الخميس 2 مايو 2024
سياسة

سوفيان بوشكور: هذا ما يخسره المغرب العربي بلغة الأرقام جراء موقف الجزائر

سوفيان بوشكور: هذا ما يخسره المغرب العربي بلغة الأرقام جراء موقف الجزائر سوفيان بوشكور،  أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الأول  بوجدة
أكد سوفيان بوشكور، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الأول بوجدة، أن ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬اليوم‭ ‬محروم‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬الموجهة‭ ‬للمنطقة‭ ‬باستثناء‭ ‬المغرب، وأضاف أن حل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية،‭ ‬اليوم،‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الاندماج‭ ‬والانفتاح‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬التجاري‭ ‬المقنن‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬الحدود‭ ‬أمام‭ ‬تنقل‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬لربط‭ ‬جسور‭ ‬الرحم‭ ‬بين‭ ‬العائلات‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وإحداث ‬ديناميات‭ ‬تجارية‭ ‬وسياحية‭ ‬بجل‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭.

ما‭ ‬الكلفة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لعدم‭ ‬الاندماج‭ ‬المغاربي؟‮
إن‭ ‬التكلفة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لعدم‭ ‬اندماج‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬حسب‭ ‬مخرجات‭ ‬دراستين‭ ‬حول‭ ‬المنطقة‭. ‬الدراسة‭ ‬الأولى‭ ‬أصدرها‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮ ‬FMI‮ ‬نهاية‭ ‬2018‭ ‬حول‭ ‬«الاندماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬مصدر‭ ‬للنمو‭ ‬لم‭ ‬يستغل‭ ‬بعد»،‭ ‬والثانية،‭ ‬أصدرها‭ ‬خبراء‭ ‬لصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬وهم‭ ‬رمزي‭ ‬الأمين‭ ‬وجان‭ ‬فرانسوا‭ ‬دوفان‭ ‬وأليكسي‭ ‬كيرييف،‭ ‬نشرة‭ ‬عنوانها‭ ‬«التوسع‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬عبر‭ ‬بلدان‭ ‬المغرب‭ ‬العربي»‭ ‬بتاريخ‭ ‬24‭ ‬أبريل‭ ‬2019،‭ ‬وكلها‭ ‬تشير‭ ‬للتكلفة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للامغرب‭ ‬عربي‭.‬

حجم‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‮ ‬5%‮ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬الإقليمية‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬16%‮ ‬بإفريقيا‭ ‬و19% بأمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬و51% بآسيا‭ ‬و70%‭ ‬بأروبا‭.‬‮ ‬‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬جل‭ ‬مبادلات‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬التجارية‭ ‬تتم‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أروبا،‭ ‬وخاصة‭ ‬فرنسا‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تشكل‭ ‬ساكنة‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬حوالي‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭. ‬والساكنة‭ ‬من‭ ‬المنظور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬هي‭ ‬المستهلك‭ ‬والزبون،‭ ‬وبذلك‭ ‬توفر‭ ‬المنطقة‭ ‬سوقا‭ ‬تتشكل‭ ‬من‮ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬مستهلك‭ ‬غير‭ ‬مستغلة‭ ‬للأسف،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬محفز‭ ‬جدّا‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الخارجية‭ ‬ولتوطين‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الكبرى‭ ‬بهذه‭ ‬المنطقة‭.‬
‮ ‬
‮ ‬وحسب‭ ‬تقديرات‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‮ ‬فالإنفتاح‭ ‬التجاري‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬نسبة‭ ‬نمو‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية‭ ‬بنسبة‭ ‬1%‮ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬امتصاص‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العاطلين‭ ‬بالمنطقة‭ ‬المغاربية،‭ ‬خاصة‭ ‬والأخيرة‭ ‬تسجل‭ ‬معدل‭ ‬بطالة‭ ‬الشباب‭ ‬جد‭ ‬مرتفع‭ ‬حوالي 25,2%‭.‬
‮ ‬
ويبلغ‭ ‬حجم‭ ‬الناتج‭ ‬الخام‭ ‬لدول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬حوالي‮ ‬364,4‮ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬وباندماج‭ ‬اقتصادي‭ ‬مفترض‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬حصة‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬الداخلي‭ ‬حوالي‭ ‬دولار‮  ‬4000‮  ‬للفرد‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬متاح‭ ‬اليوم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭.‬
‮ ‬
إن‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬اليوم‭ ‬محروم‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬الموجهة‭ ‬للمنطقة‭ ‬باستثناء‭ ‬المغرب،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬المنطقة‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬توطين‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الكبرى‭ ‬عوض‭ ‬توجيهها‭ ‬لدول‭ ‬إفريقيا‭. ‬فالمغرب،‭ ‬كنموذج،‭ ‬توجه‭ ‬نحو‭ ‬العمق‭ ‬الإفريقي‭ ‬باستثمارات‭ ‬كبرى،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الاولوية‭ ‬توجيهها‭ ‬لدول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اندماج‭ ‬حقيقي‭ ‬لدوله‭.‬
‮ ‬
وماذا‭ ‬عن‭ ‬التكلفة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لعدم‭ ‬الاندماج‭ ‬المغاربي‮؟ ‬
بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الأرقام‭ ‬والمؤشرات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬المفقودة‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعوض‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬لأن‭ ‬السياسة‭ ‬لا‭ ‬تؤمن‭ ‬بحتمية‭ ‬الأشياء‭ ‬بل‭ ‬تؤمن‭ ‬بالمتغيرات،‭ ‬فالجرح‭ ‬الأعمق‭ ‬نتاج‭ ‬غياب‭ ‬الاندماج‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية‭ ‬هي‭ ‬التكلفة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بمال‭ ‬ولا‭ ‬ثمن‭.‬

