الجمعة 3 مايو 2024
فن وثقافة

نبش وسفر توثيقي مع الإعلامي الحسين العمراني في صفحات من تاريخ "ذاكرة رمضان" (الحلقة 19)

نبش وسفر توثيقي مع الإعلامي الحسين العمراني في صفحات من تاريخ "ذاكرة رمضان" (الحلقة 19) الإعلامي الحسين العمراني

تطرح جريدة "أنفاس بريس" سلسلة من حلقات "ذاكرة رمضان" توثق لأهم وأبرز الأحداث التي وقعت خلال شهر رمضان منذ فجر تاريخ المغرب الإسلامي إلى المغرب المعاصر. هي سلسلة يومية من إعداد الكاتب والإعلامي الزميل الحسين العمراني الذي قام بجمعها وتوثيقها استنادا على عدة مراجع ووثائق وإصدارات.

إن السلسلة التوثيقية من "ذاكرة رمضان" تبرز عبقرية المغاربة عبر التاريخ، وتجعل المعلومة التاريخية في متناول الناشئة بأسلوب سهل ومشوق. كما أنها تكشف على أهم الأحداث الوطنية، بالخصوص التي وقعت في شهر رمضان، حيث قلما نعطي لتاريخنا مساحات في إعلامنا البصري لاستحضار مخزوننا التاريخي الذي يعتبر مصدر قوتنا وبه نكرس الانتماء لذواتنا وبوطننا، على اعتبار أن الوطنية الصادقة، والمواطنة الإيجابية بذورها الأولى يجب أن تكون من تربة الوطن، من ماضيه التليد. إذ لا يمكن أن نعايش تحديات الحاضر وإكراهات المستقبل إن لم يكن لنا ماض نستمد منه الدلالات والعبر.

حلقات "ذاكرة رمضان" تسافر بالقارئ عبر تاريـخ المغرب والأندلس ونسترجع من خلالها حضارة الأمة المغربية. هي سلسلة تسلط الضوء على ما تختـزنه وتوثقه العديد من الوقائع والأحداث التاريخية التي كان شهر رمضان مسرحا لها، حيث سنقف يوميا خلال هذا الشهر الفضيل عند منجزات شخصيات مغربية تركت الأثر ببصماتها الخالدة، الشاهدة على ذاكرة العصر.

حلقات "ذاكرة رمضان" هي سلسلة مشوّقة تسافر بالقارئ عبر تاريخ بلده، وتنفض الغبار عن وقائع تاريخية لازالت راسخة في الذاكرة المغربية عبر عدة قرون. وقد يكون من باب الصدف الإيجابية أن تعرف بلادنا العديد من المحطات التاريخية متزامنة مع شهر رمضان، برمزيته الروحية والدينية ودلالاته القدسية، وتتنوع هذه الأحداث ما بين الدينية والثقافية والرياضية والسياسية والفنية والعمرانية.

 

إليكم الحلقة التاسعة عشر من سلسلة "ذاكرة رمضان":

1 ـ نسخ كتاب "مفيد المحتاج في شرح السراج في المنطق"

يعتبر مؤلف "شرح كتاب السّراج" منظومة للشيخ عبد الرحمان الأخضري في علم الفلك، ويسمى أيضا بـ "مفيد المحتاج في شرح السّراج في المنطق"، وقد تم نسخ هذا الكتاب التحفة بتاريخ 19 رمضان من العام 1263. ومن المعلوم أن الخزانة الحسنية تتوفر على نسخة من هذا المؤلف.

 

2 ـ الكاتب والمؤرخ الذي نفاه الباشا الكلاوي وتوفي في مثل هذا اليوم من رمضان

المهدي ابن العباس الناصري مؤرخ وكاتب، له العديد من المؤلفات أشهرها "نعت الغطريس ابن الفسيس هيان بن بيان المنتمي إلى سوس"، ثم كتاب "حلة الأشباح وزينة الأكابر الرسّاخ" ثم كتاب "رحلته الزاهرة في أخبار درعة العامرة"، بالإضافة إلى مؤلف "منظومة في تذييل زهرة الشمارخ".

وقد ورد في سيرة المؤرخ والكاتب المهدي ابن العباس الناصري رحمه الله، أنه كان قد اختلف مع الباشا الكلاوي، حيث تم نفيه وإبعاده إلى منطقة تلوات، التي ظل فيها يتجرع مرارة الحسرة والندم إلى أن وافته المنية ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان من العام 1347 هجرية، الموافق لفاتح مارس سنة 1929 ميلادية.

