الأربعاء 27 نوفمبر 2024
مجتمع

ماذا أعد المغرب لمواجهة جرائم الاتجار فـي البشر؟

ماذا أعد المغرب لمواجهة جرائم الاتجار فـي البشر؟ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬جريمة ‬عابرة‭ ‬للحدود
ليس‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬جريمة‭ ‬ترتبط‭ ‬بجعرافية‭ ‬ما،‭ ‬بل‭ ‬جريمة‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬عبر‭ ‬العالم‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭  ‬المغرب‭ ‬أولى‭ ‬اهتماما‭ ‬ملحوظا‭ ‬لبعض‭ ‬تجلياتها‭ ‬منذ‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬فإن‭ ‬الاهتمام‭ ‬الرسمي‭ ‬والقانوني‭ ‬بها‭ ‬بوصفها‭ ‬جريمة‭ ‬مكتملة‭ ‬الأركان‭ ‬ومعقدة‭ ‬الأبعاد‭ ‬لم‭ ‬ينطلق‭ ‬بالفعل‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تنامي‭ ‬ظاهرة‭ ‬"الحريك"‭ ‬إلى‭ ‬أوربا‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬قوارب‭ ‬الموت،‭ ‬وما‭ ‬ارتبط‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬«مافيا‭ ‬التهجير»،‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي،‭ ‬لظروف‭ ‬المهاجرين‭ ‬المغاربة‭ ‬وأفارقة‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭.‬
 
لقد‭ ‬انتبهت‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬إلى‭ ‬ثقل‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬نشاط‭ ‬اقتصادي‭ ‬إجرامي‭ ‬منظم،‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬الأشخاص‭ ‬ماديا‭ ‬ومعنويا،‭ ‬ويشمل‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬ويقع‭ ‬ضحايا‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬المافيات‭ ‬التي‭ ‬تستعمل‭ ‬الخطف‭ ‬أو‭ ‬العمالة‭ ‬القسرية‭ ‬أو‭ ‬الاستدراج‭ ‬الممنهج‭ ‬لممارسة‭ ‬أشكال‭ ‬من‭ ‬الأشغال‭ ‬المهينة‭ ‬والحاطّة‭ ‬بالكرامة‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬العمليات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالاتجار‭ ‬بالأشخاص‭ ‬أو‭ ‬البشر‭ ‬تتوارى‭ ‬خلف‭ ‬ستار‭ ‬أنشطة‭ ‬مشروعة‭ ‬يصعب‭ ‬اكتشافها‭ ‬أو‭ ‬تتبع‭ ‬تحركاتها‭ ‬أو‭ ‬ضبط‭ ‬المتعاملين‭ ‬فيها،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬بعض‭ ‬وكالات‭ ‬الأسفار‭ ‬أو‭ ‬التشغيل‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬مراكز‭ ‬التجميل‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬المراكز‭ ‬الطبية‭ ‬«تجارة‭ ‬الأعضاء‭ ‬البشرية»،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بعض‭ ‬النقابات‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬بعض‭ ‬الفتيات‭ ‬شهادات‭ ‬فنية‭ ‬مزورة‭ ‬لتسهيل‭ ‬«عملهن»‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.. ‬إلخ‭.‬
 
