قدم المرصد الوطني للتنمية البشرية اليوم الأربعاء 3 يوليوز 2024 خلاصات التقرير الذي تم إعداده حول برنامج "مدارس الريادة"، في إطار إحالة من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وخلص التقرير إلى أن برنامج مدارس الريادة، يعد مكسبا تربويا وجب تثمين نتائجه الإيجابية الأولية، وتحصين مكتسباته باعتبارها رهانا جماعيا للنهوض بالمدرسة العمومية خلال السنوات المقبلة، مشيرا إلى حصول وعي لدى الأطر التربوية أساتذة، ومفتشين على أن القاعدة المثالية لإنجاح تحديات البرنامج تكمن في التعبئة الجماعية، والقبول بضرورة الثقة في جدوى الإصلاح، وما تستلزمه هذه الثقة من تغيير ثقافي المنظور العملية التربوية، حيث الغاية الأسمى ليست المطاوعة السلوكية القهرية للقاعدة البيداغوجية، كما هي مشروطة في الدلائل التربوية التوجيهية، وإنما تجسيد الأثر على عملية اكتساب المعرفة لدى التلميذ، والتأكد من وجوده عبر قواعد تقييم شفافة، وموضوعية، ومعيارية وموحدة غير محسوم قبليا في نتائجها.
وتوقف التقرير عند السببية الموجدة للرغبة في الانخراط في إنجاح رهانات برنامج مدارس الريادة، مركبة تجمع بين عوامل مترابطة، منها على وجه الخصوص، ما تردد بشكل لافت في إجابات المساهمات والمساهمين في البحث الميداني فضاء يغري على الاجتهاد، وطريقة إدارة الدرس تحفز على الانخراط فيه، تم الاستماع الإيجابي للمتعلم، والتفاعل البناء مع حاجاته لتحسين مهاراته ومداركه التعلمية.
التقرير خلص أيضا إلى حصول الرغبة لدى التلميذ في المدرسة، خاصة عند هؤلاء ممن لديهم تعثرات تعلمية في بعض المواد الأساسية، والإحساس بالاستمتاع بالوجود داخل القسم، تم الإحساس بالأمان لدى الاساتذة في علاقتهم بمستلزمات المراقبة التربوية الروتينية، حيث الإبداع والاجتهاد في التدبير الزمني للدرس لم يعد في رأيهم مخالفة مهنية أو عيبا منهجيا وجب تداركه، وإنما مبادرة قابلة للتثمين والتقويم في إطار مقاربة نقدية مبنية على الحجاج البناء، كما أن المنتظر من الدرس ليس إتمامه وفق ما تضمنته الكتب المدرسية من معلومات، وأفكار، وتمارين بطريقة خطية محسومة سلفا بدون استشارة للأستاذ، وإنما الحرص على ملاءمته مع السياق النفسي والاجتماعي للمتعلمين في إطار من المسؤولية المشتركة بين الأستاذ والمفتش المواكب.
ونبه المشاركون في التقرير إلى التركيز على تجويد، وتحسين مردودية الاكتساب لدى التلميذ، والقياس المستمر لحصول الأثر لديه على مستوى التعلمات الأساسية جعل منظور التغيير المنشود من الإصلاح التربوي يتحول من منطق تحقيق العدالة المشروطة بالمساواة في الاكتساب وفي التحصيل إلى منطق العدالة المرهونة بإنصاف المتعثرين وفق تصور يوافق أحد القيم الكونية التي تتأسس عليها أهداف التنمية المستدامة 2030، حيث المبدأ الموجه لكل إصلاح تربوي عميق هو : ألا يترك أحد جانبا، والتواصل المبني على القرب وعلى التفاعل الآلي مع الحاجة للمواكبة وللمعلومة، سواء لدى الأستاذ أو لدى التلميذ، أو لدى أوليائه.
وأشار المشاركات، والمشاركون إلى الاستئناس بالتكنولوجية الرقمية في التواصل بين الأستاذ، والمفتش المواكب، وفي إعداد وتقديم الدرس، حفز الأستاذ على تنويع أدوات الشرح واختبار مهارتي الفهم والاستيعاب لدى التلاميذ، كما مكن التلميذ من التركيز أكثر وعلى المشاركة داخل القسم.
كما أن هناك فرق ظاهر للعيان في المزاج العام بين المدرسة المحتضنة للبرنامج، وبين المدرسة التي ما تزال تعتمد المقاربة التربوية المعيارية التقليدية موجزة، أن محفزات العناية والاهتمام بالأثر التربوي على مستوى التعليمات لدى التلميذ متوفرة أكثر داخل النوع الأول (أي المؤسسة المحتضنة لتجربة برنامج مدارس الريادة).