على هامش احتفال المغرب باليوم العالمي لدورات المياه يوم 19 نونبر، يكشف عبد المجيد بوتسنت، مطور مشروع شبكة المرافق الصحية العمومية بالمغرب، في حوار مع "أنفاس بريس"، عن تفاصيل مشروع أول شبكة وطنية من المراحيض العمومية، وذلك في ظل الخصاص الذي تعاني منه المدن المغربية من هذه المرافق العمومية.
احتفل المغرب يوم 19 نونبر كباقي دول العالم باليوم العالمي لدورات المياه، في نظرك ماهي الصعوبات التي يعيشها المغرب من غياب المراحيض العمومية بالمدن المغربية؟ خاصة في المدن الكبرى كالدار البيضاء؟
تخليد دول العالم لهذه المناسبة الذي قد ييدو غريبا لعدد كبير من الناس نابع عن وعي كبير بأهمية المراحيض في الفضاءات الخاصة وللعامة، وقد يشكل نقصها وسوء تدبيرها في بعض الدول عائقا أمام جهود التنمية.
بالنسبة للمغرب، أهم ما يسجله المختصون بهذا الموضوع وفئة كبيرة من عامة الناس، هو الغياب التام للمراحيض العمومية في الفضاءات العمومية والمعانات اليومية لفئة كبيرة من الناس مثل النساء وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يضطرون في غالب الأحيان للجوء إلى المقاهي، إن سمح لهم بذلك، مع ما يترتب على ذلك من إحراج، لتواجد المراحيض في غالب الأحيان في الطابق العلوي.
هذه العادات المألوفة في مجتمعنا والتي غطت بشكل جزئي عن هذا النقص الكبير في هذه المرافق الحيوية ليست ولا يمكن ان تكون مبررا وحلا لهذه المعضلة المسيئة لسمعة البلاد والعائق أمام تطور الحياة العامة للمواطنين وقطاع اقتصادي ذات أهمية قصوى للبلاد مثل السياحة.
الغياب الشبه التام لهذه المرافق يشكل عائقا كبيرا أمام تطور هذا القطاع لأن السياح يتقاسمون تجاربهم في محيطهم ويكون لآرائهم تأثير مباشر على اختيار الوجهات السياحية.
مقارنة بسيطة بين المدن العشر الأولى عاليا من حيث عدد السياح ومدينة كمراكش وقبلة سياحية عالمية تبين جليا حجم النقص والتقصير في توفير هذه المرافق ذات الأهمية القصوى: عدد المراحيض العمومية بباريس مثلا هو 708 مرحاضا، لندن 620، نيويورك 956، بانكوك 208، سنغافورة 245، هونغ كونغ 1348 وطوكيو 2318. أما بالنسبة لمراكش أو مدينة مليونية كالدار البيضاء فالأرقام غنية عن كل تعليق، 26 بمراكش غالبيتها قديمة جداً وفي حالة مزرية من النظافة و5 بالدار البيضاء! المثير للغيض والذي يحزن كل غيور عن بلدنا الحبيب، هو أن نسمع من أجانب أن من أهم المعلومات التي قدمت لهم عند الاستفسار عن بلدنا لتحضير سفرهم إليه هو الأخذ بعين الاعتبار هذه النقطة السوداء واستحضارها قبل خروجهم من الفنادق وفي برامج التجوال التي قد يطول وقتها.
ونحن في بداية مشوار الاستعدادات لاحتضان حدث عالمي الذي هو كأس العالم 2030 واستقبال الزوار من جميع بقاع العالم، علينا أن نعي جميعاً مدى أهمية هذه المرافق بالنسبة لعدد كبير من الجنسيات، لكل منها خلفياتها وعاداتها المختلفة تماماً على ما ألفناه ونعرفه في المغرب.
هذه المناسبة فرصة كبيرة لأجل أن تخطو بلادنا إن شاء الله خطوات كبيرة في التقدم والازدهار على جميع الأصعدة، ومنها القطاع السياحي الذي بإمكانه تحقيق نقلة نوعية كبيرة في هرم الوجهات السياحية العالمية مثل جيراننا وشركائنا في تنظيم هذا الحدث، إسبانيا والبرتغال.
