اتصلت جريدة "أنفاس بريس" بالأستاذ الباحث في علوم الرياضة، زكرياء لحرش، وطرحت عليه سؤالا حول أحقية وفعالية قرار إجراء ديربي الرجاء والوداد بدون جمهور في مكافحة شغب الملاعب، فكان الجواب كالتالي:
"عندما يتعلق الأمر بمعالجة ظاهرة الشغب في الملاعب الوطنية، تعودنا مع الأسف على ردود أفعال أكثر من الحلول المدروسة والمؤطرة. فعندما يتخذ قرار لعب مباراة كالديربي بين الرجاء والوداد بدون جمهور، يكون الخاسر الأكبر هو النادي، والحديث هنا مثلا عن فريقي الرجاء والوداد اللذين عانيا أكثر من مرة من غياب جماهيرهما ماديا عبر مداخيل المباريات أو معنويا في غياب حافز مهم للاعبين يتجلى في التشجيعات. وأيضا يجب ألا ننسى الخسائر المتعلقة بفرص تسويق المنتوج الكروي المغربي عبر مباريات تعرف زخما ومتابعة جماهيرية كبيرة، كما هو الحال في اسبانيا أو فرنسا أو غيرها من الدول المجاورة والرائدة في هذا المجال.
ظاهرة الشغب في الملاعب المغربية لا تتعلق بمقابلة دون أخرى، ومكافحتها تستوجب تظافر جهود جميع الفاعلين الرياضيين على اختلاف مسؤولياتهم ومواقعهم. فقرار منع الجماهير أو إقفال أبواب الملاعب في وجه الجماهير ليس ولن يكون حلا سحريا بل يساهم فقط في نقل العنف وأعمال الشغب من الملعب ومحيطه الى أماكن أخرى من بينها الأحياء على غرار ما جرى يوم أمس الإثنين 01 يناير بحي سيدي البرنوصي في الدار البيضاء. ويجب ألا ننسى أن الملاعب الوطنية تعتبر ملاذا وفرصة لعدد كبير من الجماهير المغربية الشابة في معظمها، لتفريغ طاقاتها السلبية والعنيفة في ظل النقص الكبير في الأنشطة الثقافية والرياضية المؤطرة التي تعاني منها معظم المدن المغربية.