جاء على الموقع الالكتروني(maadialna.ma) التابع لوزارة المياه أنه خلال الفترة ما بين 2021-2024، قامت وكالة الحوض المائي لسبو بإنجاز 218 ثقب مائي استكشافي للمياه الجوفية يبلغ صبيبها الإجمالي إلى 398 لتر في الثانية، مما مكن من تأمين تزويد مياه الشرب لـ 75 جماعة محلية متواجدة بنفوذ الوكالة، على مستوى جهات فاس-مكناس وطنجة-تطوان-الحسيمة والرباط-سلا-القنيطرة.
نعم، اللجوء إلى المياه الجوفية في أكبر حوض مائي من ناحية السعة الإجمالية للسدود و الواردات المائية اليها وذلك من أجل تلبية حاجيات مياه الشرب خلال الأزمة المائية. وبينما يعتبر هذا اللجوء أمر طبيعي ويبرر أهمية المياه الجوفية، إلا أن كون هذه المياه عرضة للآبار غير المرخصة والاستغلال المفرط والتلوث، نظرا لعدم التحكم فيها ولضعف الحفاظ عليها وحمايتها، واقع يتنافى مع تلك الأهمية. لنتخيل ماذا كان سيحدث ل 75 جماعة محلية إن لم تكن تلك الكميات القليلة من المياه متبقية. او ماذا سيحدث للبلد إذا جفت او تلوثت كل مياهه الجوفية، وهو ما سيقع ليس بعيدا إن بقي الوضع كما هو عليه.
إنها المياه الجوفية التي قلنا عنها الكثير مند بداية الأزمة المائية.
مما لا شك فيه أن هذه الأثقاب التي أنجزتها وكالة الحوض المائي لسبو أصبحت في تنافس مع مئات، بل آلاف الابار العشوائية التي تضخ كميات هائلة من المياه من نفس الفرشات مما سيؤدي إلى تجفيف تلك الأثقاب في المستقبل القريب، مثلما يحدث أو حدث في عدة مناطق أخرى ومثلما حدث مؤخرا في منطقة سايس حيث كانت المياه الجوفية تلبي معظم حاجيات الشرب لساكنة فاس ومكناس وكل المدن الأخرى والمراكز والقرى، لكن ذلك لم يدم طويلا بسبب المنافسة الشرسة على الفرشات المائية ، ... واصبح اليوم التخطيط لبناء محطة تحلية على البحر الأبيض المتوسط لتأمين مياه الشرب لمنطقة سايس.
إهانة لجبال الأطلس المتوسط المجاورة. سوف أحكي لكم قصة سايس كاملة في القريب.