في الأصل، كانت هذه المداخلة مخصصة فقط، لملتقى الكتاب والمبدعين والباحثين الذي انعقد في مراكش ما بين 27 و 29 شتنبر 2024، والذي نظمته فدرالية اليسار الديمقراطي، ولما تعذرت على المشاركة جسديا، ارتأيت بعثها لتقرأ أو إذا كان الزمن ضيقا، توزع على المشاركات والمشاركين غير أن هذا تعذر أيضا القيام به، وحتى لا يطالها النسيان كما وقع لعدد من أوراقي طوال عقود حتى أني أجد صعوبة في جمعها كلها، ارتأيت تعميمها...
سأتناول في مداخلتي هذه نقطتين، الأولى، تتعلق بطبيعة المثقف والسياسي في علاقتهما بالمجتمع وبالإنسان عموما، والثانية، تتعلق بالعلاقة بين المثقف والسياسي وبالتالي بين الثقافة والسياسة.
- النقطة الأولى: طبيعتا المثقف والسياسي
ليس كل من درس وتعلم علما أو عدة علوم مثقفا، وليس كل من تخرج من معاهد ومدارس الدراسات السياسية أو تلقى بطاقة حزبية سياسيا، فكما أن شاعرا أو قصاصا أو مسرحيا لا يعتبر مثقفا، إلا عندما تتوفر فيه شروط محددة، كذلك الأمر بالنسبة لخريج الدراسات السياسية والعلوم الإنسانية وغيرها، أو لحاصل على بطاقة حزبية، لا يعتبر سياسيا إلا بشروط. وهذا يدفعنا إلى الإشارة أولا إلى من هو المثقف ومن هو السياسي.
ليس كل من درس وتعلم علما أو عدة علوم مثقفا، وليس كل من تخرج من معاهد ومدارس الدراسات السياسية أو تلقى بطاقة حزبية سياسيا، فكما أن شاعرا أو قصاصا أو مسرحيا لا يعتبر مثقفا، إلا عندما تتوفر فيه شروط محددة، كذلك الأمر بالنسبة لخريج الدراسات السياسية والعلوم الإنسانية وغيرها، أو لحاصل على بطاقة حزبية، لا يعتبر سياسيا إلا بشروط. وهذا يدفعنا إلى الإشارة أولا إلى من هو المثقف ومن هو السياسي.
بما أن الثقافة لأي مجتمع تحتوي على كل جوانب المعرفة والقيم والتصورات والمعتقدات، والفنون والأخلاق، والعرف والعادات.. كعناصر مندمجة في حياة المجتمع والأفراد إلى جانب الوسائل المادية للثقافة، فإن الممارس لأحد فنون المعرفة لا يمكن أن يصبح مثقفا إلا عندما يكون ملما بكل ما هو، إيجابي وسلبي في ما سبق، وكل ما هو جديد وحيوي، وما هو قديم أو في طور الاضمحلال إذا أصبح معرقلا للتقدم في كل جوانب المعرفة التي تعتبر تلك العناصر مضمونها، وبما أن السياسة هي فن تحقيق النجاح في الأهداف المرسومة، وليس كما يقال على أنها "فن الممكن "، وهو تعريف لا ينطبق إلا على ظروف التسويات السياسية التي تحيط بها إكراهات وعراقيل موضوعية لكلا الطرفين المتصارعين وتفرض عليهما الاكتفاء بما في المتناول، فإن السياسي هو الذي يستطيع عكس تطلعات المجتمع في رؤى وتصورات وخطط لأفق سياسي في برامج متكاملة ويتقن في نفس الوقت تحقيق وتدبير شروط النجاح والفوز على أي مستوى من مستويات تدرج المسؤولية السياسية محليا كان أو وطنيا، وهو أيضا، في حالة ما إذا لاح وضعٌ فيه انكسار وفشل، يكون هو القادر على تحقيق التراجع بأقل الخسائر المادية والمعنوية، وهو المنظم لكيفية إعادة ترميم وبناء ما تمت خسارته وضياعه، والمواصل للعمل من أجل تحقيق الأهداف المرسومة من جديد.
إن تحديد طبيعة المثقف والسياسي في ما سبق سيبقى ناقصا ما لم نشر إلى صنفين من المثقف ومن السياسي.
