السبت 27 إبريل 2024
خارج الحدود

الشاعرة الفلسطينية نجوى شمعون : كل يوم هو بداية لمجزرة جديدة بغزة

الشاعرة الفلسطينية نجوى شمعون : كل يوم هو بداية لمجزرة جديدة بغزة

بينما احتفل أطفال باقي الدول المسلمة العربية وغير العربية بين أحضان الأسرة بعيد الفطر السعيد، وارتدوا ملابس العيد وحصلوا على الهدايا والحلوى والنقود من أيادي الوالدينوالأهلوالجيران. عاش أطفال غزة عيدا ليس كالأعياد. عيد امتدت فيه أيادي الغدر الصهيوني لأرواح بريئة بالقنابل والصواريخ. وسقطت أرواحهم فداء للوطن، في عيدهم الذي من المفروض أن توزع فيه البسمة على وجوههم عوض القتل والدمار. وبما أن الشاعر هو ضمير الشعب اليقظ وانسجاما مع مقولة بريخت "إنهم لن يقولوا لماذا ساءت الأزمان لكنهم سيقولون لماذا سكت الشعراء". اتصلت "أنفاس بريس" بالشاعرة والإعلامية الفلسطينية "نجوى شمعون" لإجراء حوار يكشف كيف عاش أطفال غزة عيد الفطر لهذا العام، الذي تزامن مع العدوان الغاشم. رحبت الشاعرة نجوى شمعون بـ "أنفاس بريس" وشكرت كل المغاربة المساندين لفلسطين وقالت لنا :" حاولت الرد على أسئلتكم بسرعة لأنني لا أضمن ما يحدث بعد لحظة". وهي علامة دالة على الرعب والقلق الذي عاشه ويعيشه الفلسطينيون هذه الأيام جراء هجومات العدوان الإسرائيلي.

 

هل يمكن الحديث عن أجواء فرحة عيد الفطر بغزة تحت ضربات وترويع القصف الغاشم. وكيف استقبلتم هذه المناسبة الدينية هذا العام؟

أولاً لا عيد في غزة إذ أن اليوم الأول في العيد استهدف العدو الصهيوني عشرة أطفال كانوا على الأرجوحة، ذهب الصغار صعوداً نحو السماء. أطفالنا هدف أول للطائرات الحربية سواء كان الطفل نائما في سريره أو يلعب على باب بيته أو من ضمن النازحين في مدارس الأونروا "وكالة الغوث" وهم بالآلاف. لا عيد في غزة وكل يوم هو بداية لمجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال بوحشية الغابة. عائلات بأكملها ألغيت من السجل المدني للعائلات. استشهد الأب والأم وأطفالهم كلهم مرة واحدة، لا عيد في غزة وسط الموت والخراب والدمار الذي تنشره آلة البطش الصهيونية في كل شبر من غزة. في الفجر ذهب الغالبية للصلاة في المساجد ثم تحولت المساجد لهدف للطائرات. صحيح قبل ذلك استهدفوا بعض المساجد لكن الآن المساجد كلها هدف لهم، وبعد الانتهاء من المساجد تستهدف غاراتهم المصانع في غزة. وهكذا .... سلسلة لا تنتهي من القتل والتدمير وهجرة السكان من منطقة لأخرى والإمعان في تروعيهم.

قبل ذلك عشتم ساعات الهدنة الأخيرة. ماذا عن تفاصيل هذه الساعات؟

الهدنة حرب أخرى، فيها يتم  اقتناص الفرائس من أطفال ونساء وعائلات أو حتى شاب على دراجة، إنها كذبة أخرى أسميتها الهدنة "المُسَيَّسَة". وقت الهدنة المزعومة الطائرات لا تفارق السماء، القذائف لا تتوقف عن رص البيوت وقتل من فيها من بشر. أعتقد في هذه الحرب لا معنى للسلام هنا، "أنت تقاتل محتل وأنت أعزل إلا من إيمانك بالله ومحتلك يمتلك كل أسلحة الدمار والأسلحة المحرمة دوليا". يبيد عائلا ت بأكملها وحي بأكمله، كيف يكون للسلام معنى على الأرض و"أنت تقف بجسدك أمام كل هذا الموت والقتل". السلام المفقود على أرض تحترق بسياسة المحتل الذي يريد الأرض محروقة لا بشر لا شجر لا حجر. يريدها فارغة من البشر. يريد قتل الإنسان ونهب روحه، وقبلها تقطيع جسده في مجازر يفتعلها ليلا ونهارا. محتل لا يعترف بقوانين دولية. يصنع قانونه وحده ويكمل إبادة شعب بأكمله.

ما تعليقك على تخاذل العالم أمام ما يقع في غزة؟

التخاذل من بعض الحكومات. الشعوب ليست الحكومات. الشعوب يقظة قلوبهم تبكي غزة وأطفال غزة. أما بعض الحكومات فلا ضمير ... وأعتقد صور المجازر لا تحتاج لتفسير أو إيضاح.

متى تتصورين نهاية العدوان؟

إنها إبادة شعب. لا يمكنك معرفة متى ينتهي قاتل من المجازر، وهو يتبع كل الطرق والوسائل حتى النفسية لقتلك. لا يمكنك إلا بمعنى واحد حين تقرأ خبراً أخيرا عن غزة "لم ينجو أحد". هذه الحرب وجدنا أنفسنا فيها فقط لأن العدو خطط لذلك واخترع الحجج والأكاذيب. لذلك لم نقرر الحرب، لأننا نريد السلام. نريد لأطفالنا حياة أمن وأمان. حياة مثل البشر...لم نقرر الحرب وُجـِدْنا فيها رغماً عنا لأن سياسة العدو تتطلب فرائس لتعيش. العدو المتعطش دائماً للحرب وللدماء. وجدنا أنفسنا في هذه الحرب قتلى وجرحى ومعاقين بفعل الصواريخ والشظايا. وُجـِدْنا في إبادة جماعية، وعلينا أن نصمت على قتلنا وموتنا المُمَنهج. هذا ما يريد العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الطفل وحقوق الإنسان. إنهم يقتلون الإنسان يغتالون الطفل.

 

حاورها: رشيد صفر