الخميس 6 فبراير 2025
مجتمع

حملة والي البيضاء لتحرير الملك العمومي تحت مجهر رسام وحاليم

حملة والي البيضاء لتحرير الملك العمومي تحت مجهر رسام وحاليم تحرير الملك العمومي بسوق بئر لحلو باسباتة، وفي الإطار الوالي مهيدية ورسام وزهور حاليم
عبد الله (إسم مستعار)، بائع سمك بسوق بئر لحلو في مقاطعة اسباتة بالبيضاء، هذا الشاب اعتاد منذ سنوات بيع السمك في هذا السوق الذي "نبت" في سنوات ثمانينات القرن العشرين ضد رغبة سكان الحي، خاصة أن السوق تم بناؤه في مكان حديقة صغيرة كانت تشكل المتنفس الوحيد لمجموعة من الأطفال.

الحياة انقلبت يوم الخميس 30 نونبر 2023 رأسا على عقب بالنسبة لهذا الشباب فقد قررت السلطات المحلية في عمالة مقاطعات ابن امسيك تحريك جرافاتها من لتحرير الملك العمومي كما هو الحال في العديد من المناطق البيضاوية التي تعرف هذه الحملة، وتهدف منها القضاء على ظاهرة الأسواق العشوائية بالبيضاء.

عبد الله أكد أنه ليس ضد تحرير الملك العمومي، ولكن لابد من إيجاد بديل للعديد من الشباب الذين اعتادوا منذ سنوات طويلة على امتهان التجارة في هذا السوق. وأضاف أنه قبل القيام بأي حملة لابد في البداية من التفكير في البدائل بالنسبة للعشرات من المواطنين الذين يعد هذا السوق المصدر الوحيد لرزقهم.

وإذا كان عبد الله متذمرا من حملة تحرير الملك العمومي في سوق بئر لحلو كما الحال بالنسبة إلى العديد من الباعة في الكثير من الأسواق بالبيضاء، فإن مجموعة من المواطنين استبشروا خيرا بالحملة التي يقودها الوالي امهيدية في العاصمة الاقتصادية، والتي ذكرت العديد من المتتبعين بالحملة التي تبناها الوالي الأسبق إدريس بنهيمة بداية الألفية الحالية، التي توقفت مباشرة بعدما غادر بنهيمة مقر ولاية الجهة.

مواطنون اعتبروا أن الدارالبيضاء أمام فرصة ذهبية حاليا من أجل القطع مع كل المظاهر العشوائية، خاصة أن الأنظار ستتوجه إلى العاصمة الاقتصادية خلال السنوات المقبلة، سيما مع حدث تنظيم كأس العالم 2030، ولا يعقل أن تستمر الأسواق العشوائية بالمدينة، لأن ذلك يشوه صورتها ويزيد من حدة الفوضى التي تعرفها. وأضاف بعض من المدافعين عن حملة الوالي الجديد أن من غير المعقول التعامل بمنطق "كم حاجة قضيناها بتركها" مع ملف الأسواق العشوائية في البيضاء، محذرين من فشل هذه الحملة وعودة "حليمة إلى عادتها القديمة"، كما كان يحدث في السنوات الأخيرة.

وليست هذه أول حملة تقوم بها السلطات المحلية في البيضاء ضد ظاهرة "الفراشة"، بل هناك الكثير من الحملات التي تمت سابقا و توقفت في الأسابيع الأولى وعاد الباعة إلى نشاطهم وكأن أي شيء لم يكن، ما يجعل عددهم يضاعف بشكل كبير سنة بعض أخرى، فمع أي تجمع سكني جديد يظهر سوق عشوائي وهذا يرجع، حسب بعض المتتبعين، إلى مشكل البطالة لدى الكثير من الشباب وتوالي سنوات الجفاف، حيث لا طريق للعديد من الأسر سوى "البيع والشراء" في هذه المنطقة أو تلك.

وكانت السلطات العمومية جربت في الدارالبيضاء الكثير من التجارب لاستئصال ظاهرة "الفراشة"، ومن بينها الأسواق النموذجية أو الاستعانة بجدران بعض المدارس كما حدث في عين الشق واسباتة، ولكن هذه التجارب فشلت، (باستثناء تجربة عمالة مقاطعة سيدي البرنوصي التي أطلقها العامل السابق حبوها) ولم تتمكن من وضع حل لقضية تثير الكثير من الجدل منذ عقود طويلة، ما يجعل لعبة "القط والفأر" تتوالى بالمدينة بين السلطات والباعة، فهل ستكون الحملة الأخيرة السطر الأخير في هذه القضية؟ أم أن "حليمة ستعود من جديد إلى عادتها القديمة" ضاربة كل النوايا الحسنة لتنظيم البيضاء بعرض الحائط.
 
جواد رسام، نائب رئيس مقاطعة سيدي بليوط بالبيضاء
تحرير الملك العمومي بالبيضاء يتطلب مقاربة جماعية
تعرف مدينة الدارالبيضاء هذه الأيام حملة لتحرير الملك العمومي في مختلف مناطق المدينة، وحاليا الدارالبيضاء تعيش على وقع "الترييف"، وحينما نتحدث عن استغلال الملك العمومي لا نقصد من خلال كلامنا الباعة الجائلين فقط، ولكن هناك قطاعات منظمة تقوم هي الأخرى باحتلال الملك العمومي بتواطؤ مع بعض الجهات، ولابد أن يكون تحرير الملك العمومي شاملا في جميع مناطق المدينة، ولا يمكننا حاليا إلا أن نكون مع هذه الحملة ولكن  ليس بهذا الشكل، لأنه سيكون لذلك مخلفات. وأكبر دليل هي الوقفات الاحتجاجية المنظمة من قبل بعض الباعة والتي رفعت فيها شعارات تحيلنا إلى زمن معين، وهذا ما يفرض على السلطات المعنية طرح علامة استفهام، لأن نجاح تحرير الملك العمومي يتطلب مقاربة جماعية تشارك فيها جميع الأطراف (سلطات محلية ومجالس منتخبة وجمعيات الباعة).
 
زهور حاليم، رئيسة الائتلاف المجتمع المدني بالحي الحسني بالبيضاء
لابد من القطع مع مظاهر العشوائية بالبيضاء 
إن الظروف الحالية تستدعي القيام بحملة تحرير الملك العمومي على صعيد مدينة الدارالبيضاء، هذه المدينة التي تعد القلب النابض للمغرب. إن احتلال الملك العمومي تفشى بطريقة كبيرة في المدينة، وذلك على عدة مستويات، وأصبحت البيضاء بمثابة قرية كبيرة، ومن الضروري أخذ الأمور بنوع من الجدية، خاصة أننا مقبلين على تنظيم كأس إفرقيا في 2025 وكأس العالم في 2030، وهذا يستدعي تقديم صورة مشرفة عن المدينة و عن المغرب عموما، وهناك حاليا أوراش كثيرة في البيضاء تتطلب القطع مع كل مظاهر العشوائية واحتلال الملك العمومي.