ما زال نزيف الاستقالات متواصلا في صفوف الأطباء بالمستشفيات العمومية المغربية وبكليات الطب والصيدلة. وفي هذا الإطار تراجع عدد الأطباء والأساتذة الجامعيين بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد وكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء إلى 230 طبيب وأستاذ جامعي.
وتعود أسباب هذه الاستقالات في صفوف الأساتذة الجامعيين إلى تردي ظروف العمل المزرية بالقطاع العام، والمنع الأولي لقرار مزاولة الأساتذة للعمل بالقطاع الخاص بمعدل يومين في الأسبوع ثم التراجع عنه، بالإضافة إلى مسلسل إحداث كليات الطب الخاصة وما تقدمه من إغراءات في هذا الصدد، وهو الرقم الذي يؤكد على فقر الصحة العمومية بالعاصمة الاقتصادية وينذر بعواقب وخيمة لها تداعيات شتى على صحة المواطنين.
وتشير الأرقام إلى أن عدد الاستقالات تفاوت خلال المواسم الثلاثة الفارطة، إذ في موسم 2011 /2012 استقال 13 أستاذا طبيبا، وخلال موسم 2012 / 2013 استقال 25 أستاذا، وفي موسم 2013 / 2014 بلغ عدد الاستقالات 21 أستاذا، أما خلال شهر شتنبر الماضي فقد سجلت 8 استقالات، وهذا يعني أن الوضع الصحي بالدار البيضاء يعرف اختلالا ويؤشر على استمرار نزيف الاستقالات.
ويتوزع عدد الأساتذة المستقيلين ما بين 10 أساتذة في طب الإنعاش والتخدير: اثنان في علم التشريح المرضي، أستاذ في جراحة القلب، أستاذان في الجراحة العامة، أستاذان في جراحة الأطفال، أستاذ في مجال الحروق، 3 أساتذة متخصصين في الأمراض الجلدية، أستاذ متخصص في أمراض الغدد، أستاذان في أمراض الجهاز الهضمي، 5 أساتذة في طب النساء والتوليد، أستاذ في أمراض الدم، أستاذ في أمراض الكلي، أستاذان في جراحة الدماغ والأعصاب، 3 أساتذة في طب الأطفال، أستاذ في الأمراض الصدرية، أستاذان في الطب النفسي، 6 أساتذة في طب الأشعة، أستاذ في أمراض المفاصل، أستاذ في جراحة عظام الأطفال، أستاذ في طب الإدمان، 3 أساتذة في جراحة الأنف والأذن والحنجرة، 3 أساتذة في جراحة المسالك البولية، أستاذ في الطب الباطني، أستاذ في أمراض القلب، أستاذ في جراحة العظام، وأستاذان آخران.
وكان وزير الصحة الحسين الوردي، قد أكد في وقت سابق على أن الخصاص في الأطباء هي مسألة عامة تشملُ جُلَّ المناطق الوطنية، بما فيها المناطق الحضرية، وإن كانت تمس بشكل كبير المناطق النائية، وتبلغ نسبة الأطباء لكل مواطن 6 أطباء لكل 10 آلاف نسمة بالمغرب، حيث تعرف المستشفيات خصاصا قدره الحسين الوردي وزير الصحة بـ 7000 طبيب و9000 ممرض.