في الساعة الثامنة و18 دقيقة من صباح اليوم الجمعة 26 يوليوز 2024، أقدم مجموعة من ركاب القطار الذي كان متوجها في الساعة السادسة والنصف من الجديدة نحو الدار البيضاء على احتلال سكة القطار في البئر الجديد مانعين القطار، الذي انطلق من الجديدة في الساعة السابعة والنصف، من التحرك؛ وذلك بعد تعطل القطار الذي كانوا يمتطونه لساعات، دون أي تدخل لإصلاح العطل الذي أصابه.
وكانت هي تلك الطريقة التي احتج بها الركاب الغاضبون الذين منهم من أضاع فرصة خوض مباراة للتوظيف، ومن أضاع موعد طبي مهم، ومن تأخر عن موعد إقلاع الطائرة، ومن تأخر عن الالتحاق بعمله، ومن كان ينتظره إجراء عملية جراحية.. إلخ.
هذا الاحتجاج أثار حفيظة ركاب آخرين الذين طلبوا من المحتجين مغادرة السكة، ليتمكنوا من الالتحاق بأعمالهم، أو إدراك مواعدهم، وقضاء مصالحهم. ورغم حضور رجال الدرك، ظل المحتجون متشبثين بموقفهم، بعد ضياع مصالحهم نتيجة العطل الذي أصاب القطار.
والملاحظ أن خط الجديدة المحمدية بدأ يعرف في المدة الأخيرة جملة من المشاكل، أولها التأخر عن مواعيده لمدة قد تستغرق أكثر من ساعة ونصف، وكثرة الأعطال التقنية، والاكتظاظ المفرط، وغياب التدفئة أو التهوية، وانعدام الصيانة، إذ بات الكثير من الركاب يقطعون المسافة التي تربط بين الجديدة والدار البيضاء واقفين على أقدامهم أو يفترشون أرضية القطار، بل منهم من يختار الجلوس في الأماكن المخصصة للحقائب، وخاصة أولئك الذين يمتطون القطار من محطة أزمور أو محطة بوسكورة.
ورغم الشكايات الكثيرة التي يتقدم بها مستعملو هذا الخط (الجديدة/ الدار البيضاء)، يبدو أن الأمر آخذ في الاستفحال، خاصة أن الواقع يؤكد أن القطارات المخصصة لهذا الخط لم تعد صالحة للاستعمال، وأن إدارة السكك الحديدية مدعوة لإعادة النظر في نظرتها إلى مدينة الجديدة، وإلى مفهوم القطار الجهوي، بما يقتضيه ذلك من عدالة مجالية.