الخميس 6 فبراير 2025
سياسة

فـي الحاجة إلى زلزال بقوة 9 درجات لإسقاط فيصل العرايشي من عرش تلفزة المغاربة

فـي الحاجة إلى زلزال بقوة 9 درجات لإسقاط فيصل العرايشي من عرش تلفزة المغاربة ‬فيصل‭ ‬العرايشي، الرئيس‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬
بينما‭ ‬هجرت‭ ‬القنوات‭ ‬الإخبارية‭ ‬الدولية،‭ ‬التي‭ ‬تحترم‭ ‬نفسها،‭ ‬جميع‭ ‬أخبار‭ ‬العالم،‭ ‬وركزت‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬أخبار‭ ‬"زلزال‭ ‬الحوز"،‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬وقوعه‭ ‬بكل‭ ‬التفاصيل‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬المغاربة‭ ‬على‭ ‬بينة‭ ‬مما‭ ‬وقع،‭ ‬وما‭ ‬سيقع،‭ ‬وذلك‭ ‬بالاستعانة‭ ‬بالخبراء‭ ‬والمختصين‭ ‬وعلماء‭ ‬الزلازل‭ ‬والأطباء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الإغاثة‭ ‬والسلطات‭ ‬المحلية‭ ‬والمواطنين‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬هزها‭ ‬الزلزال،‭ ‬اختارت‭ ‬"التلفزة‭ ‬المغربية"‭ ‬أن‭ ‬تتخلف‭ ‬عن‭ ‬الركب،‭ ‬وكأن‭ ‬المغرب‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬مجرة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الأرض،‭  ‬وكأن‭ ‬الأموات‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬كوكب‭ ‬زحل،‭ ‬والأماكن‭ ‬المنكوبة‭ ‬مقتطعة‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬كارتوني‭ ‬لدولة‭ ‬"شاكر‭ ‬باكر‭ ‬بن"‭.  ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تلفزة‭ ‬«فيصل‭ ‬العرايشي»‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬فضيحة‭ ‬من‭ ‬العيار‭ ‬الثقيل‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المغاربة‭ ‬أولا‭ ‬«دافعي‭ ‬الضرائب»،‭ ‬وفي‭ ‬حق‭ ‬الإعلام‭ ‬المهني‭ ‬ثانيا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ضرورة‭ ‬ضخ‭ ‬دماء‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الإعلام‭ ‬العمومي‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭. ‬
فلو‭ ‬كانت‭ ‬التلفزة‭ ‬المغربية‭ ‬تعمل‭ ‬بمهنية‭ ‬تستحق‭ ‬الاحترام‭ ‬لكانت‭ ‬هي‭ ‬المصدر‭ ‬الأكثر‭ ‬قوة‭ ‬للخبر‭ ‬المرتبط‭ ‬بالزلزال،‭ ‬ولغصت‭ ‬بلاطوهاتها‭ ‬بالخبراء‭ ‬والمحللين،‭ ‬ولكان‭ ‬المغاربة‭ ‬متحلقون‭ ‬حولها‭ ‬لتتبع‭ ‬أخبار‭ ‬بلدهم،‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬الزلزال‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬وطنهم،‭ ‬وما‭ ‬دامت‭ ‬الهزات‭ ‬الارتدادية‭ ‬تطارد‭ ‬طمأنينتهم‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬«التلفزة‭ ‬المغربية»‭ ‬بانطفائها‭ ‬المعهود،‭ ‬وانعدام‭ ‬تفاعلها‭ ‬المألوف‭ ‬أمام‭ ‬الأحداث‭ ‬الكبرى،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬الموعد،‭ ‬مما‭ ‬فسح‭ ‬المجال‭ ‬للتهكم‭ ‬عليها،‭ ‬بل‭ ‬الامتعاض‭ ‬من‭ ‬تأخرها‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬مواكبة‭ ‬ما‭ ‬وقع،‭ ‬إخبارا‭ ‬وتحليلا‭ ‬وتوفير‭ ‬معطيات‭ ‬علمية‭ ‬حول‭ ‬الموضوع،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعيد‭ ‬طرح‭ ‬السؤال:‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬إقالة‭ ‬الرئيس‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬فيصل‭ ‬العرايشي؟‭ ‬وما‭ ‬سر‭ ‬قوة‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬قضى‭ ‬حوالي‭ ‬24‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬التلفزة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يجرؤ‭ ‬أي‭ ‬وزير‭ ‬للاتصال،‭ ‬منذ‭ ‬الوزير‭ ‬المرحوم‭ ‬العربي‭ ‬المساري،‭ ‬على‭ ‬إزاحته‭ ‬من‭ ‬منصبه؟‭ ‬وهل‭ ‬قدر‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬«السبايس‭ ‬إكس»‭ ‬أن‭ ‬تحتجز‭ ‬تلفزتهم‭ ‬العمومية‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬مسؤول‭ ‬أثبت‭ ‬أنه‭ ‬فاشل،‭ ‬ولا‭ ‬قدرة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬تلفزة‭ ‬عمومية‭ ‬تحترم‭ ‬ذكاء‭ ‬المغاربة‭ ‬وتقود‭ ‬النقاش‭ ‬العمومي‭ ‬بمهنية‭ ‬وموضوعية‭ ‬ومسؤولية‭ ‬ومنافسة‭ ‬القنوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬اقتحمت‭ ‬كل‭ ‬البيوت‭ ‬المغربية؟