هل هناك مساهمات أو حلول مقترحة في ظل هذا الوضع التي تعرفه البلاد بهذا الخصوص؟
أمام هذا الوضع، من الملح والعاجل تكثيف المبادرات والجهود من طرف المؤسسات المعنية بتدبير الفضاء العام والهيئات المكلفة بتدبير قطاعات السياحة، الصحة والمالية، وكذلك الفاعلين الاقتصاديين خصوصا منهم المنخرطين في مشاريع التجهيزات العامة.
من جهتنا، وفي إطار مواكبة النهضة الاقتصادية الملموسة منذ سنوات تحت القيادة الملكية الداعية إلى انخراط القطاع الخاص في جهود التنمية والاستثمار بجانب القطاع العام. وفي ظل التعبئة الشاملة التي انطلقت مسيرتها من أجل التحضير والاستعداد للحدث الدولي الكبير المتمثل في كأس العالم لكرة القدم 2030، قمنا داخل "مجموعة 7 رجب" بتعاون مع مجموعة من الفاعلين الاقتصاديين الغيورين على نمو وازدهار بلادنا، على برمجة مشروع شبكة وطنية واسعة من المراحيض العمومية، تضم في مرحلة أولى 250 منشأة من المراحيض العمومية، تضم كل واحدة منها 8 وحدات من ضمنها واحدة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في 14 مدينة بجميع التراب الوطني.
ويقدر حجم الاستثمار الإجمالي للمشروع ب150مليون درهم، على مرحلتين، سيمكن من إنجاز 500 منشأة من المراحيض العمومية وخلق مايزيد عن 1500 منصب شغل مباشر.
هذا المشروع الذي استغرقت دراسة جدواه أزيد من أربع سنوات هو الآن في طور المراحل النهائية للدراسات التقنية والهندسية، ومن المقرر أن تنطلق المرحلة الأولى من برنامج تطويره في النصف الثاني من السنة المقبلة 2024.
ما هي القيمة المضافة والأهداف المنتظرة من هذا المشروع؟
سيقدم هذا المشروع بإذن الله قيمة مضافة كبيرة للاقتصاد المغربي يمكن تلخيصها في النقط التالية:
1- خلق أزيد من 750 منصب عمل مباشر وقار للشباب المغربي.
2- توفير مرافق صحية ضرورية للمواطنين في الفضاءات العمومية وخصوصاً منهم و الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
3- توفير منشآت خدماتية ذات أهمية كبيرة للقطاع السياحي من شأنها الرفع من جاذبية الوجهة المغربية وكذلك تحسين صورة هذا القطاع في السوق السياحية العالمية عند المهنيين وعامة الناس.
4- توفير منشآت ضرورية لاستقبال ضيوف المغرب مستقبلاً ولإنجاح التظاهرات الدولية التي ستنظم في بلادنا وأهمها كأس العالم لكرة القدم 2030.
1- خلق أزيد من 750 منصب عمل مباشر وقار للشباب المغربي.
2- توفير مرافق صحية ضرورية للمواطنين في الفضاءات العمومية وخصوصاً منهم و الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
3- توفير منشآت خدماتية ذات أهمية كبيرة للقطاع السياحي من شأنها الرفع من جاذبية الوجهة المغربية وكذلك تحسين صورة هذا القطاع في السوق السياحية العالمية عند المهنيين وعامة الناس.
4- توفير منشآت ضرورية لاستقبال ضيوف المغرب مستقبلاً ولإنجاح التظاهرات الدولية التي ستنظم في بلادنا وأهمها كأس العالم لكرة القدم 2030.
ما هي انتظارا تكم كمطورين لهذا المشروع؟
انتظاراتنا أولا كغيورين على سمعة وازدهار بلادنا هو أن تتعبأ الجهود وأن يساهم جميع المتداخلين والفاعلين السياسيين والاقتصاديين، والمسؤولين على تدبير الشأن العام، كل منهم من موقعه وحسب تخصصه وفي حدود مسؤولياته، في توفير الظروف اللازمة وتقديم التسهيلات الممكنة للمبادرات ذات الأبعاد والأهداف الاستراتيجية والتي من شأنها تقديم قيمة مضافة فعالة لنمو وازدهار البلاد، وأن ننجح جميعاً في التحدي الأول والذي هو الوصول جميعاً إلى محطة كأس العالم في 2030 وبلادنا على استعداد تام لاستقبال ضيوفنا في أحسن الظروف.