الأحد 24 نوفمبر 2024
اقتصاد

تباشير أزمة اللحوم بالمغرب انطلقت من اليوسفية

تباشير أزمة اللحوم بالمغرب انطلقت من اليوسفية وزير الفلاحة محمد الصديقي
جاء في مقطع من قصيدة الشاعر أحمد نجم فؤاد- رحمه الله-:
 
"...ثم أضاف الدكتور محسن إن اللحمه دى سم أكيد/ بتزود أوجاع المعده و تعود علا طولة الإيد/ و تنيم بنى آدم أكتر و تفرقع منه المواعيد/ و اللى بياكلو اللحمه عمومن هيخشو جهنم دا أكيد...".
 
سبب استهلالنا لهذه المادة الإعلامية بهذا المقطع من القصيدة التي كان يؤديها الفقيد الفنان الكبير الشيخ إمام بسخريته السوداء؛ هو أزمة اللحوم الحمراء التي سيعرفها المغرب لا محالة بعد أن عجزت حكومة عزيز أخنوش، ووزارة الفلاحة والصيد البحري على تأمين قطاع تربية الأبقار والأغنام بهذه المادة الاستهلاكية الحيوية من خلال المنتوج الوطني.
 
شرارة أزمة وغلاء اللحوم الحمراء انطلقت من السوق الأسبوعي بمدينة اليوسفية يوم الأحد 14 يوليوز 2024، حيث تبين أن معظم الجزارين الذين دأبوا على ممارسة مهنتهم بسوق اليوسفية لم يستطيعوا إليها سبيلا بفعل قلة وغلاء رؤوس الذبائح.
 
في هذا السياق قال أحد المواطنين في تصريحه لجريدة "أنفاس بريس" باستغراب "لم نستطع لمس لحوم البقر هذا الصباح فبالأحرى شرائها بسعر 100 درهم للكلغ الواحد..." وأضاف مؤكدا بقوله: "هذه هي تبعات عيد الأضحى الذي وجه الضربة القاضية للقدرة الشرائية للمواطن البسيط".
 
 
واستطرد موضحا: "لقد التهم عيد الأضحى أجرة شهري يونيو ويوليوز أمام غلاء رؤوس الأغنام؛ واختلت موازين قدرتنا المعيشية بسبب جشع تجار الأزمات وافتقار الحكومة لسياسة اجتماعية تراعي ظروف البسطاء".
 
فعلا، لم يتمكن المتبضعون في السوق الأسبوعي باليوسفية من الولوج والإقتراب من مرفق بيع اللحوم، بعد أن استقر سعر لحم العجل في ثمن 100 درهم للكلغ الواحد. وعاد أغلبهم بقفة الخضر دون لحم؛ حتى أولئك الذين ألفوا اقتناص فرصة التهام اللحم المشوي لم يقدروا على تحقيق حلم شراء نصف كلغ من الكبد بعد أن وصل سعرها إلى 200 درهم للكلغ الواحد.
 
في سياق متصل وبعد مرور شهر تقريبا على مخلفات صدمة عيد الأضحى فمازالت أغلب محلات الجزارين لم تفتح أبوابها بمدينة اليوسفية لتلبية طلبات المواطنين؛ خصوصا أن هناك أسرا كثيرة فضلت ممارسة شعيرة العيد بشراء كمية من اللحوم بدل شراء كبش العيد بسبب الغلاء رغم تطبيل الحكومة لعملية استيراد رؤوس الأغنام وتقديم الدعم للمستوردين المحظوظين؟
 
 
إنها فعلا تباشير أزمة اللحوم بالمغرب بسبب حكومة طبلت كثيرا للدولة الاجتماعية ورفعت شعار "أغراس أغراس" دون أن تستطيع توفير الحد الأدنى من "المعقول" في القول والفعل.