 

3 ـ العداء المغربي الذي حقق أول ميدالية للمغرب في أولمبياد 1960 بروما

نعود بكم لأحد أبرز الأحداث في تاريخ الرياضة المغربية مع العداء المغربي الراحل عبد السلام الراضي المتخصص في سباق المسافات الطويلة، والذي حقق أول ميدالية للمغرب في دورة الألعاب الأولمبية في أول مشاركة للمملكة المغربية في أولمبياد 1960، بالعاصمة الإيطالية روما.

العداء المغربي عبد السلام الراضي رأى النور، وصرخ صرخته الأولى بين أحضان أسرته يوم 19 رمضان من العام 1347 هجرية، الموافق لـ 28 فبراير 1929م، في مدينة تاونات.

 

4 ـ الشيخ الصوفي سيدي عبد الرحمن المجذوب

ولد الشيخ سيدي عبد الرحمن المجذوب في شهر رمضان من العام 909ھجرية الموافق لعام 1506ميلادية، برباط تيط قريبا من بلدة أزمور مأوى سلفه، ثم رحل وهو صبي مع والده سنة 914 ھجرية الموافق لعام -1508ميلادية، إلى نواحي مدينة مكناس، ونزل بموضع يقال له: "إرُكَّان"، ونشأ في بيئة خير وصلاح.

لقب المجدوب أطلقه عليه أهل زمانه، وبقي معروفا به إلى الآن نظرا لسيرته في حياته، فكان كما تصوره كتب التاريخ صوفيا زاهدا في الدنيا، وساح وجال في البلاد للوعظ والإرشاد، وعاش غير مبال بالمال ولا الجاه، متنقلا من مكان إلى آخر، ليس له مأوى يستقر به على الدوام، وهو بلباس بسيط. وكان يداوم على إقامة الشعائر الدينية والفروض الشرعية وتأدية الحقوق وعدم الإخلال بشيء منها. توفي في الطريق بجبل عوف، بين وادي ورغة ووادي سبو، ودفنوه بمدينة مكناس بجوار باب عيسى وضريح السلطان العلوي مولاي إسماعيل، وذلك سنة 976 هجرية، وما زال قبره موجودا إلى الآن، وبقيت أقواله سائرة على ألسن الناس في جميع أقطار أفريقيا الشمالية، ويبدأ القصاصون عند سردها بقولهم: "قال سيدي عبد الرحمن المجدوب",

 

5 ـ يوم رحيل آلاف الأندلسيين من قرطبة

في يوم 19 رمضان من العام 202 هجرية، الموافق لـ 31 مارس من العام 818 ميلادية، كان رحيل آلاف الأندلسيين من قرطبة بعد فشل ثورتهم ضد حكم الأمير الحكم بن هشام الذي بطش بالثوار، وهدم منازلهم، وشردهم في الأندلس، فاتجهت جماعة منهم إلى المغرب وانتشروا في مجموعة من المدن، ومجموعة أخرى اتجهت إلى تونس، ومجموعة ثالثة يبلغ عددها ما يقارب 15 ألف إلى مصر، ثم ما لبثوا أن غادروها إلى جزيرة أقريطش في العام 212 هجرية، وأسسوا بها إمارة أقريطش التي استمرت زهاء قرن وثلث.

 

6 ـ طارق ابن زياد قائد جيوش الفتح الإسلامي لإسبانيا

في يوم التاسع عشر من رمضان من العام 92 هجرية، بدأ الفتح الإسلامي لِإسبانيا، وهي حَملة عسكريَّة بدأت في العام 92 هجري، المُوافق لِعام 711 ميلادي، قادها المسلمون تحت راية الدولة الأُموية ضد مملكة القوط الغربيين المَسيحية في هسپانيا التي حَكمت شبه جزيرة أيبيريا، والتي عَرفها المسلِمون باسم (الأندلُس) بجيش معظمه مِن الأمازيغ.

كان قائد جيوش المسلمين هو طارق بن زياد، حيث نَزل عام 711 ميلادي في المنطقة التي تُعرف الآن بِجبل طارق، ثُمَّ توجَّه شمالًا حيثُ هزم ملك القوط (رُودْرِيكْ) هزيمةٌ ساحقة في معركة وادي لكة. واستمرت حتى عام 107هجري، المُوافق لِعام 726ميلادي، واستولتْ على مناطق واسعة من إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا المعاصرة.