إن التضامن بشكل أساسي هو دعوة لمساءلة النفس، مراجعة الذات وتغيير وجهة نظرك وعدم الاكتفاء دائمًا بتحقيق أقصى استفادة. "نحن" أفضل من "أنا" في أوقات الأزمات.
إن تضامن اليوم مع مواطنينا في منطقة الحوز هو مجرد امتداد لهذا التضامن الذي شهدناه خلال الوباء: لا يهم إذا كنت غنيًا أو فقيرًا، مهما كنت ذكيًا، فلن تتمكن من حماية نفسك من أمراض معينة أو من الكوارث الطبيعية. وهذا يذكرني بمواطن جاء من الرباط لرؤية عائلته بمنطقة الحوز الجبلية؛ وقد دُفن هو سيارته الفارهة تحت الأنقاض. تغمده الله بواسع.
إن تضامن اليوم مع مواطنينا في منطقة الحوز هو مجرد امتداد لهذا التضامن الذي شهدناه خلال الوباء: لا يهم إذا كنت غنيًا أو فقيرًا، مهما كنت ذكيًا، فلن تتمكن من حماية نفسك من أمراض معينة أو من الكوارث الطبيعية. وهذا يذكرني بمواطن جاء من الرباط لرؤية عائلته بمنطقة الحوز الجبلية؛ وقد دُفن هو سيارته الفارهة تحت الأنقاض. تغمده الله بواسع.
هذا الوعي بالضعف والهشاشة الفردية أدى إلى توحيد الشعب المغربي، ودفعه إلى رص الصفوف حول ملكه، قواته المسلحة، الدرك الملكي، القوات المساعدة، ووزارة الداخلية، والمجتمع المدني المغربي النشيط والسخي للغاية. لقد رأينا بعض مشاهد التضامن الجميلة جدًا: رجل مسن على دراجته التي عاشت بالتأكيد أوقاتًا أفضل، يحمل كيسًا من الدقيق، وامرأة تحمل في يدها 20 درهمًا وترغب في التبرع بها، صبي يبلغ من العمر 12 عامًا يعطي آخر 100 درهم يملكها لسائق شاحنة حتى يتمكن من التزود بالوقود، متسولة تريد التبرع بخاتمها الذهبي..
هذا هو التضامن المستدام، وهو الذي يأخذ على محمل الجد فكرة أننا جميعًا معرضون للخطر وأن هناك مواقف معينة نحتاج فيها إلى مساعدة الآخرين. ونرى أنه لا بد من وجود سلطات قوية ومؤسسات مختصة لإدارة مثل هذه الأزمات.
لقد أدار المغرب أزمة الجائحة الأخيرة بشكل جيد، أفضل من بعض الدول التي تنتقده اليوم، وسيدير هذه الأزمة الجديدة بشكل جيد.
لقد أدار المغرب أزمة الجائحة الأخيرة بشكل جيد، أفضل من بعض الدول التي تنتقده اليوم، وسيدير هذه الأزمة الجديدة بشكل جيد.
إن المغرب من المجتمعات شديدة الوحدة والتضامن، وهو أكثر المجتمعات نجاحا من المجتمعات الفردانية في تجاوز الأزمات والتحديات الكبرى، ويخرج منها أقوى. لأن هذا التضامن يخلق الأمن والثقة، ويوحد القوى ويبني الجسور، وهذا التضامن المغربي هو الذي يجمع أفضل ما في جنسنا: نبل اليد السخية وإمكانية الدعم المتبادل، وتفضيل التواصل الصحي والإيجابي، وبدلا من الصراع، هناك تقدير الآخر وتقبل الاختلاف وتنوع الطبقات الاجتماعية. وهذه المساعدة المتبادلة بالتحديد هي التي تنعكس في الثقة في أنفسنا وفي مستقبلنا المشترك.
خلال هذه المأساة الإنسانية، يتعلق الأمر بدعم الآخرين، ودون توقع أي شيء في المقابل. وما يجب أن نتذكره من هذه الكارثة التي حلت بإقليم الحوز العزيز علينا، هو أننا نعتمد على بعضنا البعض، على المساندة المتبادلة والتعاطف والتضامن بيننا. فزلزال مراكش، على سبيل المثال، لم يفرق بين غني وفقير، بين رجل وامرأة، بين كبير السن والطفل وبين طويل وقصير؛ فالقلق والخوف من مستقبل غامض كان يتقاسمه جميع السكان.
قال تشارلز ديكنز، الكاتب البريطاني الشهير والمدافع الدؤوب عن حقوق الطفل والتعليم للجميع: "حتى الباب الثقيل لا يحتاج إلا إلى مفتاح صغير"، والمملكة المغربية تمتلكه وتعرف استخدامه بشكل جيد.