الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

خالد أخازي: غزة... العار الإنساني.... شهداء ولو بالعلمانية...

خالد أخازي: غزة... العار الإنساني.... شهداء ولو بالعلمانية... خالد أخازي
عمم اليوم نعي الأبناء الثلاثة لإسماعيل  هنية،  استشهدوا...
 نعم أقول استشهدوا...
"ضرب راسك مع الحايط "
 استشهدوا بقصف جوي مباشر غادر كالعادة استهدف سيارتهم..
تذكروا هذه الأسماء...! 
حازم
أمير 
محمد
وتذكروا استشهاد حفيدين، والثالث في حالة حرجة...
أقول استشهدوا نكاية بكل من ينزع عن القتيل الغزاوي خاصة  والفلسطيني عامة.. صفة الشهيد وهو يقتل من أجل الحرية، والوطن والكرامة، ضد محتل غاصب يجد كل الدعم من غرب مثقل بعقدة الإبادة النازية...
استشهدوا رغما عن أنفكم...
وأنف الجبناء والجلادين والمزيفين... والرموز المجتمعية ذات ولاء الغنيمة..
شهداء... نكاية بمن كان ومازال  يشيطن حركة حماس، وينتقي معلومات مضللة، عن حياة قادة حماس خارج غزة، فليصمت.... أو يعد حساباته..
ما قال هنية عند نعي أبنائه وحفيديْه غريب
مثير.... بهي....
راق.... رباني...
روحي... بدفق إيماني يصنع الأمل في قلب الديجور
قال الرجل  الكظيم، المفجوع دون منة على الوطن ولا الله  ودون استعلاء ولا وهن، غير فخر من خرج من ظهره الشهداء... قال في تصريح ل : RT 
 "أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض الأحفاد… بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا".
وقال: "أبنائي الشهداء حازوا شرف الزمان وشرف المكان وشرف الخاتمة.. أبنائي ظلوا مع أبناء شعبنا في قطاع غزة ولم يبرحوا القطاع...كل أبناء شعبنا وكل عائلات سكان غزة دفعوا ثمنا باهظا من دماء أبنائهم وأنا واحد منهم.. ما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم".
وتابع هنية حسبRT  دائما : "الاحتلال يعتقد أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا.. نقول للاحتلال إن هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتا على مبادئنا وتمسكا بأرضنا، لن ينجح العدو في أهدافه ولن تسقط القلاع، وما فشل العدو في انتزاعه بالقتل والتدمير والإبادة لن يأخذه في المفاوضات".
وختم التصريح الرباني بالعبارة الراقية:
"العدو واهم إذا ظن أنه بقتله أبنائي سنغير مواقفنا، دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا الشهداء في غزة فكلهم أبنائي، دماء أبنائي هي تضحيات على طريق تحرير القدس والأقصى".
هل سبقت وفقدت الولد...؟ 
فاصمت ولا تزايد في هذا الموقف الصعب..!
ليس هناك أشق على الأب والأم من فقد الولد...
فما بالك بالحفيد....
هنية قال ما قال، وهو مؤمن بقضيته، وعد أبناءه كأبناء كل الوطن..
حزن للشهيد  وليس للولد...
حزن للصمت العربي القاتل...
فكلما نُعيِ دم فلسطيني، ُتنعى الكرامة العربية...
وكلما هد الصهاينة سقفا غزاويا... نتعرى نحن... وتتعرى المدنية والحضارة...
ويغدو الذكاء الاصطناعي بكاء على آخر ما تبقى من الإنسانية المتوهجة...
كلما مات طفل حرقا... مات الإنسان في الإنسان..
والدم الطفولي دوما يفضح الجلاد ومداحيه...
يغدو الغرب عاريا، فصاميا.... 
تلك عادته....
غزة انتصرت... منذ صاحت: اتركونا ومعركتنا، فإن انتصرنا فالنصر لكم أيضا وإن خسرنا فوحدنا من سيخسر...
ماذا فعلت أم الشهداء، وجدة الحفيدين حين وصلها النعي وهي طريحة الفراش في المستشفى:
صلت لله شكرا وحمدا لله.... وابتسمت...
هذه القدرة على الصبر.... لا يأتيها الله إلا لصف الحق... ولقلب من يحيا ويطلب الشهادة...
ليس من يحيا، ويشتري ويسرق أعمار الآخرين...
ليس من يحيا ويتمنى الخلود..
هذا البهاء الروحي الذي يبدد ظلمة الحزن والفجيعة من الفقد، لا ينبلج إلا من عين الحق والصدق، ويجري ماء سكينة في نهر الإيمان...
لهذا ستنتصر غزة...
بهذا البهاء...
ولو كذبوا ولفقوا...
وصمتوا وساووا الجثة والدبابة...
ومهما حاصر الغرب صوت الحق طردا وترحيلا ومنعا....وتهديدا وترهيبا وترغيبا..
فغزة... ثورة ربيع آخر للشعوب....
فالساسة في صف القتل الصهيوني بإعلامه وماله، ملتزمون بخط سياسي خفي في تسويات الحكم والمال...
أما الشعوب الغربية قبل العربية... فقد أيقظها الدم المسفوح...
وهدم الأحياء والمساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات...
من يملك الشجاعة.... يقول إنها حرب إبادة عرقية...أو يصمت...على الأقل الصمت طوق نجاة لكل طامع وغانم وحالم..
من لا يملك أمر نفسه، فليصمت... عساه ينل يوما مجدا من أمجادهم...
فالصمت....مجد عربي...
بعض الكتبة.... يا ويلي منهم...
خائفون...أن يفقدوا رضا الحاكم العجمي...
هل تخافون من يسد الغرب عليكم الحدود...؟
هل تخافون من رفض التأشيرات...؟
هل تخافون... الحرمان من اللقاءات الدولية والتتويجات والمنصات...؟
نعم... ثمن دعم الحق... غالٍ... في زمن العار الإنساني...
ولكل حساباته...
فالمعادلة صعبة:
الجبن والعار، أو غرفة الانتظار والقتل المعنوي...
 فبعض المبدعين والمفكرين... يهربون من الموقف الشجاع... من الصدق... من الجهر بالحقيقة..
بل منهم من شيطن غزة...
لأن التكلفة ... محاصرتك ثقافيا...
ان تموت مغمورا.... هذا أقصى سلاح لطابور الخنوع والخضوع وشرعنة الإبادة مقابل الحداثة وليس الحداثة،  ومقابل اليساروية والتياسر وليس اليسار الذي يصطف إلى جانب قضايا الشعوب المقهورة.. مقابل لبيروالياوية، لا الليبرالية التي تؤمن بالحرية والكرامة والمساواة والديمقراطية....
والغرب يكرم ويتوج أصدقاء إسرائيل قبل القلم والفكر والأدب...
استشهد أبناء هنية...
وحفيداه...
كانوا في غزة....
غزة كانت فيهم...
فاصمتوا علكم تنالوا  حظا من نصرهم...
والنصر قريب...
وغزة... آه....! يا غزة...
أشق عليك سيف القريب لا قصف البعيد...
 
خالد أخازي/ روائي وإعلامي