Thursday 1 May 2025
سياسة

محمد الطيار: عقيدة النظام العسكري الجزائري تتسم بالعدوانية وخلق بيئة غير آمنة في المنطقة

محمد الطيار: عقيدة النظام العسكري الجزائري تتسم بالعدوانية وخلق بيئة غير آمنة في المنطقة محمد الطيار، باحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية
يرى‭ ‬محمد‭ ‬الطيار؛‭ ‬باحث‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والأمنية،‭ ‬أن‭ ‬عقيدة‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬تتسم‭ ‬بالعدوانية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير؛‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬السفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬روبرت‭ ‬فورد‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬تطرق‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬برقية‭ ‬دبلوماسية‭ ‬بعثها‭ ‬الى‭ ‬واشنطن‭  ‬تعود‭ ‬الى‭ ‬عام‭ ‬2008؛‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭: ‬‮«‬قيادة‭ ‬الجزائر‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬حادي‭ ‬الطباع‭ ‬والمصابين‭ ‬بجنون‭ ‬الارتياب‮»‬،‭ ‬وهذه‭ ‬الصفات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬سمات‭ ‬عقيدة‭ ‬خاصة‭ ‬تشكلت‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬وتمظهرت‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات،‭ ‬مضيفا‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬العقيدة‭ ‬تمد‭ ‬الفاعلين‭ ‬الأمنيين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬بإطار‭ ‬نظري‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لفرنسا،‭ ‬وأهداف‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭.‬
 
 
ما‭ ‬هي‭ ‬قراءتك‭ ‬لاستمرار‭ ‬المناوشات‭ ‬الجزائرية‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬وآخرها‭ ‬تصريح‭ ‬المدرب‭ ‬عمروش‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا؟
فيما‭ ‬يخص‭ ‬استمرار‭ ‬مناوشات‭ ‬واستفزازات‭ ‬الجزائر‭ ‬للمغرب‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الجديد،‭ ‬فالجزائر‭ ‬ربطت‭ ‬وجودها‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬بعقيدة‭ ‬تؤطر‭ ‬الفاعلين‭ ‬الأمنيين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭. ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬نتطرق‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬العقيدة‭ ‬ينبغي‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬جذورها‭ ‬لكي‭ ‬نفهم‭ ‬طبيعة‭ ‬الصراع‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬أولا‭ ‬لما‭ ‬قامت‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية‭ ‬انخرط‭ ‬المغرب‭ ‬ملكا‭ ‬وشعبا‭ ‬في‭ ‬مساندتها‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬فهناك‭ ‬خطاب‭ ‬تاريخي‭ ‬للملك‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬بمقر‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬يطالب‭ ‬فيه‭  ‬باستقلال‭ ‬الجزائر‭ ‬وانسحاب‭ ‬فرنسا،‭ ‬كما‭ ‬انخرط‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه‭ ‬في‭ ‬مساندة‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬بالمال‭ ‬والعتاد‭ ‬العسكري‭ ‬والدعم‭ ‬بكافة‭ ‬أشكاله‭. ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬حصول‭ ‬الجزائر‭ ‬على‭ ‬الاستقلال،‭ ‬وهو‭ ‬استقلال‭ ‬مشروط‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬فرنسا‭ ‬والجزائر‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مجالات‭ ‬(في‭ ‬المجالات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى)،‭ ‬ولما‭ ‬وقع‭ ‬انقلاب‭ ‬هواري‭ ‬بومديان‭ ‬وبن‭ ‬بلة‭ ‬على‭ ‬قادة‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية‭ ‬الحقيقيين‭ ‬وتنفيذ‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاغتيالات‭ ‬ضد‭ ‬قادة‭ ‬الثورة‭ ‬الجزائرية‭ ‬وسجن‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬وهروب‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬الى‭ ‬المغرب‭ ‬واسبانيا‭ ‬وملاحقة‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬واغتيالهم‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬سيطر‭ ‬الجناح‭ ‬الموالي‭ ‬لفرنسا‭ ‬واعتمد‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬ضباط‭ ‬سابقين‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬والمخابرات‭ ‬الفرنسية‭ ‬وسطر‭ ‬لنفسه‭ ‬سياسة‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭  ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬الراحل‭ ‬شارل‭ ‬ديغول‭ ‬والتي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭  ‬محاصرة‭ ‬المغرب‭ ‬ومنعه‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬عمقه‭ ‬الافريقي‭‬، ومن‭ ‬القيام‭ ‬بدوره‭ ‬التاريخي‭ ‬المركزي‭  ‬والريادي‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬طيلة‭ ‬قرون‭  ‬في‭ ‬إفريقيا‭. ‬فأصبحت‭ ‬مهمة‭ ‬الهواري‭ ‬بومدين‭ ‬ومعاونيه،‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬فرنسا‭ ‬السابقين،‭ ‬هي‭ ‬تنزيل‭  ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬شارل‭ ‬ديغول‭ ‬والتي‭ ‬تقوم‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬غرب‭  ‬افريقيا‭ ‬ومنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬بإلحاق‭ ‬الصحراء‭ ‬الشرقية‭ ‬المغربية‭ ‬بالجزائر‭ ‬لقطع‭ ‬تواصله‭ ‬المباشر‭ ‬بمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬الافريقي،‭ ‬كما‭ ‬دفع‭ ‬الهواري‭ ‬بومدين‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬المختار‭ ‬ولد‭ ‬دادة‭ ‬لإقحام‭ ‬موريتانيا‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬بالصحراء‭ ‬لما‭ ‬أراد‭ ‬المغرب‭ ‬استكمال‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭ ‬بعد‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬استرجاع‭ ‬طرفاية‭ ‬وسيدي‭ ‬إيفني،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬تجميد‭ ‬المسلسل‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬اعتمده‭ ‬المغرب‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استرجاع‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬مستعملا‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬ولما‭ ‬تمكن‭ ‬المرحوم‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬هذا‭ ‬العائق،‭ ‬قام‭ ‬الهواري‭ ‬بومدين‭ ‬باحتضان‭ ‬البوليساريو‭ ‬بمساعدة‭ ‬اسبانيا‭ ‬كميليشيات‭ ‬انفصالية،‭ ‬وقام‭ ‬بإقامة‭   ‬المخيمات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تندوف،‭ ‬وجلب‭ ‬إليها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مواطني‭ ‬مالي‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬أزواد‭ ‬ومن‭ ‬موريتانيا‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬الصحراويين‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬ساكنة‭ ‬تندوف‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬الفقر،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬جلب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اختطافهم‭ ‬سنتين‭ ‬1979‭ ‬و1980‭ ‬من‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬(من‭ ‬مناطق‭ ‬آسا‭ ‬ولبيرات‭ ‬وفم‭ ‬الحصن‭ ‬وطانطان‭ ‬والسمارة‭..‬).‭ ‬لذلك‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬فالأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشروع‭ ‬استعماري‭ ‬قديم‭ ‬والجزائر‭  ‬ليست‭ ‬الا‭  ‬أداة‭. ‬
 
ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬سمات‭ ‬عقيدة‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص؟‭ ‬
‬هذه‭ ‬العقيدة‭ ‬تتسم‭ ‬بالعدوانية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وقد‭ ‬شخص‭ ‬السفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬وضعيتهم‭ ‬النفسية،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭  ‬السفير‭ ‬«روبرت‭ ‬فورد»‭ ‬في‭ ‬برقية‭ ‬دبلوماسية‭ ‬بعثها‭ ‬الى‭ ‬واشنطن‭  ‬تعود‭ ‬الى‭ ‬عام 2008: "قيادة‭ ‬الجزائر‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬حادي‭ ‬الطباع‭ ‬والمصابين‭ ‬بجنون‭ ‬الارتياب"،‭ ‬وهذه‭ ‬الصفات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬سمات‭ ‬عقيدة‭ ‬خاصة‭ ‬تشكلت‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬وتمظهرت‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناسبات‭. ‬وكما‭ ‬قلت‭ ‬فهي‭ ‬تمد‭ ‬الفاعلين‭ ‬الأمنيين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬بإطار‭ ‬نظري‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لفرنسا،‭ ‬وأهداف‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭.‬‭ ‬لذلك‭ ‬فالنظام‭  ‬الجزائري‭ ‬قد‭ ‬بنى‭ ‬عقيدته‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬العداء‭ ‬للمغرب،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬غير‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬محيطه‭ ‬الإقليمي‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬ليبيا‭ ‬أو‭ ‬مالي‭ ‬أو‭ ‬النيجر،‭ ‬وبالأساس‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬موريتانيا‭. ‬خلق‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬توظيف‭ ‬الإرهاب،‭ ‬أي‭ ‬الجماعات‭ ‬التي‭ ‬تحسب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬وهي‭ ‬تابعة‭ ‬للأمن‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري،‭ ‬ومحاولة‭ ‬اختراق‭ ‬النسيج‭ ‬السياسي‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬وتوظيف‭ ‬بعض‭ ‬العملاء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬ومالي‭ ‬وليبيا‭ ‬والنيجر‭ ‬موريتانيا،‭ ‬وتوظيف‭ ‬ميليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬وعملائها‭ ‬داخل‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭. ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬نستغرب‭ ‬في‭ ‬كون‭ ‬وجود‭ ‬الجزائر‭ ‬كدولة‭ ‬واستمراريتها‭ ‬مرتبط‭ ‬أساسا‭ ‬بالعداء‭ ‬للمغرب،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاستنفار‭ ‬داخل‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭. ‬فالمغرب‭ ‬–‭ ‬حسب‭ ‬هذه‭ ‬العقيدة‭ ‬–‭ ‬يتربص‭ ‬بالجزائر‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬مستهدفة‭ ‬من‭  ‬طرف‭ ‬جيرانها‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتصور‭ ‬تغييرا‭  ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬الجزائر‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬دواليب‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدولة،‭ ‬وما‭ ‬دام‭ ‬يخدم‭  ‬بكل‭ ‬طاقته‭ ‬استراتيجية‭  ‬مسطرة‭  ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬شارل‭ ‬ديغول‭ ‬ولازالت‭ ‬مستمرة،‭  ‬تستهدف‭ ‬تطويق‭ ‬المغرب‭ ‬وعزله،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬استرجاع‭ ‬مكانته‭ ‬السياسية‭ ‬والريادية‭ ‬كدولة‭ ‬وأمة‭ ‬مركزية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وفي‭ ‬حوض‭  ‬البحر‭ ‬الابيض‭ ‬المتوسط‭. ‬هذه‭ ‬العقيدة‭ ‬توظف‭ ‬كل‭ ‬مقدرات‭  ‬الشعب‭ ‬الجزائري،‭ ‬سواء‭ ‬الغاز‭ ‬والنفط‭ ‬وغيرهما،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭.‬
 