المثير،‭ ‬حسب‭ ‬العارفين‭ ‬بتاريخ‭ ‬الرجل،‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬إلى‭ ‬التلفزة‭ ‬على‭  ‬ظهر‭ ‬أي‭ ‬كفاءة،‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬سقط‭ ‬بمظلة‭ ‬«جهة‭ ‬نافذة»‭ ‬على‭ ‬التلفزة‭ ‬سنة‭ ‬1999،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬فاجأ‭ ‬حتى‭ ‬الوزير‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬القطاع‭ ‬آنذاك‭ ‬«العربي‭ ‬المساري»،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المهنيين‭ ‬«يستقبلونه»‭ ‬كمدير‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬محاسبته‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬به،‭ ‬وألا‭ ‬قدرة‭ ‬لأحد‭ ‬مهما‭ ‬بلغ‭ ‬شأنه،‭ ‬على‭ ‬نقله‭ ‬من‭ ‬مكانه‭.‬
لقد‭  ‬ظلت‭ ‬التلفزة‭ ‬المغربية،‭ ‬مع‭ ‬فيصل‭ ‬العرايشي،‭ ‬غارقة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الخط‭ ‬المتحجر‭ ‬الذي‭ ‬حُدد‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬1961،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬مساهمتها‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ ‬العمومي‭ ‬وقضايا‭ ‬الساعة‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للمغاربة‭ ‬مباشرة‭ ‬ضامرة‭ ‬ورديئة‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود،‭  ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬فشلها‭ ‬الذريع‭ ‬في‭ ‬مواكبة‭ ‬أخبار‭ ‬زلزال‭ ‬الحوز‭ ‬كحدث‭ ‬وطني‭ ‬ودولي،‭ ‬ومن‭ ‬تحولها‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الكثيرين‭ ‬إل‭ ‬عنوان‭ ‬لـ‭ ‬«الرداءة»،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الزلزال‭ ‬القوي‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬بلادنا،‭ ‬كان‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬استقطاب‭ ‬المشاهدين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأطياف،‭ ‬ومن‭ ‬مختلف‭ ‬البلدان،‭ ‬لو‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬تنويع‭ ‬شبكتها‭ ‬البرامجية،‭  ‬واختارت‭ ‬البرامج‭ ‬الإخبارية‭ ‬والحوارية‭ ‬والوثائقية‭ ‬وحتى‭ ‬التحقيقات‭ ‬كجزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬تغطية‭ ‬«زلزال‭ ‬الحوز»‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬اليوم‭ ‬والساعة‭.‬
إن‭ ‬فشل‭ ‬العرايشي‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬التلفزة‭ ‬المغربية‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد،‭ ‬وبكل‭ ‬الوضوح‭ ‬الممكن،‭ ‬عن‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬قنوات‭ ‬إخبارية‭ ‬عربية‭ ‬وإقليمية،‭ ‬وأن‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الإقلاع‭ ‬المأمول‭ ‬مجرد‭ ‬وهم،‭ ‬والخير‭ ‬كل‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬إعفائه‭ ‬من‭ ‬مهامه‭ ‬وتركه‭ ‬يذهب‭ ‬بسلام‭ ‬للاهتمام‭ ‬بصحته،‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬«دار‭ ‬البريهي»‭ ‬على‭ ‬حالها‭ ‬وعلى‭ ‬نهجها‭ ‬«التضبيعي»‭ ‬للشعب‭.‬