الأحد 8 سبتمبر 2024
سياسة

موقع ألماني: "الإخوان المسلمون" إرهابيون في مصر والسعودية وشركاء في السلطة في تونس والمغرب..

موقع ألماني: "الإخوان المسلمون" إرهابيون في مصر والسعودية وشركاء في السلطة في تونس والمغرب..

نشر موقع DW (دويتشه فيله) الألماني في نسخته العربية مقالا حول تنظيم "الإخوان المسلمين" بعنوان "الإخوان المسلمون بين الجمود الفكري والطموح السياسي" للكاتب حسن ع. حسين، يتعرض فيه لبعض أسباب التوجهات المختلفة لحركة واحدة انطلقت بداية في نهاية العشرينات من القرن الماضي (1928) كحركة دعوية على يد الداعية والناشط الديني آنذاك حسن البنا باسم "الإخوان المسلمين" لتتحول على مر عقود عديدة إلى حركة سياسية كبيرة تفرعت عنها أحزاب سياسية فاعلة في معظم بقاع العالم العربي والتي باتت تحكم أو تشارك في الحكم في عدد غير قليل من الدول العربية عقب مرحلة ما يسمى بالربيع العربي.

ويتناول صاحب المقال محاور عنونها بـ" التأقلم مع الظروف الوطنية"، "مراجعات فكرية في المغرب العربي وجمود في مصر" و"الفرق بين الإخوان والسلفيين"، مستهلا ببسط تحصيل أن "الإخوان المسلمين" تجمع فروعهم في المشرق والمغرب إيديولوجية مشتركة بمسارات مختلفة. ففي مصر والسعودية يصنفون على أنهم إرهابيون وفي المغرب وتونس هم شركاء في السلطة ..

ويستعرض مقال الموقع الألماني المسارات المتباينة للحركة في عدد من الدول العربية، يقول في مصر احتفظت الجماعة بمركزها "الريادي" لعموم الحركة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكانت ذروة نجاح حركة الإخوان في مصر فوز مرشحها محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية في عام 2012. وفي تونس كانت الجماعة متمثلة بحزب النهضة قد دخلت قبل ذلك في لعبة السلطة عبر مشاركتها في "الترويكا" السياسية الحاكمة لحد الآن. وفي المغرب ظهر نجم الحركة في عالم السياسة تحت اسم "حزب العدالة والتنمية".

لكن السباقين في الإخوان إلى السلطة، يستطرد المقال بالقول، كانوا في العراق والأردن. ففي العراق، شارك الحزب الإسلامي، فرع الإخوان في العراق، في كل الحكومات المتعاقبة بعد 2003، وفي الأردن كانت الحركة تحظى بدعم النظام وشاركت في بعض الحكومات.

ثم يخلص إلى "أن الأحداث أظهرت أن حركة واحدة، وبتسميات مختلفة ذات إيديولوجية مشتركة، لم تستخلص استنتاجات موحدة فيما يخص طبيعة نظام الحكم والبرنامج العملي لسلطتها الدنيوية. في مصر انتهت الحركة بطردها من السلطة نزولا عند رغبة "الأغلبية" من المواطنين، وفي الأردن تتعرض الحركة لمضايقات كبيرة من قبل السلطة، وفي دول الخليج أصبحت الحركة في عداد القوى السياسية غير المرغوب فيها من قبل السلطات، بل تعدى ذلك لتتصدر قائمة الإرهابيين، فيما تبقى فروع الحركة في شمال أفريقيا في موقع يحسدهم عليه إخوانهم في مصر والأردن."

كما طرح مقال "دويتشه فيله" إلى ذلك آراء باحثين في السياسة ومختصين بشؤون الحركات الإسلامية، منهم الألماني لوتس روغلير لتوضح بعض أسباب هذه المسارات المختلفة والتباينات في مسيرة "الإخوان المسلمين" في البلاد العربية، يقول لوتس: "رغم أن فرع الحركة في تونس المتمثل في حزب النهضة بزعامة الغنوشي كان محظورا أيضا إلا أن الأخير تمكن مطلع الثمانينات من القرن الماضي من تطوير برنامج سياسي للإخوان في تونس عبر تغييرات إيديولوجية ومراجعات فكرية لنهج الحركة، أسفرت عنها الاعتراف بالنظام الديموقراطي كأساس للحكم وإقرار التعددية السياسية في البلاد". ويضيف لوتس في حديثه للموقع أن نفس الشيء يقال عن المغرب والجزائر بهذا الشكل أو ذاك. ويشير لوتس إلى أن حركة الإخوان في مصر لم تجر مثل هذه المراجعات الفكرية على نهجها السياسي وبقيت جامدة في نهجها الفكري وربما كلفها ذلك السلطة بعد انتخاب مرسي..

وفي نفس السياق يقول أبو هنية، وهو باحث أردني مختص في شؤون الحركات الإسلامية، في حديثه للموقع الألماني: "إن حركة الإخوان في مصر لم تنجز حتى الآن مراجعات فكرية ضرورية، خصوصا فيما يتعلق بالإسلام والحداثة وبمواضيع الديموقراطية والتعددية والدولة المدنية، فيما خطت فروع الإخوان في تونس والمغرب والجزائر خطوات حثيثة في هذا المجال، حيث قدمت جماعة الإخوان في المغرب على سبيل المثال مقاربة فقهية فكرية اجتهادية في هذه المواضيع." ويخلص كاتب المقال إلى استنتاج في النهاية هو أن الجمود الفكري في مصر والمرونة والمراجعات الفكرية في المغرب العربي حددت مسارات الحركة الواحدة ذات الإيديولوجية المشتركة في اتجاهات مختلفة ..