من الصعب أن تجد أحدًا لم يسبق له التأخر عن موعد الدراسة في الصباح لأسباب متعددة. لكن عندما يتحول هذا التأخر إلى عادة، تصبح المشكلة أكثر تعقيدًا. في ألمانيا، قررت مدرسة دورير الثانوية بمدينة نورمبرغ اتخاذ إجراءات صارمة لمعالجة هذه الظاهرة من خلال فرض غرامة قدرها 5 يورو على الطلاب الذين يتأخرون بانتظام دون عذر.
بعد تطبيق هذا القرار، لاحظ المدير رينر جيسدورفر انخفاضًا كبيرًا في عدد الطلاب المتأخرين. كما أعرب مجلس الطلاب عن رضاهم عن النتائج المحققة. ويشير المدير إلى أن الغرامة لم تكن عقوبة بقدر ما كانت وسيلة لتوعية الطلاب بالمشكلة، مضيفًا أن الغرامة تُفرض فقط كحل أخير بعد محاولات متعددة لحل المشكلة عبر التواصل مع أولياء الأمور والأخصائيين الاجتماعيين.
تُطبق هذه الغرامة على الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عامًا فقط، وقد أثرت بشكل إيجابي على زيادة وعي الطلاب بأهمية الالتزام. ورغم ذلك، تقدر المدرسة أن ما بين 5% و10% من الطلاب لا يولون أهمية كافية للتعليم، ما قد يؤثر على فرصهم في النجاح الأكاديمي.
تشير بيانات وزارة التعليم في الولاية إلى زيادة حالات التغيب والتأخر خلال السنوات الأخيرة، إذ تم تسجيل نحو 1500 حالة تغيب العام الماضي، مقارنة بـ1250 حالة في العام السابق و800 حالة في 2019 قبل جائحة كورونا.
وتُرجع نقابة المعلمين الألمانية هذه الزيادة إلى آثار الجائحة، حيث أدت فترة إغلاق المدارس إلى تراجع اهتمام بعض الطلاب بالتعليم، فضلًا عن الارتفاع الملحوظ في المشكلات النفسية بين الشباب، ما أسهم في تفاقم ظاهرة التغيب والخوف المرضي من المدرسة.