jeudi 24 avril 2025
مجتمع

وزان .. التعاون الوطني وأم الجمعيات يسابقان الزمن لحماية الأشخاص في وضعية الشارع

وزان .. التعاون الوطني وأم الجمعيات يسابقان الزمن لحماية الأشخاص في وضعية الشارع طار التعاون الوطني، وممثل الطفولة الشعبية، وفاعل حقوقي في جولة الرصد بشوارع وزان ليلة 29 نونبر 2024
تأطير دستوري لابد منه
"إن المملكة المغربية ... تواصل بعزم ...وإرساء دعائم مجتمع متضامن يتمتع فيه الجميع بالأمن والحرية والكرامة والمساواة ، وتكافؤ الفرص ،والعدالة الاجتماعية ، ومقومات العيش الكريم ، في نطاق التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة " الفقرة الأول من تصدير الدستور .
" تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية ، على تعبئة كل الوسائل المتاحة ، لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين ، على قدم المساواة ،من الحق في : ...الحماية الاجتماعية ... والسكن اللائق ..."
 
الكرامة حق من حقوق الانسان
ليس الغرض من هذا التأطير الدستوري ، وفاعلان ، واحد مؤسساتي والآخر مدني ، يقفان على جحيم معاناة فئة من المواطنات والمواطنين، تعجز قواميس الكون عن وصفها ، بينما الأطر المرجعية الوطنية كما الدولية ذات الصلة المباشرة بحقوق الانسان تنتصر لكرامة الجميع .

 
آلية الرصد التي فعلها الشريكان ليلة الجمعة 29 نونبر وقفا من خلالها على الوضعية الصعبة التي يعيش فيها أشخاص في وضعية الشارع . وضعية ستتفاقم أكثر ونحن على مشارف فصل الشتاء الذي نتوجه لله سبحانه بأن يكون ممطرا بالقدر الكافي بعد السنوات العجاف التي عاشتها بلادنا في السنوات الأخيرة .  فكيف ستقاوم هذه الفئة من المواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار، الأمطار المنتظرة ، والهبوط الكبير في درجات الحرارة كما عودنا على ذلك مناخ وزان رغم ما لحقه من تغيرات ، وهم في وضعية لا يحسدون عليها ... يفترشون الأرض ،ويلتحفون السماء ،ويتوسدون عتبات المنازل والمتاجر ، وبأمعاء يعتصرها ألم الجوع ، وأوجاع تزلزل كل تضاريس الجسد العضوي فيه والنفسي ؟
 
مبادرة مواطنة تحسب للمديرية الإقليمية للتعاون الوطني وشريكها المدني ، حركة الطفولة الشعبية ، وتدخل هذه المبادرة في إطار تفعيل مخرجات اللقاء المشترك الذي سبق وجمعهما حول نفس المائدة ، حيث انصب التفكير على تنظيم فعاليات مشتركة تمتح من الفصل 12 بالدستور التي جاء بفقرته الثالثة " تساهم الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن العام ، والمنظمات غير الحكومية ، في إعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية ، وكذا في تقييمها ....".
 
 جولة ليلة 29 نونبر حدد الشريكان اطارها والهدف من اطلاقها في الرصد لأن من رأى ليس كمن سمع . الخطوة الثانية بعد عملية مسح "النقط السوداء"  سيتم فيها الانتقال وبتنسيق مع مختلف المتدخلين ، مؤسساتيين ومدنيين لصياغة الأجوبة الممكنة عن كل حالة من الحالات التي تم رصدها ، انتهاء بتعبئة كل الوسائل والامكانيات اللازمة لحماية هذه الفئة من المواطنات والمواطنين الذين لهذا السبب أو ذاك لم يجدوا غير الشارع بكل قسوته المناخية والاجتماعية يوفر لهم/ن السكن ولكن غير اللائق وهو ما يتعارض مع الحق في العيش بكرامة .
 
 خلاصة القول
أجراس البرد القارس والزخات المطرية القوية قد دقت ، و الوضعية الصعبة التي يكتوي بألسنة لهيبها الأشخاص الذين تم رصد زوايا المدينة حيث يتواجدون ، تستدعي التعجيل بتفعيل آلية الوقاية لحمايتهم/ن من موت محقق ، على أن تبادر المديرية الإقليمية للتعاون الوطني مستقبلا بتنظيم مائدة مستديرة بمساهمة كل الشركاء والمتدخلين ، للتفكير العميق و المواطن في الأسباب التي تجعل العديد من الأشخاص ، بغض النظر عن أعمارهم وجنسهم "يتخذون" من الفضاءات العمومية بدار الضمانة مأويهم. الوقوف على هذ الأسباب، وسلة التوصيات التي ستتمخض عن المقاربة التشاركية في التعاطي مع الموضوع ، لاشك بأنها من الزاوية الحقوقية والخدماتية ستكون بردا وسلاما على هذه الفئة الهشة على أكثر من مستوى .