كم‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬فقدت‭ ‬أبناءها‭ ‬أو‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬أفرادها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬ولم‭ ‬تقو‭ ‬على‭ ‬تشييع‭ ‬جنازته‭ ‬أو‭ ‬تأبينه‭ ‬وحتى‭ ‬توديعه‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬حدود‭ ‬وهمية؟‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬شاب‭ ‬أو‭ ‬شابة‭ ‬احتفلت‭ ‬بزفافها‭ ‬او‭ ‬بمولود‭ ‬لها‭ ‬دون‭ ‬حضور‭ ‬الام‭ ‬او‭ ‬الاب‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬دفئ‭ ‬الأسرة؟‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬جثمان‭ ‬ووري‭ ‬الثرى‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬مغاربية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬موطن‭ ‬العائلة؟‭ ‬وازداد‭ ‬الشوق‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كورونا‭ ‬والخوف‭ ‬عن‭ ‬الأصول‭ ‬والفروع‭ ‬وللأسف‭ ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬لكل‭ ‬هؤلاء‭ ‬فيما‭ ‬يجري‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬التاريخي‭ ‬الموجه‭ ‬لحكام‭ ‬الجزائر‭ ‬بغية‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬الماضي‭ ‬بسبب‭ ‬انتفاء‭ ‬مسبباتها‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬وترجيح‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعبين‭. ‬فأجيال‭ ‬اليوم‭ ‬والغد‭ ‬ليست‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تركات‭ ‬الماضي،‭ ‬والتاريخ‭ ‬المشترك‭ ‬يؤهل‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬لبناء‭ ‬اتحاد‭ ‬قوي‭ ‬يمكن‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬أزمتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بفضل‭ ‬سبل‭ ‬الاندماج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭.‬
‮ ‬
ما‭ ‬هي‭ ‬أسباب‭ ‬عدم‭ ‬نجاح‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تكتل‭ ‬إقليمي؟‮ ‬
هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬هي‭ ‬الأسباب‭ ‬والدوافع‭ ‬وراء‭ ‬عدم‭ ‬تحقيق‭ ‬اندماج‭ ‬اقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نختلف‭ ‬ان‭ ‬الدافع‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬الواقع‭ ‬السياسي‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والجزائر‭ ‬والذي‭ ‬سببه‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء‭.‬
‮ ‬
فالعلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الجزائرية‭ ‬هي‭ ‬المؤثر‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬اليوم،‭ ‬وللأسف‭ ‬بسبب‭ ‬دوافع‭ ‬غير‭ ‬مفهومة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العقلانية‭. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مسموح‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاخلاقية‭ ‬والعقلانية‭ ‬عدم‭ ‬تمكين‭ ‬الأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التنموية‭ ‬المتاحة‭ ‬باندماج‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬ترك‭ ‬الخلافات‭ ‬السياسية‭ ‬جانبا‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬سبل‭ ‬الاندماج‭ ‬التجاري‭.‬

هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يستوجب‭ ‬استيعاب‭ ‬الجزائر،‭ ‬والجزائر‭ ‬فقط،‭ ‬للتكلفة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للمغرب‭ ‬العربي،‭ ‬وأن‭ ‬تعي‭ ‬كذلك‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬غلق‭ ‬الحدود،‭ ‬أن‭ ‬تعتبرها‭ ‬عائقا،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬الاندماج‭ ‬التجاري‭ ‬بمراجعة‭ ‬التعريفات‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬المغاربية‭.‬‮ ‬
‮ ‬
إن‭ ‬التعريفات‭ ‬الجمركية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬جد‭ ‬مرتفعة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعوق‭ ‬إنجاح‭ ‬سياسة‭ ‬تجارية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭. ‬فمتوسّط‭ ‬التعريفة‭ ‬الجمركية‭ ‬يبلغ‭ ‬بدول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‮ ‬14%‮ ‬مقابل‮ ‬5%‮ ‬بالاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬و4%‮ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يرتفع‭ ‬هذا‭ ‬المعدل‭ ‬بالجزائر‭ ‬التي‭ ‬تسجل‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬الحماية،‭ ‬لنسبة‮ ‬19%‭.‬
‮ ‬
ما‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية‭ ‬القيام‭ ‬به؟
خلص‭ ‬خبراء‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬«أصحاب‭ ‬الدراسات‭ ‬السالفة‭ ‬الذكر»،‭ ‬إلى‭ ‬معطى‭ ‬مفاده‭ ‬أن‭ ‬“تتيح‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬التحولات‭ ‬السياسية‭ ‬فرص‭ ‬لتسريع‭ ‬عملية‭ ‬الاندماج،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬الجديدة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬معجّلات‭ ‬قوية‭ ‬للإندماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لأن‭ ‬التكنولوجيات‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الحدود”‮ ‬‭.‬

وإذا‭ ‬خلص‭ ‬اقتصاديو‭ ‬وخبراء‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬لأهمية‭ ‬التوسع‭ ‬والانفتاح‭ ‬التجاريين‭ ‬لدول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الرفاهية‭ ‬ونسب‭ ‬نمو‭ ‬إضافية،‭ ‬فمن‭ ‬وجهة‭ ‬نظرنا‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المغاربية،‭ ‬اليوم،‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬الاندماج‭ ‬والانفتاح‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬التجاري‭ ‬المقنن‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬الحدود‭ ‬أمام‭ ‬تنقل‭ ‬المواطنات‭ ‬والمواطنين‭ ‬لربط‭ ‬جسور‭ ‬الرحم‭ ‬بين‭ ‬العائلات‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وخلق‭ ‬ديناميات‭ ‬تجارية‭ ‬وسياحية‭ ‬بجل‭ ‬دول‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭. ‬ويبقى‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬توصيات‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬الأذان‭ ‬الصاغية‭ ‬لتنزيلها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬مصلحة‭ ‬الحكومات‭ ‬والشعوب‭ ‬لأن‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬رهن‭ ‬مستقبل‭ ‬المواطنين‭ ‬المغاربيين‭ ‬بمزاجيات‭ ‬وحبيس‭ ‬عقليات‭ ‬بعض‭ ‬السياسيين‭.‬‮ ‬‮ ‬وخلاصة‭ ‬القول‭ ‬يكفي‭ ‬فقط‭ ‬ترجيح‭ ‬لغة‭ ‬العقل‭.‬
 
ما‭ ‬هو‭ ‬تأثير‭ ‬عدم‭ ‬تجديد‭ ‬اتفاق‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬المغاربي‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬المغرب؟
بعد‭ ‬قرار‭ ‬الجزائر‭ ‬عدم‭ ‬تجديد‭ ‬الاتفاق‭ ‬الخاص‭ ‬بأنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬والتي‭ ‬انتهى‭ ‬مفعول‭ ‬اتفاقيته‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021،‭ ‬المغرب‭ ‬لم‭ ‬يندد‭ ‬بهذا‭ ‬الإجراء‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬عدم‭ ‬تأثره،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬السياسة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭. ‬المغرب‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬استشرف‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬اقتصاده‭ ‬رهين‭ ‬بتوفير‭ ‬البلد‭ ‬لاستقلاله‭ ‬الطاقي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الطاقية‭ ‬الرامية‭ ‬لتوفير‭ ‬الطاقات‭ ‬المتجددة‭ ‬والنظيفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محطات‭ ‬نور‭ ‬بورززات‭ ‬وعين‭ ‬بني‭ ‬مطهر‭..... ‬المغرب‭ ‬واع‭ ‬بأهمية‭ ‬ضمان‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الطاقي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬استقلالية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬اليوم‭ ‬نجاحات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭. ‬فالمغرب‭ ‬قبل‭ ‬زمن‭ ‬كورونا‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬مغرب‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬كورونا‭. ‬الرهان‭ ‬هو‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬التّموقع‭ ‬الإقليمي‭ ‬المتميز‭ ‬بالسياسات‭ ‬الرامية‭ ‬لتوفير‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الطاقي‭ ‬والصحي‭ ‬والغذائي‭ ‬وهو‭ ‬رهان‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الجديد‭.‬

المغرب‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يتأثر‭ ‬بأي‭ ‬إجراء‭ ‬مستقبلي‭ ‬من‭ ‬الجارة‭ ‬الجزائر‭ ‬لأننا‭ ‬اليوم‭ ‬نتوفر‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬تنموية‭ ‬جديدة‭ ‬قوامها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬والتقليص‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جوانبها‭ ‬دعما‭ ‬للوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للوطن‭.‬