مقطع من بلاغ حزب العدالة والتنمية (الصورة) يوصي الناس "بالرجوع إلى الله و أن كل مايصيب الناس فيه إنذار" ! فما هو ذنب تلك المرأة البسيطة التي فقدت كل أفراد أسرتها؟ و ما هي جريرة ذلك الرجل الذي يصلي الفجر في مسجد الدوار بمداشر مولاي ابراهيم و قُرى أمزميز؟؟؟.
لا، زلزال الحوز قضاء وقدر وليس نتيجة لابتعاد العباد عن الطريق المستقيم. هذا البلاغ يُحيلنا، دون الإفصاح عن ذلك، عن نظرية العقاب الجماعي التي حاشا أن تكون من الإسلام في شيء، وهو البلاغ الذي يمكن تصنيفه خارج السياق السياسي. كنتُ سأتفهم (دون أن أتفق مع الجوهر) لو تم نشر البلاغ من طرف حركة الإصلاح والتوحيد، الدراع الدعوي للحزب، حتى يتفادى هذا الأخير الخلط بين ما هو ديني وما هو دنيوي.
وفي الأخير، إذا كان حزب العدالة والتنمية يلملم جراحه للإنبعاث من رماده بعد سقطة 8 شتنبر 2021، فلا يمكن له ذلك بتوظيف قضاء الله يوم 8 شتنبر 2023. المغاربة ينتظرون أكثر من ذلك لإحياء السياسة وإعطاء نَفَس جديد للمعارضة التي ماتت منذ سنة 2011. كما لا يمكن للحزب أن يعود للواجهة بخطاب استهلكه جيل بأكمله ووَلَج جيل آخر، جيل 2.0، قابلية التصويت وتحديد المستقبل السياسي للبلد بانتظارات وآمال مختلفة.
شخصياً، منذ أربعين سنة و أنا أدعم المعارضات الحكومية إيماناً مني بأن دور المعارضة جوهري في خلق التوازن والتدافع السياسي الذي بإمكانه خلق دينامية تمنح المواطن باستمرار الأمل في التغيير للأحسن، لأن الطبيعة تكره الفراغ. انطلاقاً من هذه القناعة، أجزم أن بلاغ حزب العدالة والتنمية أصابني بخيبة أمل ولا يسعني إلا أن أدعو الحزب "للرجوع لله " !.
