يعتبر السياق الحالي مواتيا لتسريع إخراج مشروع نفق تيشكا، خاصة وأن بلادنا مقبلة على تنظيم كأس العالم، حيث تم تخصيص استثمارات كبيرة لاحتضان هذا الحدث العالمي. وهذا المشروع سيجسد نوعا من التوجه نحو إقرار العدالة المجالية ارتباطا بتوزيع وقع وأثر هذه الاستثمارات على الصعيد الوطني وربط جزء البلاد المعني مباشرة باستقبال مباريات كأس العالم والجزء الآخر المعني بدوره أيضا باستقبال ضيوف هذا الحدث. وذلك رفعا للعائد السياحي والتنموي المتوخى من هذه المناسبة.
كما أن وقائع الفيضانات الأخيرة التي كشفت عن استمرار ضعف وهشاشة البنيات التحتية بهذا الحيز المجالي من بلادنا خصوصا على مستوى مناطق جنوب الأطلس مع إمكانية مباشرة أوراش لمعالجة أضرارها، فهذه الوقائع تعتبر أيضا عاملا إضافيا لتحفيز تسريع تفعيل هذا المشروع كواحد من الأوراش الكبرى التي ستجيب بشكل جدي على سؤال العزلة الحارق الذي بقيت بلادنا تواجهه منذ الاستقلال خصوصا على صعيد هذه المناطق.
في ظل كل هذه السياقات فمباشرة إنجاز هذا المشروع سيعتبر عنوانا معبرا وإيذانا بفتح صفحة جديدة للتعاطي مع قضايا هذه المناطق.
حسب معطيات متوفرة فإن المشروع وصل إلى مراحل الدراسات التفصيلية بعد أن تم اعتماد سيناريو المرور عبر أوريكا، لانه سيقلص من زمن الربط بين مراكش وورزازات إذ يقارب في المعدل الساعة ونصف، والذي سيكلف ميزانية 10 ملايير درهم، عوض سيناريو المرور عبر تيشكا الذي يمكن أن يكون اقل تكلفة ولكنه أقل تقليصا لزمن الربط المذكور.