إن أي مجتمع يعيش إرهاصات وصراعات بطيئة أو سريعة، قوية أو ضعيفة توجد فيه دائما أغلبية السكان على الهامش من الثروة ومن الضروريات المادية والمعنوية، وأقلية تستحوذ على نسب عالية منها، ولكل طرف منهما مثقفيها وسياسييها، وحتى على المستوى الدولي هناك دول في المركز مسيطرة ومهيمنة على كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم، بما يخلق تفاوتات عميقة خاصة مع شعوب الجنوب، لذا فإن لهذا المركز ولمحيطه مثقفيه وسياسييه أيضا. وتزداد أهمية وحيوية هذا التقسيم بين أغلبية المجتمع وأقليته حينما يكون القرار والتنفيذ في يد الأقلية والمجتمع، مقصي بشكل سافر أو بستار من الشعارات البراقة؛ غير أنه لابد من إبداء ملاحظة هامة وهي أن هذا التقسيم، ليس مطلقا لا بالنسبة لما يتعلق بالمجتمع ولا بالنسبة لما يتعلق بالمستوى العالمي، بحيث قد يعتقد البعض أن هناك، سواء في المجتمع أو عالميا، ضفتان منفصلتان، بينهما قطيعة تامة؛ لكن الواقع على العكس من ذلك، فكثيرا ما نصادف مثقفا أو سياسيا يميل إلى تأييد الوضع القائم على مستوى المجتمع أو تأييد العلاقات الدولية القائمة، لكن القيم الإنسانية النبيلة التي يؤمن بها، وبعيدا عن السياسة، تجعله يكشف المستور ويفضح ما يجري من استغلال ولا يأبه أن يعجب ذلك الأقلية المسيطرة على المجتمع أو لا يعجبها، وهو هنا يساهم في التنمية الاجتماعية وفي تقدم الوعي، وبالمقابل كثيرا ما نشاهد مثقفا أو سياسيا يدافع عن الأغلبية وفي صفها ويرنو إلى علاقات دولية منصفة، يخلق نزاعات ومصادمات وسط أغلبية المجتمع لفائدة الأقلية فيه، أو أن يُغرق نفسه في تناول مواضيع تعتبر من سلبيات قيم المجتمع تعيش احتضارا، ويرفع مع ذلك من قيمتها بدعوى الحفاظ على الفولكلور والتراث القديم، وفي الحقيقة ليس ذلك إلا تملقا للذوق الغربي الذي يتشوق لمعرفة غرائب أقوام بعيدة عنه على اعتبار أنه متحضر وهي ما تزال تعيش في الماضي السحيق، وهو بذلك يخالف حتى المثقف الذي يعتبر من الأقلية سياسيا ومع ذلك يدفع بالوعي وبالقيم إلى الأمام.
إن أي مجتمع يعيش إرهاصات وصراعات بطيئة أو سريعة، قوية أو ضعيفة توجد فيه دائما أغلبية السكان على الهامش من الثروة ومن الضروريات المادية والمعنوية، وأقلية تستحوذ على نسب عالية منها، ولكل طرف منهما مثقفيها وسياسييها، وحتى على المستوى الدولي هناك دول في المركز مسيطرة ومهيمنة على كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم، بما يخلق تفاوتات عميقة خاصة مع شعوب الجنوب، لذا فإن لهذا المركز ولمحيطه مثقفيه وسياسييه أيضا. وتزداد أهمية وحيوية هذا التقسيم بين أغلبية المجتمع وأقليته حينما يكون القرار والتنفيذ في يد الأقلية والمجتمع، مقصي بشكل سافر أو بستار من الشعارات البراقة؛ غير أنه لابد من إبداء ملاحظة هامة وهي أن هذا التقسيم، ليس مطلقا لا بالنسبة لما يتعلق بالمجتمع ولا بالنسبة لما يتعلق بالمستوى العالمي، بحيث قد يعتقد البعض أن هناك، سواء في المجتمع أو عالميا، ضفتان منفصلتان، بينهما قطيعة تامة؛ لكن الواقع على العكس من ذلك، فكثيرا ما نصادف مثقفا أو سياسيا يميل إلى تأييد الوضع القائم على مستوى المجتمع أو تأييد العلاقات الدولية القائمة، لكن القيم الإنسانية النبيلة التي يؤمن بها، وبعيدا عن السياسة، تجعله يكشف المستور ويفضح ما يجري من استغلال ولا يأبه أن يعجب ذلك الأقلية المسيطرة على المجتمع أو لا يعجبها، وهو هنا يساهم في التنمية الاجتماعية وفي تقدم الوعي، وبالمقابل كثيرا ما نشاهد مثقفا أو سياسيا يدافع عن الأغلبية وفي صفها ويرنو إلى علاقات دولية منصفة، يخلق نزاعات ومصادمات وسط أغلبية المجتمع لفائدة الأقلية فيه، أو أن يُغرق نفسه في تناول مواضيع تعتبر من سلبيات قيم المجتمع تعيش احتضارا، ويرفع مع ذلك من قيمتها بدعوى الحفاظ على الفولكلور والتراث القديم، وفي الحقيقة ليس ذلك إلا تملقا للذوق الغربي الذي يتشوق لمعرفة غرائب أقوام بعيدة عنه على اعتبار أنه متحضر وهي ما تزال تعيش في الماضي السحيق، وهو بذلك يخالف حتى المثقف الذي يعتبر من الأقلية سياسيا ومع ذلك يدفع بالوعي وبالقيم إلى الأمام.
