الاثنين 21 إبريل 2025
كتاب الرأي

محمد أنور الشرقاوي: عذرًا..

محمد أنور الشرقاوي: عذرًا.. الدكتور محمد أنور الشرقاوي
محمد أنور الشرقاوي: عذرًا...
 
إنها كلمة بسيطة، عادية، لكنها تحمل في أعماقها ثقل خزيي وألمي، ورحلتي اليائسة لاستعادة السلام، ليس فقط معكم، بل مع نفسي أيضًا.
في تلك الليلة، بينما كنتم تنتظرونني، أنتم، أحبتي، بقلوبكم التي تفيض حبًا، وزهوركم الرقيقة، وشموعكم المرتعشة، ونظراتكم المليئة بالأمل، حطّمت الوئام الذي نسجتموه بعناية.
كسرتُ بلّور حنانكم بقسوة كلماتي وعنف مزاجي.
كنتم تقدمون لي النور، فرددتُ عليكم بالظلام.
ليس لديّ أعذار.
الغضب داخلي، غير المبرر وغير العقلاني، انقضّ عليكم كعاصفة على بحر هادئ.
لم تستحقوا أيًّا من هذا. كنتم هناك، هشّين، متألقين، بينما أنا، أعماني شيطاني الداخلي، أطفأت لمعانكم. لقد جرحتكم.
والآن، بعد أن استعدتُ السلام مع نفسي، أمنيتي أن يفيض هذا السلام عليكم.
أريد أن أطلب العفو عن كل ابتسامة محطّمة وكل نظرة خافتة.
لذا، أطلب الصفح. ليس كإجراء شكلي، بل كضرورة مطلقة.
لأن عفوكم هو ما يمكن أن يدفعني إلى الأمام.
وبدونه – وأنا أعلم أنكم قد غفرتم لي – لن أتمكن أبدًا من تصديق أنني ما زلت أستحقكم.
أريدكم أن تعرفوا كذلك : الغفران ليس لي فقط.
إنه لكم، لنا جميعًا.
لأن في الغفران تكمن المصالحة مع الذات.
إنه فعل تحرير، وفعل حب.
امنحوني هذه النعمة. امحوا تلك الجروح التي سببتها لكم. أعلم أنكم قادرون على ذلك.
أستغفر الله، وأنا متأكد أن ذلك العنف اللفظي، وتلك القسوة اللاواعية، لن تسيطر عليّ مرة أخرى.
لكن للمضي قُدمًا، أطلب منكم العفو.
ليس لأنني أستحقه، بل لأنكم تستحقون التحرر من هذا العبء.
عذرًا... عذرًا عن تلك الليلة التي أطفأتُ فيها نجومكم.
عذرًا عن تشويه الضوء الذي حملتموه بفخر.
عذرًا لأنني نسيت نفسي حتى أنسيتكم، أنتم، أحبتي، أثمن كنوزي.
أحبكم، ولن أتوقف أبدًا عن تثمين هذا الحب. 
لأنني بين أذرعكم، وبين ابتساماتكم التي استعدتها، أؤمن بأنني سأجد الرجل الذي أردتُ أن أكونه، لنفسي ولكم.