ولله الحمد، لقد أصبحت المعلومات والمعارف متاحة للجميع بفضل العولمة والأنترنت، فبإمكان كل باحث أن يجد ضالته بسرعة الضوء باعتماده مثلا على محرك البحث -الحاج كوكل-. وهذا ما لم يكن متوفرا لدى الأجيال السابقة، التي كانت تواجهها عدة صعوبات في الدراسة، فمن أجل مراجعة الدروس وإنجاز التمارين بالمنزل مثلا، كان التلاميذ الذين يعيشون ظروفا صعبة يجدون صعوبة في القيام بالواجبات المدرسية المنزلية، لدرجة الاعتماد على ضوء –غاز البوطان والشمع- بسبب العيش بدور الصفيح أو البوادي، ورغم ذلك كانت النتائج مرضية والمستوى جيد جدا عند أغلب تلاميذ المدرسة العمومية، وكانت مؤسسات التعليم الخاص فقط من أجل التلاميذ الذين لم يتمكنوا من مسايرة الدراسة بالمدارس العمومية ولم يتفوقوا بها، فيتم إعطاؤهم فرصة أخرى لمتابعة دراستهم بهذه المؤسسات . أما اليوم فقد تحسنت ظروف العيش الكريم من خلال التنمية التي عرفها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأشرقت الأنوار حتى أصبح المغاربة يطمحون إلى منافسة الدول المتقدمة في مجال التعليم ،نظرا لأهمية العلم في حياة الإنسان و في تقدم وازدهار الدول فلهذا يقوم الآباء والأمهات الذين يرغبون في تربية أبنائهم وتعليمهم ورسم خارطة لمستقبل زاهر، بتسجيلهم بالمدارس الخصوصية ،هذا بالنسبة للأسر التي تستطيع إلى ذلك سبيلا، أما الأسر التي تعاني الفقر والهشاشة فهي أيضا تحرص على تمدرس أبنائها بالمدارس العمومية من أجل أن يكونوا متعلمين وناجحين، ومن هذا المنطلق فالأسر بالأساس هي المحدد الأساسي لمستوى التلاميذ، لهذا ولأجل إصلاح شامل حرص الملك محمد السادس على تنزيل مشروع الحماية الاجتماعية، وأولى اهتمامه لرعاية أطفال الأسرالتي تعاني الفقر والأطفال اليتامى بدعم مالي مباشر يمكنهم من مواجهة صعوبات الحياة اليومية، وربط هذا الدعم بالتمدرس لتحفيز الأسرة عموما والأمهات خصوصا سواء الأرامل منهن أو المطلقات والأمهات العازبات فالأم مدرسة إن أعددتها فقد أعددت شعبا ووراء كل رجل عظيم إمرأة قد تكون أمه، وتعتبر جمعيات آباء وأمهات التلاميذ مؤسسات مهمة في تمثيل دور الأسر داخل المدارس، ونظرا لأهمية هذه المؤسسة في الحياة المدرسية وفي ظل الاصلاح الكبير الذي يشهده المغرب في العديد من القطاعات الحيوية عموما والتعليم خصوصا فبعد الاضربات التي خاضها نساء ورجال التعليم العمومي والتي أضرت بمصلحة التلاميذ، قام والي جهة الرباط سلا القنيطرة ،السيد محمد اليعقوبي ومديري المؤسسات التعليمية بالرباط بحضور محمد أضرضور، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة ومدير الموارد البشرية الجديد بالوزارة الوصية، بالرباط، باجتماع مع عشرات الجمعيات من جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ من أجل الاستماع إليها، وبحث سبل التعامل مع الاضرابات المستمرة التي تخوضها شغيلة التعليم منذ أسابيع وأكد السيد الوالي أن “التلميذ يبقى في صدارة اهتماماتنا، وهو قطب الرحى في هذه العملية برمتها، ويتعين علينا جميعا أن نرفعه إلى مرتبة محورية في العملية التربوية؛ ذلك أن المنظومة التربوية لا يمكن أن تقوم لها قائمة دون التلميذ أو المتعلم الذي يعد المحور الأساس لهذه المنظومة ومركز اهتماماتها والذي من أجله تتم تعبئة الجهود والموارد وتسخير الطاقات والإمكانيات لضمان جودة تنشئته وتربيته وتعليمه وتأهيله”.
وكما هو معروف فالسيد الوالي محمد اليعقوبي مشهود له بالكفاءة والروح الوطنية والجدية والصرامة وبعد استماعه للمشتكين سرعان ماياتي بالحلول على مقاس المطالب والاحتياجات الاجتماعية.
ولقد أشارخلال هذا الاجتماع أن: “الحكومة أخرجت نظاما أساسيا قوبل بالرفض من طرف الجهات المعنية به، فقامت بتجميده وحددت مع النقابات آجالا للوصول إلى حلول توافقية”، متسائلا: “هل سننتظر إلى غاية الـ15 من يناير المقبل لنقرر ما إذا كنا سنلتحق بالأقسام أم لا؟”، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه “لا يمكن لمن يتوفر على الإمكانيات أن يسجل أبناءه في المدارس الخصوصية؛ في حين يبقى من لا يتوفر على هذه الإمكانيات رهينا لهذا الوضع”.
إن تنزيل السياسات العمومية أصبح محكوما بمنطق التدبير العمومي الجديد لذلك يجب نشر الثقافة الإدارية حتى يسود التعاون بين كل الفاعلين في هذه السياسات لتكون الديمقراطية التشاركية مكملة للديمقراطية التمثيلية.
يتبع...