الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

متوكل: الأزمات المالية المستفحلة للأندية.. النقطة السوداء فـي سجل الجامعة الملكية

متوكل: الأزمات المالية المستفحلة للأندية.. النقطة السوداء فـي سجل الجامعة الملكية الصحافي عبد اللطيف متوكل
أعتقد‭ ‬أن‭ ‬حصيلة‭ ‬كل‭ ‬هيئة‭ ‬رياضية‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬حكومية‭ ‬ودستورية‭ ‬أو‭ ‬مدنية‭ ‬«أهلية»،‭ ‬تقتضي‭ ‬تقييما‭ ‬هادئا‭ ‬وعقلانيا‭ ‬وموضوعيا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجوانب،‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬الأمور‭ ‬الإيجابية‭ ‬والسلبية،‭ ‬بهدف‭ ‬تثمين‭ ‬نقاط‭ ‬الضوء،‭ ‬وتقويم‭ ‬وتصحيح‭ ‬مكامن‭ ‬القصور،‭ ‬مع‭ ‬استحضار‭ ‬قيمة‭ ‬وحجم‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المرصودة،‭ ‬ماديا‭ ‬ولوجيستيكيا،‭ ‬وعنصر‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإداري‭ ‬في‭ ‬التدبير‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭.‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفال‭ ‬الجوانب‭ ‬الإيجابية‭ ‬والمضيئة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬ملاعب‭ ‬ومرافق‭ ‬رياضية،‭ ‬وتألق‭ ‬بعض‭ ‬الأندية‭ ‬المغربية‭ ‬قاريا‭ ‬وعربيا،‭ ‬وأخص‭ ‬بالذكر‭ ‬الوداد‭ ‬والرجاء‭ ‬ونهضة‭ ‬بركان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإنجازات‭ ‬الباهرة‭ ‬والتاريخية‭ ‬للمنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬للكبار‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬قطر‭ ‬2022،‭ ‬وباقي‭ ‬المنتخبات‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬للذكور‭ ‬أو‭ ‬الإناث،‭ ‬دون‭ ‬إغفال‭ ‬الإنجازات‭ ‬المبهرة‭ ‬لمنتخب‭ ‬الفوتسال،‭ ‬إفريقيا‭ ‬وعربيا‭ ‬وعالميا‭... ‬

لكن‭ ‬الجوانب‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬مستعصية‭ ‬على‭ ‬المعالجة،‭ ‬تتمثل‭ ‬بالأساس‭ ‬في‭ ‬معضلة‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭ ‬المستفحلة‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬لدى‭ ‬غالبية‭ ‬الأندية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬بجلاء‭ ‬مظاهر‭ ‬العشوائية‭ ‬في‭ ‬التسيير،‭ ‬وخرق‭ ‬القوانين،‭ ‬والتساهل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬مع‭ ‬الخارجين‭ ‬عن‭ ‬مقتضيات‭ ‬الشرعية‭ ‬والمشروعية،‭ ‬وفي‭ ‬انعدام‭ ‬الاستقرار‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإدارة‭ ‬التقنية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وعدم‭  ‬فعالية‭ ‬أدائها‭ ‬وأدوارها‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬للنهوض‭ ‬بالجانب‭ ‬التنافسي‭ ‬للبطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬بقسميها‭ ‬الأول‭ ‬والثاني،‭ ‬والمنافسات‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬بعدها،‭ ‬من‭ ‬المصطلح‭ ‬عليها‭ ‬بالهاوية‭ ‬إلى‭ ‬القسم‭ ‬الشرفي،‭ ‬والتخبط‭ ‬الذي‭ ‬يدار‭ ‬به‭ ‬قطاع‭ ‬التحكيم‭ ‬رغم‭ ‬الوسائل‭ ‬والاعتمادات‭ ‬المالية‭ ‬الكبيرة‭ ‬المسخرة‭ ‬له،‭ ‬والحضور‭ ‬الباهت‭ ‬للهيآت‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬الجامعة،‭ ‬وخاصة‭ ‬العصبة‭ ‬الاحترافية،‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬أدوارها‭ ‬واختصاصاتها‭ ‬كهيئة‭ ‬مستقلة‭ ‬عن‭ ‬المكتب‭ ‬الجامعي،‭ ‬وعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬إقامة‭ ‬المباريات‭ ‬بدون‭ ‬جمهور،‭ ‬وذلك‭ ‬بابتكار‭ ‬حلول‭ ‬وبدائل‭ ‬واقعية‭ ‬وفعالة،‭ ‬بتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬لجنة‭ ‬تقنية‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الكفاءة‭ ‬والخبرة،‭ ‬تتولى‭ ‬مواكبة‭ ‬وتقييم‭ ‬عمل‭ ‬منتخب‭ ‬الكبار،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬ثقة‭ ‬وانسجام‭ ‬مع‭ ‬الناخب‭ ‬الوطني‭.‬

ولابد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬إغفال‭ ‬مسألة‭ ‬تعاقب‭ ‬أربعة‭ ‬مدربين‭ ‬على‭ ‬منتخب‭ ‬الكبار ‬«الزاكي‭ ‬ورونار‭ ‬وخاليلودزيتش‭ ‬والركراكي»،‭ ‬أي‭ ‬تقريبا‭ ‬بمعدل‭ ‬مدربين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬سنتين‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬إثارة‭ ‬النقطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتواصل‭ ‬السيء‭ ‬للركراكي‭ ‬مع‭ ‬الصحافيين،‭ ‬وتقليل‭ ‬الاحترام‭ ‬الواجب‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬التساؤلات‭ ‬والملاحظات‭ ‬المشروعة‭ ‬التي‭ ‬يطرحونها،‭ ‬وتضايقه‭ ‬مرارا‭ ‬منها،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬والتفاعل‭ ‬معها‭ ‬بصدر‭ ‬رحب،‭ ‬ووفق‭ ‬ما‭ ‬تمليه‭ ‬عليه‭ ‬مسؤوليته‭ ‬كناخب‭ ‬وطني‭ ‬مطالب‭ ‬بتقدير‭ ‬واجباته،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الاستفزاز‭ ‬في‭ ‬لقاءاته‭ ‬الصحافية‭.‬