هناك أصناف كثيرة في هذا الباب محسوبة على صف أغلبية المجتمع، ومع ذلك هي تعمل على خلق الضبابية واليأس والإحباط وسطها مثل مثقفي الاغتراب والفردانية واصحاب "الجحيم هو الآخرون" الذين يساهمون في نشر الوعي الزائف، وأصحاب أي قومية إثنية في أي مجتمع لا توجد فيه إثنية تضطهد وتستغل أخرى، بل على العكس تجد الاستغلال والاستبداد الطبقي هو السائد يخترق كل المجتمع أفقيا وعموديا، وتجد مع ذلك مثقفا يصر على خلق تناقضات مستعصية من العدم لطمس التناقضات الواقعية.
ليس كل هؤلاء هم الوحيدون الذين يشتغلون في ميادين الثقافة أو السياسة ولهم يد قصيرة أو طويلة في تعكيرها وتخلفها، بل هناك أيضا الموظف العمومي الذي يجعله موقعه مثقفا أو سياسيا بالتوقيع، إذ بالرغم من أنه ليس سياسيا ولا مثقفا فهو عمليا مثقف وسياسي بالتعسف والتعيين، يستمد حق إقرار خطط أو برامج تتضمن أهدافا سياسية أو ثقافية، بدون مؤهلات في الميدانين، من خلال قوة الموقع في السلطة عن طريق الإجبار بالقانون والتشريع، وتكثر هذه الظاهرة في أي دولة عندما تعجز الأقلية الحاكمة من ضمان التوازن المطلوب في المجتمع وتنحاز إلى الأقلية
- النقطة الثانية: العلاقة بين المثقف والسياسي
ما يجمع المثقف والسياسي ويجعلهما مكملين لبعضهما البعض وبالتالي تكون العلاقة بينهما سلسة وتبادلية بين العطاء والأخذ، عاملان أساسيان، أولا، أنهما معا يغرفان من الواقع المجتمعي بكل تفاعلاته وخضاته وحتى بسكونه وركوده، ثانيا، أنهما يهتمان بالتعبير عن التطلعات والآلام والمعاناة ويساهمان في تطور وتقدم المجتمع. لكن هناك أوجه للاختلاف بينهما تنحصر أولا، في شكل تحقيق ما يجمعهما بحيث أن السياسي يصوغه للتنفيذ المباشر وسط المجتمع كحركة ميدانية جماعية مؤطرة سواء منها ما يتعلق بأهداف سياسية واقتصادية واجتماعية أو ما يتعلق بأهداف ثقافية وفكرية، بينما المثقف يربط علاقته بالمجتمع من خلاله كفرد لا يحشد ويعبء مبلغا رسائله إليه عن طريق القلم ووسائل التواصل. إن المثقف إلى جانب هذا الاختلاف لا يحتمل السياسي الذي يرمي كل التراكمات الإيجابية في المجتمع في الهاوية لتبدأ موجة من الخنق والكبت في المجتمع، والسبب هو أن النتائج السلبية لا تصيب السياسة وحدها بل تصيب أيضا الثقافة بضرب حرية الرأي والتعبير في مقتل وتصيب وسائل الثقافة لأنها تتراجع وتتناقص. وإذا كانت أي مغامرة سياسية تؤدي إلى مثل هذه الكارثة فإنه مع ذلك توجد فيها ميزة انها تؤدي إلى أن تنزوي المعادن الرخيصة كالقصدير وتُخلي الساحة السياسية نهائيا ولا تبقى فيها الا المعادن النفيسة.
ما يجمع المثقف والسياسي ويجعلهما مكملين لبعضهما البعض وبالتالي تكون العلاقة بينهما سلسة وتبادلية بين العطاء والأخذ، عاملان أساسيان، أولا، أنهما معا يغرفان من الواقع المجتمعي بكل تفاعلاته وخضاته وحتى بسكونه وركوده، ثانيا، أنهما يهتمان بالتعبير عن التطلعات والآلام والمعاناة ويساهمان في تطور وتقدم المجتمع. لكن هناك أوجه للاختلاف بينهما تنحصر أولا، في شكل تحقيق ما يجمعهما بحيث أن السياسي يصوغه للتنفيذ المباشر وسط المجتمع كحركة ميدانية جماعية مؤطرة سواء منها ما يتعلق بأهداف سياسية واقتصادية واجتماعية أو ما يتعلق بأهداف ثقافية وفكرية، بينما المثقف يربط علاقته بالمجتمع من خلاله كفرد لا يحشد ويعبء مبلغا رسائله إليه عن طريق القلم ووسائل التواصل. إن المثقف إلى جانب هذا الاختلاف لا يحتمل السياسي الذي يرمي كل التراكمات الإيجابية في المجتمع في الهاوية لتبدأ موجة من الخنق والكبت في المجتمع، والسبب هو أن النتائج السلبية لا تصيب السياسة وحدها بل تصيب أيضا الثقافة بضرب حرية الرأي والتعبير في مقتل وتصيب وسائل الثقافة لأنها تتراجع وتتناقص. وإذا كانت أي مغامرة سياسية تؤدي إلى مثل هذه الكارثة فإنه مع ذلك توجد فيها ميزة انها تؤدي إلى أن تنزوي المعادن الرخيصة كالقصدير وتُخلي الساحة السياسية نهائيا ولا تبقى فيها الا المعادن النفيسة.
