الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

الزبيري: عن أسود الأطلس في "الكان" الإفريقي.. كان وكان وكان 

الزبيري: عن أسود الأطلس في "الكان" الإفريقي.. كان وكان وكان  عادل الزبيري
بخيبة أمل كبيرة، استقبل المغاربة خروجا مبكرا من نهائيات كأس إفريقيا للأمم، في ليلة شتائية باردة، في سنة من جفاف، ووسط أجواء عامة كانت تبشر بأن أسود الأطلس  من الممكن، أن يعودوا من الكوتديفوار باللقب الثاني القاري، في تاريخ الساحرة المستديرة مغربيااا. 

فمن باب الإنصاف التاريخي، هذا أفضل منتخب في تاريخ كرة القدم مغربيا، بأفضل مدرب، بعد أن نجح في الحصول على تذكرة المكان الرابع، في ترتيب منتخبات نهائيات كأس العالم، أي المونديال، في سابقة تاريخية. 

ولكن الواقع الإفريقي، أثبت أن الكرة تطورت كثيرا في القارة السمراء، وأن المنتخبات الإفريقية السمراء وصلت مرحلة من التطور، أقصت تباعا كل منتخبات شمال إفريقيا، بما فيها مصر صاحبة الرقم القياسي في عدد الألقاب قاريا. 

فلأول مرة شعر المغاربة بقساوة الإقصاء المبكر نسبيا، من نهائيات الكان في ساحل العاج، لأن هذا المنتخب المغربي، تسبب في أكبر فرح تاريخي جماعي مغربي، هذه اللعبة فعلا ساحرة، جعلت المغاربة يعلنون أمام العالم أنهم من كبار المنتخبات، ولكن للأسف الشديد، وقع أسود الأطلس في المحظور، وبصموا على مشاركة متواضعة جدا. 

لم بقدم وليد الركراكي كمدرب أي جديد  في الجمل التكتيكية، ولا في اللاعبين الذين يحملون القميص المغربي، واستمرت إشكالية عويصة، هي كيفية الوصول بسهولة وبسلاسة إلى شباك المنتخبات الأخرى. 

وبكل موضوعية، غابت روح النية التي أظهرت العالم على ملاعب قطر المونديالية، وغاب الكابتن وليد الركراكي، الطباخ الماهر، والقائد الناجع، في تحضير الوصفات التي أسقطت منتخبات بلجيكا وإسبانيا والبرتغال. 

صدمني منتخب المغرب لكرة القدم في ملاعب الكوتديفوار، في ثاني وفي ثالث مباريات دوري المجموعات، انهار المنتخب المغربي في الشوط الثاني، لم يستطع رفع غلة الأهداف، ما دفعني في الدخول في حالة خوف استباقي، الإقصاء المبكر بات قريبااا جدااا من هذا الكان الإفريقي. 

غابت عن المنتخب المغربي لكرة القدم الواقعية والنجاعة والفعالية، فهل عادت كرة القدم المغربية إلى سابق عهدها أي تواضع المستوى والنتائج؟ هل أسود الأطلس قادرون على الزئير الجماعي في محافل كروية قارية أو عالمية مستقبلا من جديد؟؟؟ 

أعتقد أن كرة القدم من أسباب الفرح الفردي والجماعي تاريخيا في المغرب، ووجب ربط المسؤولية بالمحاسبة فيها، مع ربط أسود الأطلس بالدوري المغربي عبر العمل على تطوير الدوري المحلي للعبة، واستقطاب لاعبين أفارقة للاحتكاك باللاعبين المغاربة، والشروع في تطوير اللعبة الأشهر مغربيا، للبدأ في صناعة اللاعبين المحليين  وتصديرهم إلى كبريات الدوريات العالمية. 

فبقدر ما أفرحنا في المغرب أسود الأطلس بما قدموه من ملاحم في قطر، بقدر ما كان السقوط مدويا وموجعا ومؤلما جدا في الكوتديفوار.