الأربعاء 4 ديسمبر 2024
كتاب الرأي

خالد العماري: تحقيق الأمن الغذائي مرتبط بتوفير بذور محلية تتماشى مع المناخ والتربة المغربية

خالد العماري: تحقيق الأمن الغذائي مرتبط بتوفير بذور محلية تتماشى مع المناخ والتربة المغربية خالد العماري
لقائنا‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬الاشتراكي‭ ‬–‭ ‬المعارضة‭ ‬الاتحادية‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اللقاءات‭ ‬الاعتيادية‭ ‬التي‭ ‬يعقدها‭ ‬اتحاد‭ ‬النقابات‭ ‬المهنية‭ ‬للتعريف‭ ‬بمشاكل‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬والإكراهات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الفلاحين‭.‬
 
لقد‭ ‬ازداد‭ ‬مشكل‭ ‬المياه‭ ‬ازداد‭ ‬استفحالا‭ ‬بالمغرب،‭ ‬بسبب‭ ‬الاستغلال‭ ‬المفرط‭ ‬للمياه‭ ‬الجوفية‭ ‬في‭ ‬الفلاحة‭ ‬الموجهة‭ ‬للتصدير،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬تعد‭ ‬مكسبا‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬والأجيال‭ ‬السابقة،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭  ‬الأمر‭ ‬يعود‭ ‬الى‭ ‬مخطط‭ ‬المغرب‭ ‬الأخضر‭ ‬ومخطط‭ ‬الجيل‭ ‬الأخضر‭ ‬وهما‭ ‬المخططان‭ ‬اللذان‭ ‬تسببا‭ ‬في‭ ‬استنزاف‭ ‬المياه‭ ‬بسبب‭ ‬تركيزهما‭ ‬على‭ ‬الفلاحة‭ ‬الموجهة‭ ‬نحو‭ ‬التصدير‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬المائي،‭ ‬وأعطيكم‭ ‬مثال‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ثمنها‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬30‭ ‬درهما‭ ‬قبل‭ ‬المخطط‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬ثمنها‭ ‬الحالي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬درهم،‭ ‬فماذا‭ ‬استفادت‭ ‬طبقة‭ ‬الفلاحين‭ ‬الصغار‭ ‬والمتوسطين‭ ‬من‭ ‬هذان‭ ‬المخططان‭ ‬؟‭ ‬
 
وبخصوص‭ ‬النقطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬التي‭ ‬تطرقنا‭ ‬إليها‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأصناف‭ ‬من‭ ‬بذور‭ ‬الحبوب‭ ‬والتي‭ ‬لها‭ ‬خاصية‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬ولها‭ ‬مردودية‭ ‬أكبر‭ ‬ولكنها‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الفلاح،‭ ‬وأنا‭ ‬أتساءل‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬للأمر‭ ‬علاقة‭ ‬بوجود‭ ‬لوبي‭ ‬يستأثر‭ ‬بهذه‭ ‬الأصناف‭ ‬من‭ ‬البذور‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬سجلنا‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬ضعف‭ ‬توجيه‭ ‬الفلاحين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تبني‭ ‬البذور‭ ‬المحلية‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالأشجار‭ ‬المثمرة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحبوب‭ ‬والقطاني،‭ ‬واقترحنا‭ ‬تكثيف‭ ‬إنتاج‭ ‬البذور‭ ‬المحلية‭ ‬وجعلها‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬جميع‭ ‬الفلاحين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬للبذور،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬كقضية‭ ‬سيادية‭ ‬مرتبط‭ ‬بتوفير‭ ‬بذور‭ ‬محلية‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬المناخ‭ ‬والتربة‭ ‬المغربية‭.‬
 
إن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البذور‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬نوار‭ ‬الشمس‭ ‬والكولزا‭ ‬والمسجلة‭ ‬لدى‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للبحث‭ ‬الزراعي،‭ ‬للأسف‭ ‬لاتزال‭ ‬محتكرة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬باقتنائها‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬توزيعها‭ ‬على‭ ‬الفلاحين،‭ ‬بينما‭ ‬تقوم‭ ‬باستيراد‭ ‬بذور‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توزيعها‭ ‬على‭ ‬الفلاحين،‭ ‬وهو‭ ‬سلوك‭ ‬مرتبط‭ ‬بالشجع‭ ‬والسعي‭ ‬الى‭ ‬الربح‭ ‬بالنظر‭ ‬لكون‭ ‬البذور‭ ‬المستوردة‭ ‬تحقق‭ ‬أرباحا‭ ‬كبيرة‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬البذور‭ ‬المحلية‭.‬
 
خالد العماري/نائب المقرر المركزي لاتحاد النقابات المهنية بالمغرب