الأربعاء 27 نوفمبر 2024
اقتصاد

المهندس الفلاحي أيت حمو: هذه تجليات نجاح الندوة الدولية حول الصبار بمراكش

المهندس الفلاحي أيت حمو: هذه تجليات نجاح الندوة الدولية حول الصبار بمراكش عبدالرحمان أيت حمو
انعقدت بمراكش خلال أيام 12، 13 و 14 دجنبر 2023، ندوة دولية لتعزيز القدرات لمراقبة وإدارة الصبار وآفة الحشرة القرمزية على مستوى دول حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.
الجهة المنظمة لهذا اللقاء هي الشبكة الدولية للتعاون التقني في مجال زراعة التين الشوكي التابعة لمنظمة الزراعة والتغذية، التي يوجد مقرها بروما.
ولتسليط الضوء على تفاصيل هذا الحدث، حاورت "أنفاس بريس" المهندس الفلاحي، عبدالرحمان أيت حمو، وهو عضو في ذات الشبكة ومنسقها الجهوي على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط.
 
 
بداية، نبذة عن الشبكة وأهدافها؟
الشبكة الدولية للتعاون التقني في مجال زراعة التين الشوكي (FAO-ICARDA-CactusNet) تأسست بالمكسيك خلال صيف 1993. وهي شبكة استشارية تابعة للمنظمة الأممية للزراعة و التغذية (FAO) ومن أهدافها:
* جمع ونشر المعلومات عن إنتاج الصبار
* تسهيل جمع واستخدام الأصول الوراثية
* تعزيز الفوائد البيئية والاجتماعية للصبار
* العمل مع الشركاء في مختلف الدول لتحسين القدرات التقنية.
وتقوم الشبكة بعقد مؤتمرات دولية كل ثلاث سنوات. وكان المغرب قد استضاف المؤتمر العاشر (أكادير 2010)، كما تقوم بإصدار نشرات وكتب تقنية حول زراعة و تثمين التين الشوكي. يمكن الحصول عليها من خلال الموقع الإلكتروني
https://dgroups.org/fao/cactusnet
أدعو كل مهتم بزراعة التين الشوكي أن ينضم لهذه الشبكة التقنية والتسجيل في الموقع المشار إليه قصد متابعة ماينشر من معلومات حول الموضوع.
 
ماهي الدول التي شاركت في أشغال الندوة؟ وأهم النتائج؟
شارك في الندوة خبراء من عدة دول ومنها تونس، الأردن، مصر، سوريا، المملكة العربية السعودية، فلسطين، لبنان وعمان وإثيوبيا. كما شارك ممثلا سوريا و لبنان عبر تقنية الفيديو عن بعد. المشاركون قدموا عروضا حول وضعية قطاع التين الشوكي وآفة الحشرة القرمزية في بلدانهم. كما شارك منسقو الشبكة وهم من المغرب، تونس، الشيلي، الأرجنتين، المكسيك، اسبانيا، جنوب افريقيا، إيطاليا، اليابان بالإضافة إلى ممثلي مكاتب الفاو بروما ،الرباط، القاهرة وتونس.
تميزت الندوة بالعروض القيمة التي استفاضت في تقديم التجارب في البلدان المشاركة، واتفق المشاركون على أهمية زراعة التين الشوكي في ظل التغيرات المناخية وكذلك على التحديات التي تطرحها آفة الحشرة القرمزية وضرورة التعاون بين الدول المعنية في محاربة هذه الآفة.
تميزت الندوة بزيارة ميدانية لمنطقة الرحامنة حيث وقف المشاركون على تجارب فريدة لبعض المزارعين الشباب الذين نجحوا في السيطرة على الحشرة القرمزية وتمكنوا من تأمين إنتاج الفاكهة وتحقيق أرباح معتبرة.
ومن الأنشطة المميزة لهذه الندوة هي زيارة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير. وبعد التجول في مرافق الجامعة وزيارة مختلف المختبرات عبر الخبراء الضيوف عن بالغ إعجابهم بمستوى التكوين والبحث العلمي وكذلك الخدمات والخبرة التي تقدمها هذه المؤسسة المرموقة. وقد عرض أساتذة باحثون من هذه الجامعة نتائج مبتكرة تعتمد على وسائل صديقة للبيئة في محاربة الحشرة القرمزية.
وعبر المشاركون عن تطلعهم لخلق شراكة تعاون بين الجامعة والشبكة الدولية للتين الشوكي.
 
بصفتك المنسق الجهوي للشبكة، كيف تقيم الوضع الحالي للحشرة القرمزية في دول حوض البحر الأبيض المتوسط؟
باستثناء تركيا، إيطاليا، اليونان وربما مصر وليبيا، كل الدول المتوسطية عرفت انتشار الحشرة القرمزية بدرجات مختلفة. ففي المغرب أصبحت الآفة منتشرة في كل الجهات و تأسفت لوصول الحشرة إلى إقليم الحسيمة مما يهدد فاكهة الدلاحية التي يتميز مذاقها بنكهة خاصة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الصنف كان قد استفاد من ترميز بالبيان الجغرافي المحمي لذلك يجب بدل كل الجهود لحمايتها.
في الجزائر انتشرت الحشرة القرمزية بالولايات الغربية للبلاد كتلمسانو عين تموشنت. أما في تونس، التي زرتها أياما قبل ندوة مراكش، فالوضع مقلق جدا. فبعد دخول الحشرة القرمزية من الساحل الشرقي عبر بوابة مدينة المهدية انتشرت في ولايات كثيرة كالقيروان، سيدي بوزيد، وصفاقس. وخلال جولتي في تونس، شاركت أصدقائي هناك مقترحات لتفادي وصول الحشرة إلى ولاية القصرين التي تعتبر أهم مناطق الإنتاج. وتواصل الحشرة القرمزية انتشارها في دول الشرق الأوسط و خاصة بالأردن، سورية، فلسطين ولبنان.
أما في إسبانيا فالوضع مختلف. الإسبان قاموا بجلب الحشرة القرمزية لوقف انتشار صنف من التين الشوكي (نوع Opuntia stricta) الذي يعتبرونه نباتا غازيا لكن هناك مزارعون إسبان يحاربون الحشرة للحفاظ على الصبار الأملس كزراعة بديلة لمواجهة ظاهرة الجفاف المتواصل. وفي البرتغال، أعتقد بظهور بؤرة أولي بالساحل الجنوبي.
 
كيف ترى مستقبل زراعة التين الشوكي بالمغرب ؟
مستقبل واعد وتفاؤلي يستند إلى معطيات أهمها:
- تزايد عدد المزارعين الشباب الذين يعملون بجد للحفاظ على مزارع الصبار (المراقبة المستمرة و المكافحة بمواد طبيعية).
- نجاح تجارب المحاربة البيولوجية باستعمالدعسوقة (Hyperaspistrifurcata) تم جلبها من المكسيك.
- توفر المغرب على أصناف عديدة من الصبار المقاوم والتي يجب التسريع في إنتاج شتائلها بوفرة وذلك باعتماد تقنيات حديثة.
 
زيارة وفد من الشبكة الدولية للتعاون التقني في مجال زراعة التين الشوكي
لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير