الخميس 6 فبراير 2025
مجتمع

بعد تفويت قطاع الماء والإنارة العمومية للخواص.. ما مآل احتجاجات سكان فكيك؟

بعد تفويت قطاع الماء والإنارة العمومية للخواص.. ما مآل احتجاجات سكان فكيك؟ مشهد من مسيرة احتجاجية لساكنة فكيك
مرت ثلاثة شهورعلى احتجاجات سكان فكيك دون أن يظهر في الأفق حل لهذا الاحتقان الاجتماعي على خلفية اتخاد المجلس الجماعي قرار تفويت قطاع الماء الصالح للشرب والإنارة العمومية والتطهير السائل لفائدة شركة جهوية، وقد اتخذت هذه الاحتجاجات بعدا اجتماعيا واسعا محليا، ووطنيا، ودوليا عبر الجالية المنحدرة من فكيك في الخارج.
وكانت هذه الاحتجاجات السلمية فرصة للمتظاهرين للتعبير عن غضبهم مما يطال البلدة ومحيطها الحيوي من تهميش في كافة مناحي الحياة، رغم أن الإحصائيات الرسمية تضع إقليم فكيك ضمن دائرة الهشاشة، والفقر، والإقصاء، إضافة إلى الاختناق الناتج عن تقليص مجالهم الحيوي، واستئصال أراضي وبساتين النخيل من طرف الجزائر، على خلفية اتفاقية الحدود المجحفة، وتضييق هذا المجال الحيوي بما يُطلق عليه تخصيصها مناطق عسكرية مغربية، رغم أن خط الحدود الدولية توجد على بعد كلمترات عن المسافة صفر.
ويشعرسكان فكيك كما أن المغرب يسقط من جديد، في فرض منطقة عازلة على ترابه، سرعان ما تبتلعها القوات الجزائرية في صمت، لفرض وضع جديد مماثل لوضع الشريط العازل في الصحراء الجنوبية.
ويعتبر سكان فكيك أن تفويت قطاع الماء للشركة الجهوية المفتوح رأسمالها للقطاعين العمومي والخاص، سطوا على قطاع حيوي بنوه بتضامنهم، ولم يكن إنجازا من طرف الدولة منذ بداية ستينيات القرن الماضي.
ورغم أن هذه الاحتجاجات شبه يومية وأسبوعية، لم تتخذ السلطات الإقليمية والجهوية أية خطوة في اتجاه إيجاد حل لوضع حد لهذا الاحتقان رغم أن الموضوع طُرح على وزير الداخلية في البرلمان من طرف هيآت سياسية. فماهي الحلول المتبقية للسكان؟
أولا، أن يقوم المجلس الجماعي لفكيك بالدعوة لدورة استثنائية، بنقطة فريدة، لإلغاء قرار تفويت قطاع الماء الصالح للشرب والإنارة العمومية والتطهير السائل، وسيكون قد حقق انتصارا جماهيريا، وإذا تم رفض الدعوة للدورة الاستثنائية من طرف سلطة الوصاية، يقدم كل أعضاء المجلس الجماعي استقالة طواعية لحفظ ماء الوجه، والتعبير عن حسن النية تجاه السكان، وفتح مجال إعادة الانتخابات الجزئية لانتخاب مجلس جماعي بديل.
ثانيا، أن تقوم الإدارة الترابية تلقائيا بإلغاء قرار التفويت لاعتبارات خاصة لا تحتاج لتبرير، وستحقق هدفين (عودة الحياة العادية للبلدة وإنهاء السكان لاحتجاجاتهم).
ثالثا، في انتظار تحقيق أحد الحلين المذكورية، نقترح على الهيآت المنظمة للاحتجاجات بفكيك الدعوة للتسجيل بكثافة في اللوائح الانتخابية للتحكم في القرار السياسي في الانتخابات المقبلة، علما أن معظم المحتجين، خاصة الشباب منهم، غير مسجلين في هذه اللوائح الانتخابية. فبالمشاركة المكثفة في الانتخابات المقبلة يمكن لسكان فكيك اختيار من يمثلهم في كل الهيآت التمثيلية، محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا. ما دون ذلك سيستمر الجميع في التباكي والتحسر وستبقى دار لقمان كما هي عليه.