المجاهد الجيلالي بن أحمد بن المختار السباعي الإدريسي، تنوعت ثقافته بين الفقه والشعر والتصوف. ينحدر من قبيلة أولاد ابي السباع فخد لعبيدات، ازداد بضواحي مراكش .
حركته الجهادية ضد نابوليون تم طمسها بل نسبت ظلما إلى مراد المملوكي في حين أن التخطيط وجمع المال والمجاهدين من الحجاز أو المغرب وصعيد مصر، كان من تدبير الشيخ الجيلالي كما ورد ذكره في قصائد الحوز وفي ميلوديات العيطة الحوزية التي يمكن اعتبارها نصا واحدا يتمحور حول الإحتفاء برجال المقاومة والجهاد ضد كل من يحاول اغتصاب الأرض .
بالرجوع إلى عيطة "الواد الواد" فهي تمجيد واحتفاء بهذا البطل القومي المغربي الذي وضع حدا لحملة نابليون بمصر ، وما عنوان القصيدة إلا إشارة إلى نهر النيل بمصر الذي تم إغراق إثنى عشر سفينة لحملة نابليون واستشهاد الجيلالي بن أحمد بن المختار السوسي السباعي الإدريسي في هذه المعركة ليدفن في مصر.
تأسيسا على هذه المعطيات وجب تغيير علاقتنا مع العيطة والقصيدة الشفوية الشعبية التي تعطي انطباعا بأن الثقافة المغربية سواء على مستوى القول الشعري أو على مستوى الغناء لم تكن تعيش انحطاطا كما دأبت حركة النقد على وسم هذه المرحلة ظلما بالإنحطاط بل تنتج رموزها ودلائلها من أديم ارضها وبعرق صناعها التقليديين الذين انتجوا فنونا تنطق جمالا ممهورا بأنفاس متصوفيها وبعشق المغاربة المتيمين بالأرض وقدسيتها.
لقد خص فنانو الحوز وشعرائها قصيدتان احتفت بهما العيطة الحوزية واحدة هي عيطة "الواد الواد"، والثانية عيطة "الخادم" وخاصة في ادورها الأخيرة من معمارها :
" أميمتي كاع سارو
آه اوليد عمي
آه أراسي اودي
ابابا لي بغا لامة إتعامة
آه اوليد عمي
آه أراسي اودي
ابابا لي بغا لامة إتعامة
الشيخ الجيلالي كالو مات
الله إرحمو
طار لحديد سار بعيد
الله اسيدي كان علام وطوى لعلام
الله اسيدي خرجوني نشوف بعيني
الله اسيدي ما ضربتو ما قلتونا"
الله إرحمو
طار لحديد سار بعيد
الله اسيدي كان علام وطوى لعلام
الله اسيدي خرجوني نشوف بعيني
الله اسيدي ما ضربتو ما قلتونا"
الإشارة الوحيدة من خارج القول الحوزي ستأتي من الملحون في قصيدة الماصرية لابن علي شريف
"سبحان من فرض علينا الجهاد فرض واجب واخبار كل موت في الجهاد وكل خير يغنام بالجهاد تقوى
الإسلام في النصارى "
"سبحان من فرض علينا الجهاد فرض واجب واخبار كل موت في الجهاد وكل خير يغنام بالجهاد تقوى
الإسلام في النصارى "
إن العيطة الحوزية بشكل خاص والمغربية تستوجب تجديد علاقتنا معها لكي تبوح للمتعاطي معها بأسرارها وتظهر كافة مفاتنها وثرائها وثروتها الرمزية والتاريخية لأنها حكايات ملاحم لرجال يكتبون التاريخ عمليا أو فنيا ممهورا بتصوف الزاهدين وعشق وصلوات العابدين ، فداك نسغ الحضارة المغربية الخيمة التي تجمع الكل مانحة القوة وصانعة امال واحلام المستقبل. يتبع