برز انخراط عناصر البوليساريو في تنظيمات الجماعات الارهابية بمنطقة الساحل الإفريقي بشكل كبير طيلة العقود الماضية، وقد تجسد في العديد من الحالات، سواء تعلق الأمر بالعدد الكبير من الأسر التي التحق أفرادها بالجماعات الإرهابية أو أعداد أرامل الملتحقين اللواتي فقدن أزواجهن.
ضمن دراسة، وثيقة اشتغل عليها محمد الطيار، الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، أبرز هذا الأخير أنه في السنوات الأولى من اندلاع نزاعها مع المغرب حول الصحراء، قامت الجزائر عند تشكيلها لمخيمات تندوف في النصف الأخير من عقد السبعينات من القرن الماضي، بعمليات استهدفت اختطاف العديد من المواطنين المغاربة الصحراويين، من مدن وبوادي الصحراء، وتم نقلهم قسرا إلى نواحي مدينة تندوف، كما قامت بحملة لتهجير سكان البوادي خلال سنتي 1980-1981، من مناطق تيرس، زمور، شمال موريتانيا، ومن الحنك وأركشاش على الحدود المالية الجزائرية.
ومع توالي السنين، ازدادت حدة الأوضاع وظهرت أعداد كبيرة من الشباب العاطل عن العمل. وبحكم أن السلطات الجزائرية تمنع عليهم الاشتغال فوق أراضيها والاندماج بين ساكنة الجنوب، لم يجد شباب المخيمات، وكذا العناصر المجندة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991، مجالا آخر غير احتراف التهريب بكل أنواعه، والانخراط في نشاط الجريمة المنظمة والجماعات المسلحة والإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي.
وبالتالي فالتحاق العديد من الشباب بالجماعات الإرهابية كان نتيجة لظروف إنشاء مخيمات تندوف، وانسداد الأفق أمام الشباب مع توالي السنين، إضافة إلى تشجيع الأمن العسكري الجزائري لعملية انضمامهم للمجموعات الإرهابية التي أنشأها بمنطقة الساحل وأعلنت بيعتها لتنظيم القاعدة، وهي في الحقيقة من صناعة الأمن العسكري الجزائري.