لقد‭ ‬صادق‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والبروتوكولات‭ ‬الدولية‭ ‬(11‭ ‬اتفاقية‭ ‬وبروتوكولا)،‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بموضوع‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬الأنتربول‭ ‬بأنه‭ ‬النشاط‭ ‬الذي‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬«تحقيق‭ ‬أغراض‭ ‬محددة‭ ‬بعينها،‭ ‬مثل‭ ‬الاستغلال‭ ‬الجنسي‭ ‬والاستغلال‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والإكراه‭ ‬على‭ ‬الإجرام‭ ‬وانتزاع‭ ‬الأعضاء،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أشكال‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الاستغلال»،‭ ‬بينما‭ ‬يعرفه‭ ‬البروتوكول‭ ‬الخاص‭ ‬بمنع‭ ‬وقمع‭ ‬ومعاقبة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأشخاص،‭ ‬وخاصة‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬لسنة‭ ‬2000،‭ ‬بكونه‭ ‬«تجنيد‭ ‬الأشخاص‭ ‬أو‭ ‬نقلهم‭ ‬أو‭ ‬تنقلهم‭ ‬أو‭ ‬إيوائهم‭ ‬أو‭ ‬استقبالهم‭ ‬بواسطة‭ ‬التهديد‭ ‬بالقوة‭ ‬أو‭ ‬باستعمالها‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬القسر‭ ‬أو‭ ‬الاختطاف‭ ‬أو‭ ‬الاحتيال‭ ‬أو‭ ‬الخداع‭ ‬أو‭ ‬استغلال‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬استغلال‭ ‬حالة‭ ‬الفقر‭ ‬أو‭ ‬الضعف‭ ‬أو‭ ‬بإعطاء‭ ‬أو‭ ‬تلقي‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬مزايا‭ ‬لنيل‭ ‬موافقة‭ ‬شخص‭ ‬له‭ ‬سيطرة‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬لغرض‭ ‬الاستغلال،‭ ‬ويشمل‭ ‬الاستغلال‭ ‬كحد‭ ‬أدنى،‭ ‬استغلال‭ ‬دعارة‭ ‬الغير‭ ‬أو‭ ‬سائر‭ ‬أشكال‭ ‬الاستغلال‭ ‬الجنسي‭ ‬أو‭ ‬السخرة‭ ‬أو‭ ‬الخدمة‭ ‬قسرا،‭ ‬أو‭ ‬الاسترزاق‭ ‬أو‭ ‬الممارسات‭ ‬الشبيهة‭ ‬بالرق‭ ‬أو‭ ‬الاستعباد‭ ‬أو‭ ‬نزع‭ ‬الأعضاء»‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المصادقات‭ ‬تظل‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬إطارات‭ ‬قانونية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مقاربات‭ ‬أخرى‭ ‬تتصل،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬العقاب‭ ‬والردع‭ ‬والزجر،‭ ‬بالرصد‭ ‬والمتابعة‭ ‬والحماية‭ ‬والوقاية‭ ‬والتوعية‭ ‬والتحسيس‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬لزوم‭ ‬دراسة‭ ‬«الاتجار‭ ‬بالبشر»‭ ‬كما‭ ‬يؤكده‭ ‬الواقع‭ ‬المحلي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانكباب‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬الخاص‭ ‬للظاهرة‭ ‬مغربيا،‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬تتخذ‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشكال‭ ‬أساسية،‭ ‬دراسة‭ ‬أشرفت‭ ‬عليها‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والحريات‭ ‬وأنجزتها‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتمكين‭ ‬النساء‭ ‬وبرنامج‭ ‬التعاون‭ ‬السويسري:
-  الأول‭ ‬يهم‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين،‭ ‬إذ‭ ‬تعمل‭ ‬مافيات‭ ‬تهريب‭ ‬«الحراكة»‭ ‬إلى‭ ‬أوربا‭ ‬باستعمال‭ ‬قوارب‭ ‬الموت‭ ‬أو‭ ‬شاحنات‭ ‬نقل‭ ‬البضائع‭ ‬«الرموكات»،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يقتضيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬سلب‭ ‬للأموال‭ ‬لفئة‭ ‬تتميز‭ ‬بالهشاشة،‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭.‬
-  الثاني‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشبكات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬تهريب‭ ‬المغربيات‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬«أوروبا‭ ‬والخليج‭ ‬وتركيا،‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وقد‭ ‬وصل‭ ‬بها‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬تهجير‭ ‬مغربيات‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬الهند‭ ‬أو‭ ‬التايلاند»‭ ‬واستغلالهن‭ ‬في‭ ‬العمالة‭ ‬الجنسية‭.‬
- الثالث‭ ‬يتميز‭ ‬بالمحلية،‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬المتاجرة‭ ‬بالأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬واستعمالهن‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬المنزلية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬القهر‭ ‬والاحتجاز،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التسول‭ ‬والجنس‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬«الدعارة‭ ‬أو‭ ‬البيدوفيليا»‭.‬
 
وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الدراسة‭ ‬السالف‭ ‬ذكرها‭ ‬قد‭ ‬حددت‭ ‬جغرافيا‭ ‬«الاتجار‭ ‬بالبشر»‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬«مراكش،‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬أكادير،‭ ‬طنجة،‭ ‬الرباط»‭ ‬ومدن‭ ‬الشرق‭ ‬والشمال‭ ‬كوجدة‭ ‬والناظور،‭ ‬فإنها‭ ‬كشفت‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬نشاط‭ ‬لشبكات‭ ‬دولية‭ ‬منظمة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تهجير‭ ‬«الضحايا»‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬مسارهم‭ ‬عبر‭ ‬استدراجهم‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬واستنزاف‭ ‬جيوبهم‭ ‬لتسهيل‭ ‬استعمالهم‭ ‬في‭ ‬الدعارة‭ ‬والتسول‭ ‬تحت‭ ‬بند‭ ‬«ضرورة‭ ‬أداء‭ ‬مبلغ‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا»‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬حاضنة‭ ‬لهذا‭ ‬النشاط‭ ‬الإجرامي‭ ‬المستتر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬تعاملا‭ ‬قانونيا‭ ‬وأمنيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬وإعلاميا‭ ‬خاصا،‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬يكتسي‭ ‬مظاهر‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬اكتشافها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬سريع،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قاده‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬ترسانة‭ ‬قانونية‭ ‬دخلت‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭  ‬19‭ ‬شتنبر‭ ‬2016‭ ‬«قانون‭ ‬14-27‭ ‬المتعلق‭ ‬بمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬والذي‭ ‬تمم‭ ‬أحكام‭ ‬الباب‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي»،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬آلية‭ ‬قانونية‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬المكلفة‭ ‬بتنسيق‭ ‬تدابير‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والوقاية‭ ‬منه،‭ ‬دون‭ ‬إغفال‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬بالتحقيقات‭ ‬والمتابعات‭ ‬لتتبع‭ ‬المجرمين‭ ‬وحماية‭ ‬الشهود‭ ‬وحماية‭ ‬وتعويض‭ ‬الضحايا،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬تعد‭ ‬انتهاكا‭ ‬جسيما‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهي‭ ‬جريمة‭ ‬مركبة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬الهشاشة‭ ‬وعلى‭ ‬استغلال‭ ‬الهشاشة‭ ‬واستغلال‭ ‬ومواطن‭ ‬الضعف،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستغل‭  ‬لتغذية‭ ‬ودعم‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الجرائم‭ ‬ضخا‭ ‬للربح‭ ‬وتعرف‭ ‬عدة‭ ‬طفرات،‭ ‬وإلا‭ ‬سنقتصر‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬حد‭ ‬محدود،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬إفلات‭ ‬الجناة‭ ‬من‭ ‬العقاب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تشجيعهم‭ ‬على‭ ‬اقتراف‭ ‬الجرم‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭.‬
 
