السبت 18 مايو 2024
فن وثقافة

الناقد عبد الفتاح الحجمري يقدم رواية شعيب حليفي "خط الزناتي" في لقاء ثقافي بالرباط

 
 
الناقد عبد الفتاح الحجمري يقدم رواية شعيب حليفي "خط الزناتي" في لقاء ثقافي بالرباط الناقد عبدالفتاح الحجمري ورواية شعيب حليفي "خط الزناتي"
احتضن فضاء مكتبة الألفية الثالثة بالرباط يوم الخميس29 فبراير 2024، حفل تقديم وتوقيع رواية "خط الزناتي" للروائي شعيب حليفي، شارك في تقديمها الناقد المغربي د. عبد الفتاح الحجمري، الذي استهل كلمته بالترحيب بجمهور اللقاءات الثقافية للألفية، الذين غص بهم المكان، منوها بما تقوم به هذه المكتبة من جهود في سبيل الاحتفال بالنص الإبداعي المغربي وتقديمه إلى القارئ.
اعتبر الناقد الحجمري في بداية مداخلته بأن رواية "خط الزناتي" أو "مجامر الليل التي لا تنام" إضافة وحلقة أخرى في المنجز الروائي لحليفي مثنيا على ما دأب عليه الكاتب من امتاع بمفاجآته السارة بمختلف متونه الروائية السابقة، مبرزا أن أدبيات الكاتب في هذا النص تأتي في شكل تأملات فلسفية، فهو حينما يصف يهتم بالتفاصيل، مستحضرا كل ثنائيات الظل، ولا يتأتى ذلك بحسب الباحث، الا لمبدع يمتلك عمقا فكريا يمكنه، من حركية التنقل من التراجيديا إلى الكوميديا، مضيفا بأن التفاصيل التي تطفو تارة على سطح النص تتسرب لتعبر طبقاته العمودية والأفقية، تميز الكاتب واصفا تميزه كبطاقة هوية خاصة بالكاتب شعيب حليفي، تفصح عما عجز الواقع عن قوله، إذ يحكيها الروائي بأصوات متعددة، بما فيها أصوات الكائنات المنسية،  يضيف الناقد الحجمري أن البطولة في النص يتقاسمها سواسية كل من الإنسان والحيوان، كنوع من الاحتفاء بالحيوان باستدراجه للمساهمة في تفاصيل روايته، كنسج على درب روائيين مغاربة كبار (زفزاف، الهرادي، شغموم...) في توظيفهم لموضوع الحيوان، داعيا الاكاديميين الحاضرين منهم بهذا اللقاء الثقافي الذي غصت بهم قاعة مكتبة الالفية الثالثة، أن العمل الروائي جدير بالدراسة والتحليل لاغناء البحث العلمي حول هذا النوع من الاجناس الروائية، الذي تتضمنه رواية "الخط الزناتي"، مستحضرا من هذه الرواية قصة خمسة عشر كلبا، تتزعمهم سوسو، وضمنهم الكلب الكرطيط، الذي يغازل نوارة، بما يمتلكه من جمالية لغته الشاعرة.
 وعبر هذا الجنس الروائي استحضر الناقد رواية: "خمسة عشر كلبا" للكاتب الكندي أندريه ألكسيس التي نُشرت عام 2015.
بعد ذلك تناول الكلمة شعيب حليفي، الذي عبر عن سعادته بهذا اللقاء الذي يحضره أهل الفكر والعلم والمعرفة،  ليقول: " سعيد أكثر بتقديم من الناقد عبد الفتاح الحجمري، أمام وجوه طيبة اعرفها حق المعرفة، وأدرك شغفها للكلمة النابعة من الوجدان" .
مشيرا أن العمل الثقافي هو المدخل الأساس لحب الحياة، وأن الأدب في عمومه، جزء من المعرفة التي تساهم في بناء حياة الإنسان؛ موضحا أن خاصية الرواية هو اهتمامها قبل كل شيء بهذه الحياة عبر السؤال عن الذات.
ملخصا كلمته بأنه بامكان العمل الروائي والإبداعي عموما تغيير الثقافات من حسن إلى أحسن. وتقديم تاريخنا المشرق، في ظل ما بات يواجه بلداننا من تحديات مجتمعية أمام التحولات التي يعرفها العالم، مختتما كلامه: "... الذي يحررنا من عقال التخلف هو: القراءة والكتابة". 
واختتم اللقاء بتفاعل واسع من الحضور وتوقيع لنص الرواية.