وإذا كان السياسي في عجلة من أمره وبخطاب مباشر لبلوغ الأهداف فإن المثقف يؤدي رسالته بدون عجلة وبخطاب غير مباشر يأخذ عدة اشكال، وإذا كان السياسي سواء سياسي الاقلية أو سياسي الأغلبية يعترف بالدور الكبير للمثقف في المجتمع ويهتم بكسب قلمه، فإن المثقف أيضا من الصنفين يهتم بالسياسي ليس من باب كسبه إليه، لأنه لا يحشد ولا يؤطر بل لكي يتناوله بالتشريح ووزن إيقاعه وتاثيره في المجتمع ورصد قيمه وسلوكه الذان يزرعان من طرفه كبذرة من اجل المستقبل.
وعلى سبيل المثال، ولو أنها أمثلة قليلة جدا عند المثقفين في المنطقة العربية والمغاربية، وإذا ما تمت مصادفة أحدها نجد أوانه قد فات، أو أنه لا يرقى إلى الدقة المطلوبة، رواية الزمن الموحش مثلا لحيدر حيدر، رواية تتناول فشل نماذج الثورات في المنطقة، فمن ناحية الشكل يغلب عليها الطابع السياسي المباشر، ولو أنها في قالب فني، وجاءت مثل مقالة سياسية مشحونة باليأس والخيبة من الهزائم وخاصة منها هزيمة 1967وفي المضمون ولأنها جاءت متأخرة جدا لم تتناول الا المشاعر والمزاج الشعبي العام الذي كان سائدا لعدة سنوات، في حين أن المثقف كان عليه أن يتناول البرجوازي الصغير من أصول زراعية في قيمه التي كان يحملها ويجسدها في المجتمع والأسرة وفي تطلعاته وسلوكه ووزن ثقله في المجتمع منذ وضع قدمه في السلطة وتقلد مهامها وليس بعد هزيمة مشروعه القومي الذي رفع شعاره، ولأن ذلك لم يحصل فإن المشروع القومي الذي تلا الناصرية كان هو أيضآ مشروعا أسوأ من الأول. لأن شروط التجاوز الثقافية لم تتحقق، ولم ينجح حتى ما كان يراد به أن يبني مشروعا جديدا لأنه تماهى مع الحملة السياسية غير المبنية على أسس ثقافية، لذلك جاء غاية في التطرف لانه حمًل البورجوازية الصغيرة بكاملها وزر الهزائم.
رغم أن بلزاك كان مؤيدا للملكية وليس بسياسي، في حين كان فيكتور هيجو ديمقراطيا وجمهوريا فقد كان الأول هو من حظي بإعجاب كارل ماركس وانجلز وعدد من الاشتراكيين وقالوا إنهم تعلموا منه الكثير، وقد استشهد به ماركس عدة مرات في الرأسمال، لأنه كان يصور حياة الطبقات الشعبية في معاناتها ويصور حالة الطبقات المتوسطة والعليا في نفاقها وحبها للمال وكل جوانب تقلباتها بفن وعبقرية وعقل ثاقب، ولا ننسى انه عاش في مرحلة فكر الأنوار التي يؤيدها، ولكن في نفس الوقت ساعدته عبقريته في أن يسجل في رواياته خاصة سلسلة الكوميديا البشرية أنها ليست مضمونة النتائج، وهذا ما نلاحظه اليوم، ولو اهتم السياسيون في عهده بما سجله عوض نصب المقاصل في الساحات لكانت نتائج فكر الأنوار افضل مما عليه ٱنذاك والٱن.
بهذا الدور الخطير للمثقف المصنف مع الاغلبية والمدافع عنها، يمكننا أن نقول بكل اطمئنان إنه هو الذي يستطيع أن يحمل سراجا مضيئا للسياسي المصنف مع الاغلبية يشاهد به الاخير منعرجات طريقه وحفرها، وإذا ما خلا المجتمع من المثقفين فإن حركة السياسي ستكون عبارة عن خبط عشواء بدون دليل موثوق يضيء الطريق إلى أبعد مدى.