ومهما‭ ‬يكن،‭ ‬فإن‭ ‬النشاط‭ ‬الإجرامي‭ ‬لشبكات‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬يطرح،‭ ‬رغم‭ ‬المجهودات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التشريعي‭ ‬والأمني،‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإشكالات‭ ‬التي‭ ‬تتصل‭ ‬بتوسع‭ ‬رقعة‭ ‬الظاهرة‭ ‬واحتدام‭ ‬المشاكل‭ ‬الاحتماعية‭ ‬وانتشار‭ ‬الهشاشة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التحول‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬هجرة‭ ‬أفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬(المغرب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بلد‭ ‬عبور،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬مركز‭ ‬استقرار)،‭ ‬وهي‭ ‬الإشكالات‭ ‬التي‭ ‬نطرحها‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة:‭ ‬
- هل‭ ‬يمكن‭ ‬الاتكاء‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬العقابية‭ ‬الزجرية‭ ‬فقط‭ ‬لمكافحة‭ ‬جريمة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالشر‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬واللازم؟
-‭ ‬هل‭ ‬وقع‭ ‬بالفعل‭ ‬تحليل‭ ‬الترسانة‭ ‬القانونية‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬بعديها‭ ‬الموضوعي‭ ‬والإجرائي‭ ‬لتلافي‭ ‬أوجه‭ ‬القصور؟
هل‭ ‬البنية‭ ‬المؤسساتية‭ ‬المعهود‭ ‬لها‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬(اللجنة‭ ‬الوطنية)‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تيسير‭ ‬مجهودات‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الفاعلين‭ ‬والمتدخلين؟
- ما‭ ‬هي‭ ‬سبل‭ ‬تطوير‭ ‬فاعلية‭ ‬آليات‭ ‬الزجر‭ ‬والحماية‭ ‬إذا‭ ‬استحضرنا‭ ‬خطورة‭ ‬الجريمة‭ ‬وتطورها‭ ‬المستمر‭ ‬الذي‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬حدته‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬الذي‭ ‬أضاف‭ ‬جريمة‭ ‬أشد‭ ‬قسوة‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬الاتجار‭ ‬بالأعضاء‭ ‬البشرية؟
- هل‭ ‬أرسى‭ ‬المغرب‭ ‬منظومة‭ ‬التعاون‭ ‬المؤسساتي‭ ‬الدولي‭ ‬لمحاصرة‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬الإجرامي؟
- هل‭ ‬هناك‭ ‬استراتيجية‭ ‬موحدة‭ ‬وذات‭ ‬أهداف‭ ‬واضحة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬تقليص‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬الإجرامي‭ ‬وآثاره‭ ‬على‭ ‬الضحايا؟
- هل‭ ‬وقع‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬والدراسات‭ ‬الوطنية‭ ‬والمعاهد‭ ‬المتخصصة‭ ‬والجامعات‭ ‬المغربية‭ ‬بهدف‭ ‬تشجيع‭ ‬وتطوير‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬والوقاية‭ ‬منه‭.‬
- هل‭ ‬هناك‭ ‬برامج‭ ‬تكوينية‭ ‬وبرامج‭ ‬للتحسيس‭ ‬والتواصل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬لفائدة‭ ‬جميع‭ ‬الهيئات‭ ‬السياسية‭ ‬والجمعيات‭ ‬المدنية؟
تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية " الوطن الآن"