السبت 23 نوفمبر 2024
خارج الحدود

ماكرون يدخل فرنسا إلى المجهول بعد انتخابات بلاغالب ولا مغلوب

ماكرون يدخل فرنسا إلى المجهول بعد انتخابات بلاغالب ولا مغلوب إيمانويل ماكرون
هل كان يعلم إيمانويل ماكرون أنه سيدخل فرنسا في المجهول بإعلانه المفاجئ في التاسع من يونيو 2024 عن حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، بعد فشل تكتله في الانتخابات الأوروبية؟.
فلولا تحالف اليسار والوسط، كانت فرنسا تتجه إلى كارثة حقيقية بسيطرة اليمين المتطرف على أغلبية مريحة داخل الجمعية الوطنية.

إن المشهد السياسي الفرنسي عرف تغييرا  كبيرا عام 2017، مع فوز ماكرون بالرئاسة، هازما الأحزاب التقليدية.
لكن بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، هاهي فرنسا تتجه نحو برلمان مُعلق حيث تصدر التحالف اليساري الجديد المشهد دون الحصول على الأغلبية المطلقة.

وحصل تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري على أكبر عدد من المقاعد، لكنه لم يصل إلى 289 مقعدا اللازمة لضمان الأغلبية المطلقة في مجلس النواب.

وتعد هذه النتيجة هزيمة لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي توقع الفوز لكنه تراجع وجاء حزب التجمع الوطني في المركز الثالث بعد تكتل "معا"، وهذا يعني أن أيا من الكتل الثلاث لن تستطيع تشكيل حكومة أغلبية وستحتاج إلى دعم من الآخرين لتمرير التشريعات.

فما هي التحالفات المحتملة التي لم تعتد فرنسا على بنائها بعد الانتخابات كما هو شائع في الديمقراطيات البرلمانية في شمال أوروبا مثل ألمانيا وهولندا؟.

زعيم حزب فرنسا الأبية اليساري، جان لوك ميلانشون، استبعد تشكيل ائتلاف واسع ودعا ماكرون إلى دعوة الائتلاف اليساري للحكم.

وستيفان سيغورن زعيم حزب ماكرون، قال إنه منفتح على العمل مع الأحزاب الرئيسية، لكنه استبعد أي اتفاق مع حزب ميلانشون.

كما استبعد رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب أي اتفاق مع حزب أقصى اليسار.
خلاصة المشهد أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، ستدخل فرنسا منطقة مجهولة، حيث ينص الدستور على أن ماكرون لا يمكنه الدعوة إلى انتخابات برلمانية جديدة لمدة 12 شهرا أخرى.

وفي مواجهة الغموض تبقى حكومة "أتال" مستعدة لضمان استمرارية الدولة وتولي تصريف الأعمال في انتظار تشكيل حكومة جديدة، في وقت تستضيف باريس دورة الألعاب الأولمبية بعد ثلاثة أسابيع.