بعد يوم العيد الذي مر عصيبا على أهل غزة، ومنع العديد منهم من مجرد أداء الصلاة بفعل استهداف الجيش الإسرائيلي لأي جسم يتحرك، حل اليوم الثاني بسقوط أكثر من 140 شهيد موزعين على المناطق الشرقية والشمالية للقطاع والقريبة من الحدود ليفوق عدد الشهداء ال1150 قتيل. وليس هذا فحسب، بل تم تدمير كلي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة، مما تعطلت معه كل الخدمات بما فيها الطبية وما نجم عنه من تزايد الضحايا. وكان يوم أمس الذي لم يحمل من"العيد" سوى الاسم بالنسبة للغزيين، هو نفسه حال أطفال مكتوون بفقدان ذويهم، وأمهات حرمن من أولادهن، وزوجات ترملن، وأزواج قتلت زوجاتهم، وآخرين يرقدون في المستشفيات، منهم من بترت أجزاء من أجسادهم. ففي الوقت الذي استمتع فيه أطفال بقية العالم بإيقاعات الاحتفاء، وجد صغار الفلسطينيين ذواتهم في مواجهة أصوات أزيز الطائرات الحربية وذوي الانفجارات. وبينما خرج غيرهم للهو بالأزقة والدروب آمنين مطمئنين، حرمت البراعم الفلسطينية من مداعبة لعبها بالطرقات والمخيمات التي بات خلوها بشكل كامل هو المشهد الوحيد هناك. لتترك تلك الفضاءات لرائحة الموت التي تفوح من تحت الركام، ولأشلاء النساء والأطفال والشيوخ والشباب الغارقة في دمائها بلا مبال ولا منصف.
خارج الحدود