قال الشرقاوي الروداني الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي في تصريح لبرنامج " عين على إفريقيا " على قناة " ميدي 1 تي في " يتعلق بأسباب انتكاسة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في الانتخابات الأخيرة بجنوب إفريقيا، إن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يعاني من حالة احتراب داخلي، مشيرا بأن حزب " جاكوب زوما " انفصل عن هذا الحزب منذ ستة أشهر فقط لعدة أسباب مرتبطة بالتدبير السياسي وبالحكامة وبمجموعة من المشاكل ( مشكل الماء، مشكل انقطاع الكهرباء، مشكل العرقيات، مشكل الحصص العرقية داخل مؤسسات الدولة..)، مضيفا بأن هناك أحزاب أخرى انشقت عن الحزب الحاكم مثل حزب " مناضلون من أجل الحرية الاقتصادية " والذي احتل المرتبة الرابعة في هذه الانتخابات .
وأشار الروداني أنه اذا استثنينا نيسلون مانديلا الذي قاد الحكومة في ولاية واحدة فإن جميع من أتوا بعده لاحقتهم تهم الفساد، وخير مثال هو جاكوب زوما الذي دخل السجن سنة 2021، مضيفا بأن لعبة السلطة داخل جنوب إفريقيا هي لعبة معقدة يطغى عليها الاحتراب الإيديولوجي الى جانب وجود مشاكل بنيوية مرتبطة بتدبير السياسة والاقتصاد والتدبير المالي لمؤسسات الدولة، مضيفا بأن التطورات التي حدتث في الانتخابات قد تكون مقدمة لتطور سياسي كبير في جنوب إفريقيا.
وأوضح الروداني أن الحزب الحاكم منذ سنة 2004 ونهاية ما يسمى " الأبارتيد " يفقد الأغلبية، حيث حصل على 40.7 في المائة أي حوالي 159 مقعد من أصل 400 مقعد، وبالتالي هو يحتاج الى تكوين حكومة ائتلافية، وهذه النتائج – يضيف – تظهر بأن الجنوب إفريقيون أصبحوا واعون بالتغيير السياسي، على اعتبار أن هناك مشاكل وكذلك تحقيق قضائي يدين العديد من الشخصيات بالحزب الحاكم.
وقال الروداني إن الحزب الحاكم سيفقد مجموعة من المناطق على غرار منطقة " يون تونج " وهي منطقة تعرف أكبر عدد من السكان في جنوب إفريقيا، ومنطقة كيب الغربية وعاصمتها كيب تاون..كما سيفقد مجموعة من الأقاليم المهمة في التدبير الاستراتيجي ومجموعة من الحكومات المحلية، مشيرا بأن الانتخابات الأخيرة سجلت تصويتا عقابيا ضد الحزب الحاكم .
كما تطرق الروداني الى التحالفات المقبلة، مشيرا بأن حزب جاكوب زوما لن يتحالف مع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لاعتبارات شخصية وليس سياسية، مضيفا بأن حزب جاكوب زوما يشترط من أجل المشاركة في الائتلاف تنحية بعض التيارات في الحزب الحاكم، مما يعني استثنائه من أي تحالف من أي تحالف مع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وفيما يتعلق بحزب " مناضلون من أجل الحرية الاقتصادية " أوضح الروداني أن هذا الحزب له متطلبات كبيرة واذا فترضنا وقوع تحالف بين هذا الحزب والحزب الحاكم فما يحتاجان الى حزب آخر، علما أن هناك شرخ سياسي وشرخ ايديولوجي بين الحزبين المذكورين على اعتبار أن هذا الحزب انشق عن الحزب الحاكم، وبالتالي يبقى أمام الحزب الحاكم سيناريو واحد هو التحالف مع حزب التحالف الديمقراطي الى جانب حزب مناضلون من أجل الحرية الاقتصادية ، لكن يجب عليه أن يقدم تنازلات سياسية كبيرة فيما يتعلق بالحد الأدنى للأجور والتغطية الصحية التي يجب دعمها من طرف الدولة وكذا حصة العرقيات داخل العمل..
وخلص الروداني الى الإئتلاف الحكومي في جنوب إفريقيا لم ينجح تاريخيا في جنوب إفريقيا مشيرا بأن الرؤساء الذين حظوا بولاية ثانية مثل زوما ومبيكي لم ينجحوا في إتمام الولاية الحكومية حتى النهاية، متوقعا فشل الائتلاف الحكومي بين الأحزاب الثلاثة المشار إليها في نهاية المطاف.