الأربعاء 1 مايو 2024
فن وثقافة

حسن رشيق.. ورؤيته لدور الأنثروبولوجي في تثمين الموروث الثقافي

حسن رشيق.. ورؤيته لدور الأنثروبولوجي في تثمين الموروث الثقافي مشاهد من اللقاء
استطاع الباحث الانثروبولوجي حسن رشيق، من أن يستحوذ على اهتمام الحضور طيلة ساعة ونيف من الزمن، موظفا خبرته وتجربته في فك رموز العلاقة القائمة بين المعرفة الأنثروبولوجية والموروث الثقافي.
  
إذ نجح الخبير الأنثروبولوجي، في جعل قاعة مكتبة كلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء،  يوم الخميس 18 أبريل 2024، تجسد مقولة ريتشارد ارمور كاتب وشاعر أمريكي: "أن المكتبة هي ذلك المكان الذي يبدا الناس من خلاله خفض مستوى أصواتهم، ورفع مستوى عقولهم". 

حيث كان عرضه الافتتاحي في موضوع ''المعرفة الأنثروبولوجيا والموروث الثقافي''، للأيام السبعة للملتقى (20) للذاكرة والتراث الثقافي، فرصة لرفع مستوى الحضور في فهم واستيعاب تلك العلاقة المتشابكة بين دور الأنثروبولوجي في تثمين الموروث الثقافي. 

ويرى رشيق أنه في فترة الثمانينات والسبعينات كانت هناك نظرة نمطية لممارسة الأنثروبولوجيا، وهي الفترة التي اشتغل فيها بمواضيع لم تكن متداولة كموضوع الطقوس، والرحل...، وأن الاشتغال على البادية خلال هذه الفترة لم يكن سهلا ولا بسيطا، خصوصا عندما نجد من يقول إن البادية لا تتوفر على وثائق، ففي اعتقادي ـ يقول حسن رشيق ـ الوثائق موجودة ومتوفرة رغم أقليتها لكنها غنية بمحتواها العلمي. 

واعتبر الأستاذ الجامعي أن القبيلة ليست بكماء، كما جاء في إحدى كتابات عبد الله العروي، المؤرخ والكاتب، لكنها يمكن أن تكون بكماء إذا أردناها ان تتكلم بلغة المثقف، وبالتالي فالقبيلة غنية بالطقوس، لأننا إذا اعتقدنا ان الموروث هو المكتوب، فإننا نضيق الخناق على الباحث الأنثروبولوجي.

فبالنسبة لمحاظرنا، فإن الموروث الثقافي لا ينحصر فقط في المكتوب، بل هناك طقوس وعادات وتقاليد ولغة، وعلى الأنثروبولوجي توسيع آفاقه الثقافية من خلال ضبط تمثلات الأشخاص والتاريخ والمكان والزمان والقيم، لأن اختيار المواضيع عند حسن رشيق تتحكم فيه القيم بشكل كبير. 

وحاول الباحث الانثروبولوجي حسن رشيق، الاستعانة بتجربته في الانتقال من مسكن لآخر، وكيف أنه لم يستطع نقل كل كتبه القديمة والكثير من احتياجاته، ليبين للحضور أنه عندما نكون بصدد دراسة التراث فإنه لا يمكننا نقل كل شيء، وهنا تأتي مرحلة اختيار ما يجب ان ننقله من التراث. 

أو بمعنى أصح كيف تتحول عناصر ثقافية إلى تراث، لاسيما أن الثقافة حسب رشيق أوسع من التراث، وعلى الأنثروبولوجي أن يؤمن باحترام الثقافات واحترام اللغات واللهجات والقيم التي هي أفضليات جماعية معيارية كما يقول رشيق .

واختتم رشيق عرضه بفتح نافذة مهمة تطل على إشكالية أن المحافظة على التراث فيه  إشكالات كبيرة، لاسيما أننا في بعض الأحيان نتخيله كدائرة مغلقة، بينما هو في الأصل فضاء شاسع وواسع، يشبه الشبكة العنكبوتية أو شبكة من الطرق المترابطة والسريعة التي يمكن أن تذهب بك لمسارات عديدة وتكتشف فيها كنوز كثيرة .