"العرض كان مغريا جدا لشباب لديهم شهادات لكن لم يجدوا عملا قارا في بلدهم"، يحكي والد فتاة وقعت في فخ العصابات الإلكترونية في تايلاند بعد إغرائها بعمل أجره ما يفوق عن 40 ألف درهم، مبلغ لم تنفع فيه كل محاولات الأسرة، ثني ابنتهم عن مغامرة غير محسوبة.
بسبب التكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي، سقطت فتاة في مقتبل العمر في فخ مغربي، يحاول التخلص من عبودية عصابات بالتايلند، والفدية التي طلبوها منه مقابل المغادرة، أغراها بوجود عمل قار، وبمبلغ خيالي، فما كان لها إلا أن جمعت حقيبتها متوجهة إلى عالم مجهول.
"أشهر من التعذيب، والاعتقال، والتجويع، وسوء المعاملة، والاحتجاز بغرفتها تحت حراسة مشددة ليلا، ونهارا.." يوضح والد الضحة التي استطاعت النجاة من العبودية والعودة إلى حضن والديها، بعد تدخل منظمات إنسانية، بمساعدة بعض المليشيات المسلحة المحسوبة على الصف الديمقراطي الذين تمكنوا من تهريبها.
هذه الحكاية ليست الوحيدة، بل هي قصة عشرات الشابات، والشباب المغاربة الذين تم إغراؤهم سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أو أخذهم حب السفر المغامرة، إلى مناطق لا يعرفونها، ليجدوا أنفسهم محتجزين لدى عصابات إجرامية، تتاجر بهم بدفعهم للنصب في مجال التجارة الإلكترونية، والقرصنة، وممنوعين من المغادرة إلا بفدية كبيرة جدا، قد تفوق 10 آلاف دولار مقابل حريتهم.
استطاعت الفتاة بعد معاناة حقيقية، وبسبب تدخل بعض المنظمات الإنسانية كما يقول والدها إلى العودة إلى المغرب، إلا أن حالتها جد متدهورة صحيا ونفسيا، بل لازالت تحت تأثير الصدمة، يقول الأب مناشدا السلطات المعنية، وبالخصوص وزارة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، التواصل مع عائلات الضحايا، فهؤلاء فقط، من يتوفرون على معطيات معسكرات الجحيم تلك، وبسبب تواصلهم مع أبنائهم يتوفرون على تفاصيل إسقاط هذه العصابة للشباب عبر العالم في فخها.
هذا، ونظمت عائلات ضحايا الاتجار بالبشر بميانمار، بورما سابقا، اليوم الخميس 16 ماي 2024 وقفة احتجاجية أمام "قطاع المغاربة المقيمين بالخارج" بحي حسان بالرباط، للمطالبة بتسريع وتيرة إنقاذ أبنائهم، وإخوانهم.