لا يترك نظام الكراغلة، القائم على طغيان الأوليغارشيا العسكرية بزعامة الكابران شنقريحة، أي فرصة تمر دون محاولة تفخيخ طريق المغرب بالأذى، سياسيا ورياضيا وديبلوماسيا. فقد تفتقت "عبقرية" وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف عن تبني "ديبلوماسية الضرائر" بوصفها سلاحا فتاكا تفوق أضراره ما يمكن أن تخلفه القنابل البيولوجية والعنقودية والذرية.
فأمام النجاح المبهر الذي يحققه القنصل المغربي ببلباو، سيدي محمد بيد الله، أمر النظام الجزائري وزير خارجيته بتنظيم قنصلية متنقلة بگاليسيا وأستورياس، يومي 26 و 27 ماي 2024. وليس السبب إلا معاكسة النجاح الذي لقيته القنصلية المتنقلة التي نظمتها القنصلية العامة للمملكة المغربية ببيلباو، يومي 26 و 27 أبريل 2024، وليس أدل على ذلك أنها المرة الأولى التي يقوم بها نظام الكراغلة بهذه الخطوة، كما أن اختيار نفس الأيام 26 و27 التي نظمت بها القنصلية المتنقلة المغربية يفضح الدناءة والرداءة الجزائريتين، كما يفضح بجلاء خطة "كوبي كولي" والتقليد الأعمى في كل شيء، وانتهاج اللصوصية الديبلوماسية، مما يؤكد أن المسؤولين الجزائريين مصابين بالعشق الممنوع، وأن المغرب قدوة نموذجية ليس عليهم إلا تقليدها للوصول إلى ما لا يمكنهم إدراكه بـ"سياسية الضرائر".