بتنظيم المسابقات الرسمية لـ "التّْبَوْرِيدَةْ" التي تمت برمجتها حسب جدول مضبوط وصارم، والتي تهدف ـ حسب الجهات المختصة ـ إلى ضمان العدالة والسلامة واحترام التقاليد والتقيد بالقواعد والضوابط تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها في حالة عدم الإمتثال لها. هذا ويستشف من هذه القوانين الصارمة التزام المنظمين بتعزيز وتقوية حضور وممارسة تراث وفنون التبوريدة وتحصينه والمحافظة عليه من خلال توفير بيئة وشروط تنافسية جدية ملائمة تضمن الحقوق والواجبات.
في ورقتنا الثانية، التي نتقاسمها مع المهتمين بمسابقات فنون التبوريدة برسم سنة 2025، تقدم الجريدة للقراء بعض المفاهيم والمصطلحات التي تم تحديدها وشرحها والتعريف بها، بالإضافة إلى مهام بعض اللجن الوظيفية ذات الصلة بتطبيق القوانين المعمول بها.
"السَّرْبَةْ": تم تعريف السَّرْبَةْ، بمجموعة من الفرسان تنتمي لنفس الفريق تحت قيادة المقدم، على اعتبار أنهم يمثلون فريقا رسميا في مسابقات التبوريدة. ويمكن أن نستأنس بمفردة "الْعَلْفَةْ" والتي تعتبر كلمة من قاموس ثقافة ركوب الخيل.
"لَمْقَدَّمْ": هو رئيس السَّرْبَةْ، وهو المسؤول الأول عن الفريق إداريا، انضباطيا، وتقنيا، حسب التعريف الذي وضعته إدارة المسابقات. ويمكن أن نستأنس كذلك بكلمة "الْعَلَّامْ" بمعنى قائدة فريق التبوريدة، الذي يترأس ويقود فرسانه وفق عادات وتقاليد معينة تنتمي لهذه الطريقة/ المدرسة أو تلك. وهو المسؤول عن كل التدبير التقنية والضوابط القانونية والأخلاقية والرمزية ذات الإرتباط بثقافة سنابك الخيل والبارود خارج وداخل المحرك ومحيطه.
الْوَكِيلْ: هو الشخص الذي يمثل المقدم، مع توكيل رسمي، للتوقيع على جميع المستندات الإدارية بما في ذلك استمارة الإشتراك، ويمثله كذلك في المسابقات الرسمية للتبوريدة وأمام لجان الانضباط.
"الْمَحْرَكْ": هو الملعب الرّسمي الذي تقام فيه مباريات التبوريدة، ويتم تحديد هذا المكان وترتيبه وتجهيزه وفق المعايير التي وضعها المنظمون لضمان سلامة المشاركين والمتفرجين.
"الْهَدَّةْ" أو "التَّحِيَّةْ": هي المرحلة التمهيدية لألعاب التبوريدة، حيث تقدم السَّرْبَةْ نفسها أمام لجنة التحكيم، بعد إبراز التَّشْوِيرَةْ، والزي والسروج التقليدية. وهي مرحلة مهمة تبرز من خلالها "الْعَلْفَةْ" بقيادة "الْعَلَّامْ" أمام الحكام، قدرة الفرسان المجهزين، على ضبط الخيول في تناغم وتجانس موحد، على مستوى اللباس التقليدي ومكونات السروج وما إليها من مستلزمات ذات الصلة بالصناعة التقليدية الأصيلة.
"الطَّلْقَةْ" أو "التَّخْرِيجَةْ": التسلسل الأخير لمقطع لعب البارود الذي يتمثل في إطلاق نار جماعي بالبنادق، يقوم به جميع فرسان السَّرْبَةْ. وهي عملية فارقة في مسابقات التبوريدة، على اعتبار أن الطلقة الموحدة مقياس أساسي يوضح يقظة وانتباه الفرسان لصيحة أو نَدْهَةْ "الْعَلَّامْ".
"الْبَارُودْ": هو المسحوق الأسود الذي يستخدم لإطلاق البنادق أثناء التبوريدة، يتم التحكم في جرعته بشكل صارم، ويتم توفيره من قبل لجنة مكونة من المنظم والسلطات المحلية المختلفة لضمان سلامة الفرسان والمتفرجين.
حكّام التّْبَوْرِيدَةْ: هم أشخاص رسميون معترف بهم من قبل الشركة الملكية لتشجيع الفرس والجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية، ومؤهلون للتحكيم في المباريات الرسمية للتبوريدة، ويتم تعيين أعضاء لجنة التحكيم من طرف إدارة المسابقات.
لجنة الانضباط: هي الجهة الرسمية المسؤولة عن ضمان الالتزام بهذه القواعد والقوانين، وتقوم هذه اللجنة بإجراء عملية التحقق من هوية الخيول والفرسان، وتطبق العقوبات في حالة حدوث انتهاكات، ويتم تعيين هذه اللجنة من طرف إدارة المسابقات.
اللجنة العليا: هي الهيئة الرسمية المكونة من أعضاء، من الشركة الملكية لتشجيع الفرس والجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية، وتقوم هذه الهيئة بتحليل الحالات الجسيمة من الإنتهاكات المبلغ عنها من طرف لجنة الانضباط قصد إصدار قرارات إضافية ضد الجناة.
يتبع