الأحد 24 نوفمبر 2024
خارج الحدود

عبد‭ ‬لله‭ ‬الفرياضي: لهذه الأسباب... علينا وعلى المنتظم الأممي الدّفاع عن حق الشعب القبايلي فـي تقرير مصيره

عبد‭ ‬لله‭ ‬الفرياضي: لهذه الأسباب... علينا وعلى المنتظم الأممي الدّفاع عن حق الشعب القبايلي فـي تقرير مصيره عبد‭ ‬لله‭ ‬الفرياضي
أكد‭ ‬عبد‭ ‬لله‭ ‬الفرياضي،‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬المغاربية،‭ ‬أن‭ ‬"تردّد‭ ‬بعض‭ ‬المغاربة‭ ‬وتحفّظ‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬كفاح‭ ‬الشعب‭ ‬القبايلي‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره،‭ ‬إنما‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عاملين‭ ‬أساسيين،‭ ‬أولهما‭ ‬تركيز‭ ‬الهيئات‭ ‬القبايلية‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬حقيقة‭ ‬قضيتهم‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬الغربية،‭ ‬وضعف‭ ‬الإمكانات‭ ‬المرصودة‭ ‬من‭ ‬قبلها‭ ‬لتوعية‭ ‬الشعوب‭ ‬الناطقة‭ ‬بالعربية،‭ ‬فيما‭ ‬يتجلى‭ ‬ثانيهما‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬فخّ‭ ‬الخلط‭ ‬بين‭ ‬وضعية‭ ‬منطقة‭ ‬القبايل‭ ‬وبين‭ ‬وضعية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬فصاروا‭ ‬تبعا‭ ‬لهذا‭ ‬الالتباس‭ ‬يرفضون‭ ‬استقلال‭ ‬القبايل‭ ‬عن‭ ‬الجزائر‭ ‬عملا‭ ‬بمبدأ‭ ‬وحدة‭ ‬الدول‭ ‬وسيادتها"‭.‬
وأوضح‭ ‬الفرياضي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لأسبوعية‭ ‬«الوطن‭ ‬الآن»،‭ ‬أن‭ ‬«ما‭ ‬لا‭ ‬يعلمه‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس‭ ‬أنّنا‭ ‬إزاء‭ ‬وضعيتين‭ ‬مختلفتين‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التاريخية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭. ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬سيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الصحراء‭ ‬ثابتة‭ ‬بشواهد‭ ‬التاريخ،‭ ‬ووثائق‭ ‬البيعة‭ ‬والولاء،‭ ‬فإن‭ ‬الوضع‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعلاقة‭ ‬الجزائر‭ ‬بمنطقة‭ ‬القبايل‭ ‬مختلفة‭ ‬تماما‭. ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬الجزائر‭ ‬ليست‭ ‬دولة‭ ‬عريقة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الشأن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬حتى‭ ‬يحق‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تزعم‭ ‬بأن‭ ‬لها‭ ‬حقوقا‭ ‬تاريخية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬دولة‭ ‬مستحدثة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الفرنسي،‭ ‬حيث‭ ‬مكنتها‭ ‬هذه‭ ‬السلطات‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬الشعب‭ ‬القبايلي‭ ‬وبأجزاء‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الشرقية‭ ‬للمغرب‭. ‬فالثابت،‭ ‬تاريخيا،‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬القبايل‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬منطقة‭ ‬مستقلة‭ ‬ولها‭ ‬كيانانتها‭ ‬السياسية‭ ‬المستقلة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مملكة‭ ‬«كوكو»‭ ‬التي‭ ‬عمّرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرنين،‭ ‬وكانت‭ ‬مستقلة‭ ‬عن‭ ‬الاستعمارين‭ ‬الاسباني‭ ‬والعثماني‭. ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬القبايل‭ ‬لم‭ ‬تفقد‭ ‬استقلالها‭ ‬السياسي‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬انهزام‭ ‬المقاومة‭ ‬القبايلية‭ ‬بزعامة‭ ‬«فاطمة‭ ‬نسومر»‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬يوليوز‭ ‬1857،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬قرابة‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬فرنسا‭ ‬للجزائر»‭.‬
وشدّد‭ ‬عبد‭ ‬لله‭ ‬الفرياضي‭ ‬في‭ ‬إفاداته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬«المنتظم‭ ‬الأممي‭ ‬مطالب‭ ‬بدوره‭ ‬اليوم‭ ‬بضرورة‭ ‬التّخلي‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يستمرّ‭ ‬في‭ ‬التّطبيق‭ ‬الإنتقائي‭ ‬لمبدأ‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬بوصفه‭ ‬مبدأ‭ ‬مؤسسا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬لاسيما‭ ‬المادة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العهدين‭ ‬الدوليين‭ ‬الخاصين‭ ‬بالحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬حرفيا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬«لجميع‭ ‬الشعوب‭ ‬حقّ‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها‭ ‬بنفسها‭ . ‬وهي‭ ‬بمقتضى‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬حرة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مركزها‭ ‬السياسي‭ ‬وحرة‭ ‬في‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬نمائها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والثقافي"‭. ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬المبدأ‭ ‬الذي‭ ‬نصّت‭ ‬عليه‭ ‬المواد‭ ‬20‭ ‬و21 و22 من‭ ‬إعلان‭ ‬هلسنكي‭ ‬لعام 1975"‭.‬
وذهب‭ ‬الباحث‭ ‬الفرياضي‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬"لهذا‭ ‬السبب‭ ‬صار‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تطالب‭ ‬الجزائر‭ ‬بتمكين‭ ‬الشعب‭ ‬القبايلي‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬الشرعي‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إحجام‭ ‬المنتظم‭ ‬الأممي‭ ‬عن‭ ‬تمكين‭ ‬الشعب‭ ‬القبايلي‭ ‬من‭ ‬التّمتّع‭ ‬بهذا‭ ‬الحق‭ ‬الذي‭ ‬تكفله‭ ‬له‭ ‬التشريعات‭ ‬الدولية،‭ ‬يعتبر،‭ ‬بشكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التزكية‭ ‬المبطّنة‭ ‬للجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬النّظام‭ ‬العسكري‭ ‬التوتاليتاري‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬حقّ‭ ‬هذا‭ ‬الشّعب»،‭ ‬وفق‭ ‬توضيحاته‭.‬