ماذا‭ ‬عن‭ ‬انحسار‭ ‬الدور‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬رغم‭ ‬تبني‭ ‬عقيدة‭ ‬العداء‭ ‬ضد‭ ‬المغرب؟‭ ‬
كما‭ ‬تلاحظ،‭ ‬فإنه‭ ‬كلما‭ ‬تقلص‭ ‬نفوذ‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬منظمة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬كلما‭ ‬تقلص‭ ‬نفوذ‭ ‬الجزائر‭ ‬وازداد‭ ‬انكماشا،‭ ‬فنفوذ‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬مرتبط‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬بنفوذ‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭. ‬فالجزائر‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالأبناك‭ ‬الفرنسية،‭ ‬وأوراقها‭ ‬المالية‭ ‬تطبع‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬وهي‭ ‬أيضا‭ ‬مرتبطة‭ ‬بفرنسا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأمور‭  ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭. ‬لذلك‭ ‬فانحسار‭ ‬الدور‭ ‬الجزائري‭ ‬مرتبط‭ ‬بتراجع‭ ‬الدور‭ ‬الفرنسي،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭. ‬وكما‭ ‬تعلم‭ ‬فإن‭ ‬فرنسا‭ ‬لم‭ ‬تخرج‭ ‬لحد‭ ‬الآن‭ ‬بموقف‭ ‬صريح‭ ‬وواضح‭ ‬حول‭ ‬سيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬صحرائه،‭ ‬وهي‭ ‬تناور‭ ‬وتنافق‭ ‬وتحاول‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬وابتزازه،‭ ‬وتستعمل‭ ‬بعض‭ ‬المصطلحات‭ ‬من‭ ‬قاموس‭ ‬النفاق‭ ‬السياسي،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الترحيب‭ ‬بمقترح‭  ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬أو‭ ‬تأييده،‭ ‬وهي‭ ‬لازالت‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ضمن‭ ‬المنطقة‭ ‬الرمادية‭ ‬بحكم‭ ‬أن‭  ‬الترحيب‭ ‬أو‭ ‬تأييد‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بسيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬صحرائه،‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬الاقرار‭ ‬بأنه‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭ ‬لحل‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭.